تنتابنا حالة من الدهشة حين نسمع عن ضبط لصوص حاولوا التنقيب عن الآثار لتحقيق حلمهم فى الثراء السريع، فى الوقت الذى يتوقف فيه العمل من جانب الاثار لتوسيع رقعة البحث والاستكشاف لآثارنا المدفونة. «الأهرام» قامت بجولة فى بعض المناطق الأثرية فى الصعيد، فوجدنا فى أسيوط مقابر «دير ريفا» الفرعونية والتى تم اكتشافها منذ 110 أعوام، أثناء قيام بعثة من المعهد البريطانى بتسجيل وتصوير عدد من هذه المقابر عام 1907، ولكن توقف العمل بها عقودا طويلة حتى الآن، وفى سوهاج مرت 38 عاماً على اكتشاف معبد رمسيس الثانى بأخميم والذى يقع على مساحة 10 أفدنة، ومحتوياته معرضه للنهب والسرقة لأنها فى طى النسيان. .. ويضربها الإهمال مقابر جبل دير ريفا بالجبل الغربى بمحافظة اسيوط واحدة من الثروات الأثرية غير المستغلة، حيث تخص حكام الإقليم الحادى عشر وبها نحو 7 مقابر معروفة بجانب مئات المقابر الصغيرة غير المعروفة، تم نحتها فى الصخر منذ اربعة الاف عام، الا انها تفتقد التطوير وغير معدة للزيارة ولم توضع على الخريطة السياحية. فمنذ قيام بعثة المعهد البريطانى برئاسة بيترى بتسجيل وتصوير عدد من هذه المقابر عام 1907 حتى الآن لم تتم أى حفريات وباتت فى طى النسيان اللهم إلا من بعض الخفر لحراستها وتتحول بالليل لظلام دامس رغم مرور أعمدة الانارة وطريق أسفلتى بجوارها. من جهتها قامت وزارة الاثار بإعداد بعثة لتوثيق وتسجيل تلك المقابر عام 2012 ، حيث قامت بتوثيق نحو 21 مقبرة غير السبع المحددة وكلها تحتاج لبعثات لكشف أسرارها. وتشير النقوش والنصوص على جدران المعابد إلى أن الملك سنفرو أحد أعظم ملوك الدولة القديمة كان يمتلك أربع ضياع بهذا الاقليم، ومعظم هذه المقابر استخدمها الأقباط فى السكن والعبادة خلال عصر الاضطهاد الرومانى ،ويظهر ذلك جليا على جدران المقابر من مخربشات وبقايا نقوش. وقد قام حكام وأمراء هذا الإقليم بنحت مقابرهم فى جسم الجبل بارتفاع نحو 150 مترا، وهى مجموعة من المقابر الصخرية التى تمتاز بالضخامة والفخامة ومزينة بالمناظر والنقوش التى تحكى تاريخ هذا الاقليم وتم الكشف عن هذه المقابر بواسطة عالم الآثار الانجليزى جيريفز عام 1889الذى قام بالنشر العلمى عنها ثم تبعته بعثة المعهد البريطانى برئاسة العالم بيترى عام 1907. من أشهرها مقبرة خنوم كا ومقبرة نفر- خنوم ومقبرة مري- رع ..وهناك مقبرة «خنم عا» التى ترجع إلى عصر الأسرة الثانية عشرة التى أُعيد استخدامها فى عصر رمسيس الثالث وبها نقوش للإله آمون جالسا وخلفه رع حور آختى والاله بتاح كذلك منظر منقوش للإله أوزيس وإيزوريس وكذلك يوجد منظر يمثل موكب الاله رع. وغيرها من المقابر لحكام الاقليم التى تتميز بطراز معمارى فريد . وهناك مقبرة غير معروفة مستخدمة ككنيسة للأمير تادرس المشرقى وهى كنيسة أثرية يزورها الكثير فى عيد الأمير تادرس ويقام لها احتفال سنوى بهذه المناسبة. يقول الباحث الأثرى مدحت فايز إنه فى أثناء عمل بعثة مركز تسجيل الاثار التى شكلتها وزارة الاثار عام 2012 لتسجيل المقابر الموجودة بهذه المنطقة تم الكشف عن بعض المقابر التى لم يذكر العالمان جيرفيز وبيترى شيئا عنها ومنها المقبرة المستخدمة كنيسة العذراء مريم وهى مقبرة غير معروفة وغير منقوشة وتقع إلى الجنوب من مقبرة نانا وتعود إلى عصر الدولة الحديثة أى أكثر من 4500عام . كما تبين لبعثة وزارة الاثار أنه منذ أن قام جير فيز عام 1889 بتحديد المقابر السبع ورتبها من الجنوب الى الشمال ثم جاءت بعده بعثة المعهد البريطانى برئاسة بيترى عام 1907 وحدد أسماء بعض المقابر بناء على ما تم الكشف عنه من آثار وتوابيت عليها أسماء أصحابها لم تتم أى حفريات بالمكان، وتوجد كثير من القطع الأثرية والتوابيت الخشبية المنتشرة فى متاحف العالم والمستخرجة من هذه المقابر ومنها الموجود بمتحف مانشستر بإنجلترا والتى تظهر مدى الرقى الفنى الذى وصل إليه سكان هذا الاقليم خلال تلك الفترة ، ويعد أكثرها أهمية التابوتان المستخرجان من مقبرة الأخوين»خنم نخت ونخت عنخ» ونظرا لمكانتهما قام بيترى بتأليف كتاب خاص بهذه المقبرة وما وجده بها من كنوز يحمل الاسم نفسه «مقبرة الأخوين».