فى خطوة من شأنها أن تضر أكثر بالاقتصاد التركي، هوت الليرة التركية إلى مستوى قياسى مقابل الدولار أمس بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنها تراجع اعفاءات الرسوم الجمركية المقدمة للواردات التركية والتى تبلغ 1٫66 مليار دولار0 وتأتى المراجعة التى أعلنها مكتب الممثل التجارى الأمريكى يوم الجمعة الماضى بعد أن فرضت أنقرة رسوما على سلع أمريكية ردا على الرسوم التى فرضتها الولاياتالمتحدة على الصلب والألومنيوم. وتراجعت الليرة التركية مجددا أمام العملات الأجنبية مع بدء سريان العقوبات الأمريكية على إيران، وسجل الدولار الواحد أكثر من 5٫17 ليرة بحلول منتصف يوم أمس بارتفاع بلغت نسبته 1٫98٪ مقارنة بإقفال نهاية الأسبوع الماضي، أما اليورو فاصبح على بعد خطوة ليتخطى حاجز ال 6 ليرات، بينما تراجع مؤشر البورصة الرئيسى فى إسطنبول إلى 94004 نقاط بنسبة انخفاض 1٫68٪ . وفى هذا السياق قالت صحيفة جمهوريت إن اسباب انخفاض قيمة الليرة مقابل العملات الأجنبية ليس ناجما عن تعزيز قوة الدولار فى الاسواق العالمية، وإنما يعود ذلك إلى أجواء عدم الاستقرار التى تشهدها البلاد منذ أن شرعت فى تطبيق النظام الرئاسى . وأشارت الصحيفة إلى أن تراجع ثقة المستثمرين فى الإدارة الاقتصادية الجديدة وغموض المشهد السياسي، يأتيان فى مقدمة الأسباب الرئيسية التى أدت إلى تدهور الليرة، بالاضافة إلى الارتفاع غير المسبوق للتضخم، ولا توجد فى الأفق سياسات واضحة المعالم لعلاجه، وتراكم الديون وعجز الحساب الجاري، والحروب التجارية والعقوبات الامريكية الأخيرة التى طالت وزيرين فى ضوء أزمة القس أندرو برانسون وإصرار القيادة التركية على التدخل فى أعمال البنك المركزى ومنعه من اتخاذ قرار برفع أسعار الفائدة.