رحلت سمراء النيل الفنانة القديرة مديحه يسرى «97 عاما»، بعد تاريخ فنى طويل بدأ منذ عام 1940، بعد صراع مع المرض استمر لأكثر من عامين قضتهما بين المستشفيات حيث كانت تعانى من عدم انتظام ضربات القلب وارتفاع وانخفاض الضغط.. بالأمس تم تشييع جثمانها من مسجد السيدة نفيسة حيث أقيمت صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر، وتم دفن جثمانها بمدافن الأسرة بالفيوم.. شارك عدد من الفنانين المقربين لها فى الصلاة على روحها منهم الفنانون سمير صبرى ولبلبة وميرفت أمين ورجاء الجداوى ودلال عبدالعزيز ويسرا والهام شاهين ونجلاء فتحى ونبيلة عبيد وليلى علوى ونادية الجندى وبوسى شلبى واروه جودة ود.أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية والمخرجان هانى لاشين وأحمد صقر ود.خالد عبدالجليل مستشار وزيرة الثقافة لشئون السينما وسكرتيرتها سهير محمد على أما محب فنها فكانوا بالمئات. مع زوجها محمد فوزى قال الفنانون عنها الكثير، المخرج عمر عبدالعزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية قال فقدنا فنانة من طراز خاص جدا كانت صاحبة شخصية وحضور وذكاء منقطع النظير ولذلك أحبها الجميع وعشاقها من مختلف الطبقات كانت ضمير الفن، أما الفنانه نادية الجندى فتقول ان الراحلة العظيمة كانت محبه للجميع وعاشقة للحياة وصاحبة مسيرة ومشوار فنى على أعلى مستوى من الرقى والتحضر، اما لبنى عبدالعزيز فقد وصفتها بالذكاء والتحضر وبأنها كانت مثقفة ولها رؤيتها السياسية والفنية وكانت عاشقة لمصر وفى كل مناسبة تدعو لمصر بالتقدم والاستقرار. .. وفى منزلها ويذكر الفنان أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية انه تعامل مع الراحلة الكبيرة عن قرب خاصة فى السنوات الأخيرة أثناء مرضها فكانت إنسانة بمعنى الكلمة ومعتزة بنفسها . .. ومع أبنها ويقول الإعلامى الكبير مفيد فوزى كانت هناك علاقة تجمعنا نحن الثلاثة د. على السمان ومديحة يسرى وأنا، وكانت هناك علاقة عميقة تجعلنا نتدخل فى حياتها المضطربة أحيانا والساكنة أحيانا أخرى.. وكانت تقول دائما انا لى جناحان: جناح العقل ويمثله د. على السمان وجناح العاطفة ويمثله مفيد فوزى كنا نشاركها التفكير حين أنتجت برامج لبعض الإذاعات مثل مونت كارلو وأبوظبى. مديحة يسرى إحدى أيقونات الفن فى مصر وتحتل فصلا كاملا فى تاريخ السينما، وهى التى كان يناديها نصف النجوم بماما مديحة.. وقال لى عنها عبدالحليم حافظ حينما كانت أمى فى فيلم «الخطايا» شعرت بأنها أمى الحقيقية الأم العصرية وقالت لى عنها فاتن حمامة نحن صديقات التليفون الصباحى رحم الله مديحة يسرى أعطت ومضت. ويقول الفنان سمير صبرى ان الراحلة العظيمة هى هانم السينما المصرية ورحلة عطاء راق فى زمن الفن الجميل غنى لها العظماء محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش ومحمد فوزى، وتذكرت لبلبة بداية ارتباطها بالراحلة الذى كان فى فيلم «خللى بالك من جيرانك» وكانت تقوم فيه بدور أمها ومن يومها اعتبرتها كذلك وتعمقت العلاقة بينهما . وقالت وزيرة الثقافة د. ايناس عبدالدايم ان السينما المصرية والعربية فقدت نجمه كبيرة أثرت الساحة الفنية بأعمالها التى ستظل خالدة ابد الدهر ووصفتها بأنها تركت ارثا فنيا ضخما يتعلم منه الأجيال.. وقال المخرج هانى لاشين أمس فقدت أمى الثانية فعلا وليس قولا، فمنذ عام 82 قامت ببطولة أول افلامى «ايوب» ومن يومها وهى تتعامل معى كأمى . قالوا عنها: الفنان الراحل يوسف وهبي، وصفها بالجميلة ذات الضحكة الرائعة وأبدى إعجابه بها حين شاهدها تؤدى أحد المشاهد، فعرض عليها مع شريكه توجو مزراحى العمل معه فى 3 أفلام متتالية هى :(ابن الحداد، فنان عظيم، أولادي) وهو ما مثل نقلة فنية كبيرة لها فى ذلك الوقت. عملاق الأدب العربى عباس العقاد، وقع فى غرام مديحة يسرى حين رأى صورتها فى إحدى المجلات رغم الفارق فى السن بينهما، والذى قارب على 30 عاما، ثم ذهبت مديحة يسرى للعقاد ليعلمها اللغة العربية، فلم يستطع مقاومة سحر «سمراء النيل» وكتب فيها عدة قصائد ودعاها الى حضور صالوناته الأدبية الأسبوعية.