منظم ضربات القلب أصبح اسما ذائعا فى ردهات المستشفيات بعدما ازدادت الشكوى من تراجع الأعداد المتوفرة منه على مدار الفترة الماضية. وهو ما تسبب فى حالة من القلق والترقب بين المرضى والعاملين فى المجال الطبى على السواء. حيث يحتاجه العديد من مرضى خلل كهربية القلب. يقول د. محمد أسامة رئيس أقسام القلب بمعهد القلب القومي، أن مرضى عدم انتظام ضربات القلب عادة ما يشكون من انخفاض النبض لأقل من 40 نبضه فى الدقيقة، بدلا من المعدل الطبيعى من 60 إلى 100 نبضة فى الدقيقة بالنسبة للبالغين. وهو ما يعوق تدفق الدم بكمية كافية مسببا الشعور بالإجهاد، وحدوث إغماء، وضيق بالتنفس. ويشيع هذا الاضطراب بين كبار السن وبعض حالات العيوب الخلقية بالقلب. ويحتاج هؤلاء المرضى لمنظم ضربات القلب وهو جهاز صغير يتكون من مولد وأسلاك ويتم وضعه تحت الجلد لاستعادة تنظيم ضربات القلب. ويستطرد د. محمد أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعا فى عدد الأجهزة المتوفرة لدى الشركات المستوردة – حيث لا يتم تصنيع هذا الجهاز محليا- وهو ما أدى إلى زيادة قوائم الانتظار فى العديد من المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة. موضحا أنه تم التحرك سريعا حيث ان المعهد له طبيعة خاصة وتسريع إجراءات الإفراج الجمركى لإمداد المعهد بنحو 20 جهازا على أن يتم توفير نفس العدد بشكل متتابع لاستكمال إجراء العمليات. هذا الإنجاز يتم نتيجة تنسيق الجهود بين المعهد ووزارة الصحة ومجلس الوزراء حرصا على صحة المرضى وانتظام العمل حيث يجرى المعهد قرابة الألف حالة سنويا، وهو يعد رقما قياسيا من حيث عدد الحالات التى يتم إجراءها. من جانبه يوضح د. حسن خالد أستاذ أمراض القلب والحالات الحرجة بقصر العيني، أهمية جهاز منظم ضربات القلب الإلكترونى والذى يحاكى عمل منظم ضربات القلب الطبيعي، الذى يتعرض للتآكل وضعف الوظيفة نتيجة التقدم فى العمر أو تلف عضلة القلب مما يجعله ينبض بصورة بطيئة. ويلفت النظر إلى وجود تراجع فى الأعداد المتوفرة من أجهزة القلب خلال الشهر الماضي، وهو ما أدى إلى تراجع عدد الأجهزة التى يتم تركيبها وتزيد أعداد المرضى المنتظرين لدورهم. ومن جانبنا نحاول إيجاد حلول بالتنسيق مع الجهات المختصة لتأمين عدد من الأجهزة لتلبية إحتياجات المرضى لحين الوصول إلى حل دائم مؤكدا على أن مرض تآكل الألياف الناقلة للإشارات الكهربائية والتى تعمل كمنظم طبيعى لنبضات القلب ليس بالنادر، حيث تستقبل وحدة الحالات الحرجة بقصر العينى نحو 20 حالة أسبوعيا. وتعتبر حالات طوارئ إذ لابد من التدخل السريع بتركيب جهاز مؤقت لتنظيم النبضات للحفاظ على حياة المريض لحين إتمام إجراءات العلاج.