المواطن المصري عندما يزور السعودية خاصة في الحج والعمرة تجده قد تحول تلقائيا لمواطن سعودي، يرتدي الجلباب ويتحدث اللهجة السعودية، وذلك حبا في المملكة والأماكن المقدسة فيها، وعلى الجانب الآخر يحدث نفس الشئ، فالمواطن السعودي عندما يزور مصر تجده يرتدي الملابس المصرية خاصة الكاجوال، ويحاول أن يتحدث كلمات عامية مصرية بقدر الإمكان، فهو عاشق لمصر وأماكنها وسهراتها. مصر والسعودية حكاية طويلة ومواقف خالدة بين البلدين، وأهمها منع الملك فيصل رحمه الله للبترول عن أمريكا وأوربا في حرب 73، ووقوف المملكة بجوار مصر بعد ثورتي 2011 و2013، وفي المقابل مواقف مصر الكثيرة والكبيرة وآخرها عندما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي "مسافة السكة" وذلك ردا على أى تهديد للسعودية والخليج. أعداء مصر والسعودية كثيرون ويحاولون ضرب هذه العلاقات، بداية من تيران وصنافير وحتى مشكلة النادي الأهلي الأخيرة، فهم يرون أن من الصعب أن يكون هناك تحالفا بين دولتين عربيتين كبيرتين بحجم مصر والسعودية، ويريدون مشاعر عدائية أو علاقات فاترة علي الأقل بين الشعبين المصري والسعودي. شعرت بالقلق عندما وجدت قرعة كأس العالم قد أوقعت الدولتين الشقيقتين في مجموعة واحدة، وكلنا يعرف شغف الشعبين بكرة القدم، ونعلم أن الفريقان سيتواجهان في المبارة الثانية لهما في البطولة، وتخيل المشاعر قبل وأثناء وبعد المباراة، وتخيل أكثر لو كان تأهل أحد الفريقين يجب أن يكون مرتبطا بخسارة الآخر من فريق مثل أورجواي أو روسيا، فتجد نفسك تشجع روسيا ضد السعودية متمنيا لها الهزيمة، وتجد من سيقول أيضا إن مصر تتحاف مع روسيا ضد السعودية طمعا في السياحة الروسية، وستنتعش نظرية المؤامرة لو تأهلت السعودية علي حساب مصر، فستجد من يقول إن مصر باعت المباراة للسعودية مقابل مليار ريال، وستجد من ينشر أسطوانة أنها تعليمات من جهات سيادية، وهناك من يغذى هذه النظريات التأمرية من جهات وأجهزة كبيرة تهدف لعمل شرخ فى جدار العلاقات الطيبة بين البلدين. لا أعلم هل وقوع مصر والسعودية في مجموعة واحدة، هي أمر طبيعي أم مؤامرة خبيثة، فأصبحنا نرى أمامنا أن كل شئ أصبح مدبرا، وهل لو القرعة تتم حسب الحظ فلماذا لم نسمع عن قرعة أوقعت فرق العالم الكبيرة في مجموعة واحدة، والضعيفة في مجموعة واحدة أيضا، وعلاج محمد صلاح ومدى اشتراكه مع المنتخب أصبح قرارا في يد الإنجليز وليس المصريين. قد أكون مغاليا في هذا الرأي، ولكن ذكريات مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم قبل الأخيرة عام 2009 خير دليل على ما أقول، حيث لم ينس الشعبان المصري والجزائري تلك الأزمة حتى الآن. لمزيد من مقالات عادل صبري;