فى رسالته ببريد الأهرام كتب أ. يحيى عبدالحميد حجازى عن علم يدرس فى الجامعات بالخارج هو «علم الفراغ» لاستثمار أى «فراغ» فى المنشأة أو المصنع أو حتى محطة قطار أو مترو، وقال إنه يتم تأجير بعض الأكشاك فيها بشكل عشوائي.. تذكرت هذه الرسالة، وأنا أنتظر القطار القادم من الاسكندرية على رصيف محطة طنطا لكى أستقله إلى القاهرة، وقد تطول فترة الانتظار للمسافرين لأسباب عديدة، ففوجئت بكسر النظرية، وأن نصيب الركاب المنتظرين من هذا «الفراغ» لايتعدى 20% من الرصيف بينما 80% تشغله أكشاك المثلجات والشيبسى والسجائر خاصة على الرصيفين المتجهين إلى القاهرةوالاسكندرية، بل ويتعمد صاحب الكشك أن يحيط المقاعد البازلتية المخصصة للمسافرين بكراتين الشيبسى وصناديق المثلجات لكى يوحى لكل من تسول له نفسه يجلس عليها بأنه فى «حرم» الكشك، وعليه أن يفتح مخه! فلماذا لانقلل هذه النسبة، ونقتطع منها أيضا ركنا للكتاب تشجيعا للقراءة، وآخر لعرض إبداعات الشباب الفنية من رسم ونحت وخلافه، وخدمات بنكية مثل ماكينات صرف النقود، خاصة أن محطة طنطا تعد الثانية بعد محطة قطارات القاهرة، ويرجع تاريخها إلى إنشاء أول خط سكة حديد يربط بين القاهرةوالاسكندرية، وتعتبر ملتقى خطوط السكك الحديدية بالدلتا والوجه البحري، وكانت قد شيدت على الطراز الاسلامى بالشكل المعمارى والزخارف البديعة والقبة ذات الساعة الشهيرة المحافظة على دقة التوقيت حتى الآن، وتحتوى المحطة على 8 أرصفة تربطها أنفاق أسفل المحطة فى نظام هندسى فريد يجملها خلية من العمال فى جعلها نظيفة دائما. وفى الأسبوع نفسه قرأت ما كتبه أ. أحمد البرى فى قضية تطوير السكك الحديدية والحديث من حين إلى آخر عن خطط وزارة النقل لإحلال وتجديد القطارات، وتطوير المحطات والقضبان والمزلقانات، ولكن الأمر ينتهى دائما إلى لاشيء، وتظل الأوضاع «محلك سر» ويتساءل: أليست هناك وسائل لتمويل عملية التطوير بخلاف فرق الرسوم وزيادة أسعار التذاكر؟ ولأن الوزير قد حدد لتحقيق هذه الأهداف فى نوفمبر 2019 فأقول: إننا ننتظر هذا التوقيت بفارغ الصبر لتحقيقها، وألا يكون مثل انتظارنا على رصيف محطة قطار طنطا فى 120% من «الفراغ». د. مصطفى شرف الدين