القلب كما أخبرنا رسولنا الكريم هو تلك المضغة التى إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله، والقلوب وعاؤها الصدور، والقلب كما يقول الإمام الشعرواى رحمه الله هو مركز المحسات -الأمور الحسية- والمعقولات التى تتحول فى القلب إلى قضايا تعقد فيه عقدا ومن ثمة تسير وفقها حركة الحياة، وكما أن القلوب مؤهلة لتلقى المحسوسات والمعقولات فهى مؤهلة أيضا كما يقول العالم الشاب أمين صبرى لتلقى الأمور غير المادية، كتلقى الروح والسكينة الأوامر والنواهى القرآنية وتنزل الملائكة على قلوب المؤمنين كما ذكر الحق سبحانه وتعالى فى سورة فصلت «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُون» والقلب بهذا المعنى ليس مجرد عضلة تقوم بوظائفها المادية المعروفة فى الجسم، بل هو ملك الجوارح وجوهرها ومركزها ويتمتع بملكات وصلاحيات ووظائف واسعة عظيمة تجعله مسؤولا عن معالجة الكثير من الأمور واتخاذ القرارات المؤثرة فى حياتنا الدنيوية والأخروية. والقلوب صنفان كما يقول العلامة راتب النابلسى إما سليمة طيبة وحية، وإما مريضة خبيثة ميتة، ويندرج تحت الصنف الأول وفقا لما أخبرنا به القرآن الكريم وشرحه بالتفصيل الدكتور محمد ويلالى فى دراسته عن أنواع القلوب عشرة أنواع هي: القلب السليم، المطمئن، المنيب، الوجل، اللين، الرؤوف الرحيم، الخاشع، الساكن، الثابت رابط الجأش والمخبت أما الصنف الثانى فيندرج تحته كما أخبرنا الحق سبحانه وتعالى فى كتابه الحكيم وشرحه بالتفصيل الدكتور طه عبد المجيد نهارى نحو 25 نوعا: القلب القاسى المتحجر، المطبوع عليه، المقفل «أم على قلوب أقفالها»، المكنون، الران المختوم، المغلف «قالوا قلوبنا غلف»، المرعوب المشمئز، الذى لا يفقه، الذى لا يعقل، المنكر المغمور «بل قلوبهم فى غمرة من هذا»، المريض اللاهي، الزائغ، الآثم، الغافل، الأعمى، الغليظ، المحسور عليه «ليجعل الله ذلك حسرة فى قلوبهم» المرتاب، المنافق، المخالف، المصروف عن الحق والمشتت. نعوذ بالله أن نكون من أصحاب هذه النوعية من القلوب ونسأله سبحانه أن نكون ممن يأتيه يوم القيامة بقلب سليم.