فى مفاجأة مهمة للغاية تعكس التطور الراقى فى فكر وزير الداخلية «الجديدة» اللواء محمود توفيق، أزالت أجهزة الأمن منذ أيام الحواجز الخرسانية بمحيط قسم شرطة السيدة زينب وسط القاهرة بتعليمات من الوزير نفسه، وذلك من أجل تحقيق السيولة المرورية فى المنطقة وطالب الوزير قيادات الداخلية بإيجاد حلول «غير تقليدية» لتسيير حركة المرور بكافة محاور عاصمة المحروسة. والواقع أننى سعدت للغاية بقرار الوزير توفيق لأنه يدل على أنه ليس رجل أمن تقليديا، وإنما يتمتع بفكر أمنى راق ومتطور واعتبرت أن قرار إزالة الحواجز الخرسانية من محيط قسم السيدة زينب ما هو إلا خطوة أولى نحو إزالة كافة الحواجز الخرسانية حول الأقسام والمبانى الحيوية والمنشآت المهمة والسفارات الأجنبية واستبدالها بحلول أمنية وفكر متطور كما يقول الوزير توفيق. وقد سبق أن كتبت فى هذا المكان منذ نحو ثلاثة أعوام مقالة كان عنوانها «مصر خلف جدران الخوف» عندما بدأت الداخلية تتوسع فى إقامة تلك الحواجز حول الأقسام والمبانى المهمة، وقلت إن تلك الحواجز لا يمكنها أن توفر الأمن أبدا لا للمبانى أو الأقسام أو ضباط الشرطة، وإنما يتعين على قيادات الداخلية البحث عن حلول غير تقليدية وتطوير الفكر الأمني، ولسنوات عديدة سيطر فيها هاجس الخوف من الإرهاب والعمليات الإرهابية الدنيئة التى يذهب الأبرياء ضحايا لها، على الفكر الأمني، وابتدعت قيادات الداخلية آنذاك تلك الفكرة القبيحة المنظر من الحوائط الخرسانية بدلا من التعلم من الدول المتقدمة فى توفير الأمن والحماية للشرطة والمواطن فى نفس الوقت، وأربكت وعطلت المرور فى شوارع حيوية مهمة، بل وتم إغلاق شوارع بالكامل.. وتساءلت آنذاك هل تلك هى الطريقة المثلى لتوفير الحماية لأبنائنا فى الشرطة أو الجيش، هل الحل فى أن نعزل أنفسنا ونعيش خلف جدران خرسانية مثل النعامة التى تدفن رأسها فى الرمال لتحمى نفسها من الموت! سيادة وزير الداخلية أرجو أن يسيطر «فكرك» الجديد على الداخلية وتتم إزالة كافة الحواجز الأسمنتية حول الأقسام والوزارات والسفارات حتى يشعر المواطن أن هذه الأقسام وهؤلاء الضباط هم من أجل حمايته وأمنه وليسوا لقهره وإذلاله فهم فى النهاية من هذا الشعب ويعملون من أجل أمنه وحمايته. تحتاج الداخلية إلى إزالة الكثير من الحواجز مع المواطنين لا إقامة حواجز جديدة! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم