لأن المواشى هى مصدر الحياة للفلاح، فلا عجب أن يعرض صاحبها حياته للخطر إذا ما فوجئ بما يهدد سلامتها!. لذلك لم يتردد المزارع عبد الرحيم إسماعيل حسن جاد الله البالغ من العمر ستين عاما، فى اقتحام النار التى فوجئ بها وقد اندلعت فى حظيرته التى تحوى مواشيه ثم إذا بها تمتد إلى حظيرة شقيقه المجاورة لها، لكنه بمجرد محاولته إخماد النيران لإنقاذ المواشى التى لا يستطيع أن يستغنى عنها سواء فى زراعته أو فى حياته، إذا بالنيران وقد حاصرته من كل جانب ولم يلتفت لتحذير زوجته وابنته واستغاثتهما خوفا عليه من الحريق فقد كان كل همه أن ينقذ المواشى والأغنام من النار ولو تعرض لخطر الموت، وما هى إلا لحظات مرت عليه وهو يصارع النار، حتى لحقت به زوجته السيدة نادية على مزيد (55 سنة) لتقتحم خلفه النيران التى تأججت فى الحظيرتين ثم انضمت إليهما ابنتهما «قابيلة» (30 سنة) فى محاولة يائسة لإخراجهما من بين ألسنة اللهب. المشهد كان مرعبا فقد علت ألسنة النيران حول الثلاثة وأتت على الحظيرتين وهددت بيوت القرية لاسيما أن المنازل متلاصقة وتنتشر فوقها وحولها أكوام من القش والبوص والعروق الخشبية والمواد القابلة للحريق. ولم تمض دقائق حتى تجمع أهالى قرية «الأحايوة» التابعة لمركز أخميم، حول موضع الحريق محاولين إنقاذ الثلاثة ومنع اتساع دائرة الحريق ولكن كانت النيران قد أتت عليهم. وعندما حضرت قوات الإطفاء وأخمدت الحريق، عثرت على الجثث الثلاث محترقين وقد فارقوا الحياة فداءً للماشية. ازداد المشهد مأساوية بخروج الجثث الثلاث، بينما لم يحترق من الماشية غير رأسين ورأس غنم واحدة. وقد قرر علاء عبد الرحمن حسن (38 سنة)، موظف، نجل شقيق المتوفي، أنهم فوجئوا بالنار تتأجج فى حوش عمه عبدالرحيم فى البداية، مرجحا أن ماسا كهربيا قد يكون سبب الحريق ولم يتهم أحدا بالتسبب فى الحادث. أخطر اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج وتم تحرير محضر بالواقعة بمركز شرطة أخميم من خلال اللواء اشرف توفيق مساعد مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام واللواء خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق وأمرت بدفن الجثث الثلاث وانتداب لجنة فنية من المعمل الجنائى للوصول إلى سبب الحريق وتقدير الخسائر الناجمة عن الحادث.
