كشف المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط عن ملامح الخطة الأمريكية السلام فى الشرق الأوسط، قائلا: إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تستعد لانتقادات إسرائيلية، لم يتم كشف النقاب عنها بعد. وفى مقابلة مع رويترز، قال جيسون جرينبلات، كبير مهندسى مبادرة السلام التى طال انتظارها، إن المفاوضين الأمريكيين دخلوا «مرحلة ما قبل تدشين» الخطة برغم مقاطعة القادة الفلسطينيين لها. لكنه امتنع عن تحديد إطار زمنى، واكتفى بالقول إن الخطة لن يتم إعلانها فى الجمعية العامة للأمم المتحدة التى ستجتمع فى نيويورك هذا الشهر، كما لم يقدم أى تفاصيل بشأن الخطة التى أثارت شكوكا كثيرة حتى قبل الكشف عنها. وفى مسعاه لتفنيد التصورات المنتشرة على نطاق واسع بين الفلسطينيين والمسئولين العرب والمحللين المستقلين بأن خطة السلام ستكون على الأرجح منحازة لإسرائيل، وفى حين تتحرك الإدارة لوضع اللمسات الأخيرة على مبادرة يقودها جاريد كوشنر صهر ترامب، قال جرينبلات: «علينا أن ندافع عن الخطة لمصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين، نحن مستعدون للانتقادات من جميع الأطراف، لكننا نعتقد أن هذا أفضل سبيل للتحرك إلى الأمام بالنسبة للجميع». ويشعر الإسرائيليون بالرضا إلى حد كبير إزاء سياسات ترامب فى الشرق الأوسط لكنهم انزعجوا فى بعض الأحيان من اقتراحات بأنه قد يطلب منهم تقديم تنازلات كبيرة، بيد أن جرينبلات قال إن الولاياتالمتحدة ستوصى بتقديم تنازلات لكنها لن تسعى لفرض اتفاق. وأضاف: «على الطرفين أن يقررا ما إذا كانت الخطة تناسبهما وستجعل حياتهما أفضل، الطرفان فحسب لديهما القدرة على تقديم هذه التنازلات لكن لا تنازلات بشأن احتياجات إسرائيل الأمنية». وقال جرينبلات فى المقابلة إن إدارة ترامب تأمل فى أن يدعم حلفاؤها العرب خطتها للسلام بمجرد إطلاقها، لكنها لا تتوقع منهم «محاولة دفع الفلسطينيين إلى اتفاق لا يريده الفلسطينيون». وميدانيا، تواصلت مسيرات العودة على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، استجابة لدعوة الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار الفلسطينية، للمشاركة الفعالة فى جمعة «المقاومة خيارنا» ضمن فعاليات المسيرة المستمرة منذ 30 مارس الماضى على الحدود الشرقية لقطاع غزة. وفى الوقت نفسه استشهد ثلاثة فلسطينيين، أحدهم طفل فى الثانية عشرة، أمس برصاص الجيش الإسرائيلى إثر تجدد المواجهات على حدود قطاع غزة، كما أعلنت وزارة الصحة فى القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس. وأشار أشرف القدرة الناطق باسم الوزارة إلى «استشهاد الشاب هانى عفانة (21 عاما) برصاص الاحتلال شرق رفح» فى جنوب قطاع غزة، مبينا أنه «استشهد أيضا الشاب محمد شقورة (21 عاما) شرق مخيم البريج» فى وسط القطاع، وأصيب أكثر من خمسين شخصا بجروح وفق حصيلة أولية. وفى سياق آخر، أوقفت البعثة الدبلوماسية الفلسطينية فى واشنطن، أمس الأول، أعمالها، مبدية الأمل فى أن تكون هذه «اللحظة الحزينة» مجرّد إغلاق لفترة وجيزة. وأبدى ممثّل بعثة منظمة التحرير الفلسطينية فى الولاياتالمتحدة حسام زملط فى شريط فيديو بثّه على فيسبوك «حزنه الشديد بسبب الوضع الحالى»، معبّراً ل»ملايين الأمريكيين الذين كانوا ولا يزالون أصدقاء فلسطين» عن الأمل فى أن «تكون هذه اللحظة الحزينة قصيرة الأجل، لكى نعود مجدّدًا فى وقت قريب لنكون رمزًا وانعكاسًا للعلاقة التاريخية بين الشعبين الفلسطينى والأمريكى».