هل خيب دونالد ترامب آمال الغرب!؟ فى قمة مجموعة السبعة «بالكيبيك» فى كندا، وصل متخلفا عن الميعاد وكان أول من غادرها! هذا لم يمنعه من الدخول متأخرا فى غداء العمل الذى خصص للعدالة بين الجنسين، ولم يتردد أيضا فى التغيب عن الجلسة المخصصة للمناخ، وفور إقلاع طائرته المتوجهة إلى سنغافورة قام بإلغاء على المستوى الأحادى الطرف البيان المشترك من خلال تغريدة على تويتر ليكرر موقفه الصارم إزاء الضرائب الجمركية الجديدة التى فرضتها الولاياتالمتحدة. فبعد الفولاذ والألومنيوم فإنه يهدد برفع نسبة الجمارك المفروضة على استيراد السيارات.. ولاحظ المراقبون الانفلات اللفظى غير المتعقل من قبل محيط ترامب الذى وجه النقد اللاذع وأنهك كندا أكبر حليف للولايات المتحدة بحجة أن رئيس الوزراء الكندى ترودو قد اعتبر أن الضرائب الجمركية الأمريكية على الفولاذ والألومنيوم التى تمس بلاده سابقة مهينة فى تاريخ البلدين.. فوجد ترودو نفسه متهما بالخيانة حيث أعلن بيير نافارو المستشار التجارى لترامب بلهجة غير معتادة «أن هناك مقعدا محجوزا فى جهنم لأى من القادة الأجانب ينتهج دبلوماسية سوء النية مع دونالد ترامب ويحاول طعنه من الخلف» ويؤكد خبير الشئون الخارجية كريستيان ماكاريون أن «عدم تضامن ترامب إزاء حلفائه الأوروبيين يبرهن إلى أى مدى البيت الأبيض يحاول دون تحفظ اخضاع بالتسلسل أهدافه»! ولاشك أن الإدارة الأمريكية كانت قد قررت اخضاع وربط مناقشات مجموعة السبعة باللقاء مع «كيم جونج وان».. إن قمة الكيبيك بكندا سُخِرت كإطار دولى وبرهنة قوة استهدفت إرسال رسالة إصرار مطلق لشمال كوريا: إن الذى يسيء معاملة أصدقائه يجب أن يخاف أو يحذر منه أعداؤه.. لقد كشف لارى كودلوو المستشار الاقتصادى المفضل للرئيس ترامب المناورة، حيث أوضح أن موقف دونالد ترامب إزاء ترودو وإزاء الدول الأوروبية استهدف عدم الافصاح عن الضعف قبل اللقاء مع كيم جونج وان إن أمريكا لا يجب أن تلمح لنظام بيونج يانج بأن المناقشة سوف تكون سهلة خاصة عقب المحاولات الفاشلة لبيل كلينتون وجورج بوش فإن ترامب يريد أن يكون أول رئيس يجتمع وجها لوجه مع أسوأ عدو لأمريكا منذ هدنة 1953. إن أفضل مستشارى ترامب قد حذروه إزاء هذا الموضوع وإنما هو فى حاجة ملحة كما يرى المراقبون لكى يثبت مواهبه كمفاوض وفقا لقاعدة المنهج الوحيد الذى يعرفه وهو ممارسة الضغط الأقصى فى حين أن كيم جونج وان قد كسب رهانه الداخلى جزئيا من خلال مناقشة ند بند الرئيس الأمريكي. وبين هذين الرجلين هناك الكابوس الحقيقى كامن فى مستقبل العالم.. فهل لنا أن نتوقع استمراراً واعداً للحوار؟ منذ عشرات السنوات كان من الصعب استنتاج أو توقع سلوك القادة الكوريين ولكن منذ الآن فإن تصرفات دونالد ترامب غير متوقعة وعلى رأسها موقفه إزاء قضية المهاجرين وفصل أطفالهم عن أهاليهم، فى حين أن المانيا وفرنسا تحاولان ايجاد حل توافقى لهذه القضية الإنسانية الملحة.. وعلى مشارف انعقاد قمة حلف الشمال الأطلنطى فى بلجيكا يومى 11و 21 يوليو والتى سوف تعالج قضايا الدفاع ومناهضة الإرهاب ونشر الاستقرار الدولى والإقليمى والتعاون الأطلنطى الأوروبى والتزامات حلفاء وشركاء الناتو فى أفغانستان.. يتساءل المراقبون هل سوف يمارس ترامب أسلوب فرض الضغوط والاتهامات والتهديدات وإطلاق المفاجآت أم أنه سوف يكشف موقفه إزاء عدة قضايا دولية وإقليمية ويحدد مواقف الولاياتالمتحدة من الحلف بوضوح وبالذات أنه هدد بانسحاب الولاياتالمتحدة من الناتو مرارا!؟ لمزيد من مقالات عائشة عبد الغفار