فى الوقت الذى تولى فيه وزارة البيئة اهتماماً كبيراً بالمبادرات الشبابية لنشر الوعى البيئي، وتسعى لتفعيل دور منظمات المجتمع المدنى فى نشر ثقافة التشجير فى الشوارع لمواجهة تلوث الهواء.. الذى وصل لنسب مخيفة خاصة فى العاصمة، بسبب عوادم السيارات وغيرها من أسباب التلوث. أولت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اهتماماً بفاعليات مبادرة «شجرها» لزراعة 500 شجرة مثمرة.. ثم نجد بعدها بأيام قليلة جريمة ترتكب فى حق البيئة ومحاربة التلوث وتشويه المظهر الجمالى فى قلب القاهرة بمدينة نصر.. وبالتحديد أمام تقاطع شارع عباس العقاد مع شارع عبد الرزاق السنهوري، هناك حيث الحديقة «المثلثة» التى تتميز بجمال أشجارها المزروعة منذ عشرات السنين، لتضفى مظهراً جمالياً على المكان، كما أنها بمثابة الرئة لأهالى المنطقة تخفف عنهم حدة تلوث الهواء، وبدلاً من الاهتمام بها والعمل على تطويرها.. استيقظ أهالى المنطقة على صوت جرافات الحى تقوم بإزالة تلك الحديقة بأشجارها من على وجه الأرض، بدعوى تحويلها إلى موقف للسيارات، بعد توسيع مساحتها على حساب أرصفة الشارع من الجانبين!. وفى الوقت الذى تسعى وزارة البيئة، لنشر الوعى البيئى بين المواطنين، نجد أن حى مدينة نصر يسير عكس الاتجاه، و ربما يكون القرار جاء لمعالجة التكدس المرورى فى المنطقة، ولكن هذا ليس مبرراً لاغتيال المساحات الخضراء.. والسؤال الذى يطرح نفسه: هل تم التنسيق بين حى مدينة نصر ووزارة البيئة.. أم أننا نعمل فى جزر منعزلة؟