لأن نجاحها لا حدود له.. وأن طموحها لا يحدده سقف أو تقيده تعليمات أو قواعد, فقد نجحت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة فى أن تضم إلى مسئولياتها العديدة كافة الفنادق والمنتجعات السياحية فى بر مصر كلها لتصبح وزيرة الصحة والمنتجعات السياحية..!. الدكتورة هالة فاجأت الرأى العام قبل أكثر من أسبوع باعتزامها إخلاء 30% من الأسرة الداخلية لمستشفياتها -وليست مستشفيات الوزارة- من المرضي، وذلك استعدادًا لأى طوارئ قد تحدث خلال الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك.. هكذا قالت! وزيرة الصحة والمنتجعات السياحية تعامل مرضى مستشفياتها باعتبارهم مرضى تايم شير Time share أو على الأقل سائحين يقصدون هذه المستشفيات لقضاء إجازة ممتعة ووقت سعيد..!. لا أحد يدرى عما إذا كانت عملية الإخلاء قد اقتصرت على المرضى أو شملت أيضا القطط التى ترعى فى طرقات المستشفيات العامة وتتجول بكل حرية فى عنابر المرضى بما فيها عنابر الرعاية المركزة -إذا كانت هناك رعاية أساسا- بل تتقاسم معهم طعامهم وأيضا إذا كانت إدارات هذه المستشفيات تقدم للمرضى طعاما شهيا يغرى هذه القطط بأن تقتسمه معهم.. وفى أحيان كثيرة تجاورهم على أسرتهم دون أن تكتفى بهذين المريضين اللذين يتجاوران على سرير واحد فى معظم الأحيان..!. ومن المؤكد أن لا أحد يعلم ما إذا كانت سيادة الوزيرة ستعيد هؤلاء البؤساء الذين جرى إخلاؤهم إلى مصيرهم المحتوم بهذه المستشفيات أم أن مرضى داى يوز Day use آخرين سيتوافدون إلى المستشفيات للاستمتاع بخدمة فايف ستارز التى تقدمها للمرضي..! وإذا كنا فى انتظار رد متوقع من جانب الوزيرة أو مكتب المتحدث الرسمى باسم الوزارة بأن عمليات الإخلاء قد اقتصرت على المرضى الذين تماثلوا للشفاء بالفعل بعد أن اُجريت لهم كافة الفحوصات الطبية اللازمة..! فإن الأمر الواضح يؤكد أنه جرى اخلاء بعض المستشفيات أيضا من الأطباء وهو ما جرى فى مستشفى بسيون المركزى حيث لقيت طفلة حتفها مساء يوم وقفة عيد الأضحى المبارك بسبب عدم وجود أطباء فى قسم الطوارئ لإنقاذ حياتها..! وعودة لعملية إخلاء المرضى فإن الأمر يقتضى سؤالاً ساذجاً: إذا كان الاخلاء جرى بالفعل لمرضى تم شفاؤهم فلم جرى ابقاؤهم فى هذه المستشفيات حتى حل عيد الأضحى المبارك ولم يتم اخلاؤهم قبل ذلك لتتاح الفرصة أمام مرضى آخرين فى حاجة للالتحاق بهذه المستشفيات.. وماهى الحال إذا استدعت الظروف الطارئة إعادة مريض أو أكثر ممن تم اخلاؤهم مرة أخرى إلى المستشفى أم أن رصيده قد نفد..!. ولأن المواسم والأعياد تمثل دائما فرصة أمام المسئولين لعرض جهودهم وانجازاتهم غير المسبوقة فقد أكدت الوزيرة فى مؤتمر صحفى عقدته قبل أيام قليلة أن وزارتها اتخذت كافة الاستعدادات لتوفير محاور تنفيذ خطة التأمين الطبى للعيد، مشددة على أنه تم التأكد من توافر الأدوية والمستلزمات الطبية فى مستشفيات الإخلاء وأن غرف الازمات والطوارئ تعمل فى جميع المديريات الصحية طوال ال24 ساعة فى جميع أيام العيد, وهى التعبيرات المتكررة نفسها بكل رتابة من جانب الوزيرة فى كل مناسبة أو عيد..! وأعادت وزيرة الصحة والمنتجعات السياحية رصد تفاصيل خطتها لمواجهة أى طوارئ وقالت أن هناك 2952 سيارة إسعاف مجهزة، موزعة على أماكن التجمعات العامة والمتنزهات والحدائق ومحيط الجوامع وأماكن الصلاة بكل محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى 10 لنشات إسعاف نهري، وطائرتين مروحيتين..وكلها بالطبع جاهزة للانطلاق والتحليق باعتبار أن محركاتها بالفعل دائرة من قبل أيام العيد..!كما تشمل الخطة تكثيف تواجد الفرق الطبية بجميع المستشفيات ورفع درجة الاستعداد بها للقصوي، وانعقاد غرفة الازمات والطوارئ بديوان عام الوزارة على مدار الساعة لافتة إلى تشكيل فرق لمتابعة تنفيذ الخطة على أرض الواقع، والمرور المفاجئ على المستشفيات؛ للتأكد من تواجد الأطباء والفريق الطبى خلال أيام العيد. ولأن لكل مجتهد نصيبا فى مشاركة العرض فقد حرص الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة على تأكيد أن خطة الطوارئ لا تقتصر فقط على الإجراءات الروتينية وأنه جار تكثيف الحملات على الباعة الجائلين واتخاذ ما يلزم من إجراءات حيال المخالفين، وتكثيف الرقابة على الفنادق والأماكن التى تقدم الوجبات خلال أيام العيد، واتخاذ ما يلزم من إجراءات حرصًا على صحة المواطنين. غير أن أهم ما قاله الدكتور مجاهد متفقا مع وزيرته هو أن هناك تنسيقا بين المستشفيات الجامعية ومركز الخدمات الطارئة (137) لاستقبال وتحويل الحالات الطارئة، والتأكد من توافر الأطقم الطبية من أطباء، وفنيين، وتمريض بأقسام الطوارئ بالمستشفيات! وأنه جرى منع الإجازات والراحات للعاملين بالمستشفيات خلال فترات الاحتفالات، وخاصة لأقسام الطوارئ، والرعايات المركزة، والحروق والسموم.. وإذا كانت الوزيرة والمتحدث الرسمى باسم وزارتها قد أكدا وجود الأطباء على مدى 24 ساعة طوال أيام العيد فإن علينا ألا نصدق أن طفلة بسيون قد توفيت لعدم وجود أطباء لإنقاذ حياتها وأن الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بالغربية قد أصدر قرارا بتشكيل لجنة للتحقيق فى هذه الواقعة, فهل يصح أن نصدق أهل الطفلة المتوفاة وأن نكذب وزيرة الصحة والمنتجعات السياحية والمتحدث الرسمي؟!. لمزيد من مقالات عبد العظيم درويش