لا تزال ذاكرة مصر التاريخية والسياسية منها والاجتماعية واللغوية تضم الكثير من الكنوز المخفية التي لا يطلع عليها الكثيرون, ليس لصدور قرار بمنع الاطلاع عليها. ولكن للأسف لضعف الاهتمام من جانب المواطنين بهذه الجواهر من التراث الذي يفوق كل تصور ويؤكد ريادة مصر منذ قديم الزمان, وهو التراث الذي يعيش داخل جنبات دار الكتب المصرية بمكتباتها العديدة في كل أنحاء الجمهورية, هذه الدار التي أنشأها علي باشا مبارك عام1870 عندما كان وزيرا للمعارف وتطورت مع الزمن كما نقلت عدة مرات من مقارها الي أن وصلت الي مقرها الحالي بكورنيش النيل عام1977, وهي تحتوي علي مجموعات نادرة من الوثائق والمخطوطات والخرائط والكتب وحتي العملات التاريخية النادرة, وقد يظن البعض أن الدولة لا تولي اهتماما كافيا بهذا التراث الخالد ولكن الحقيقة تظهر في شهادة الدكتور عبد الناصر حسن الرئيس الجديد لدار الكتب والذي يشرف علي الجهد الكبير المبذول في جمع التراث والحفاظ عليه فضلا عن أن هذه الدار تتلقي هبات المكتبات من المواطنين الذين يعلمون جيدا قيمة إعلام الفكر وكتبهم باعتبار هذه الكتب حجر الأساس لذاكرة مصر وذخيرتها في مختلف العصور. وفي حماس متقد للرئيس الجديد لدار الكتب أصر علي نقل روح الثورة اليها بترسيخ قواعد جديدة للدار بهدف إعلاء قيمة هذا التراث والحفاظ عليه, وذلك علي خلفية كونه أستاذا للنقد الأدبي وأول عميد منتخب بعد الثورة لكلية الآداب جامعة عين شمس. واننا هنا نلفت النظر إلي أهمية اطلاع المواطنين علي الذخائر النفيسة في مكتبات الدار وألا يقتصر الأمر علي استفادة الباحثين بهذا التراث في إعدادهم لرسائل الماجستير والدكتوراه بل انه من المقترح إعداد برنامج لطلبة المدارس والجامعات لزيارة الدار والاطلاع علي أمهات الكتب التي أنتجها الفكر العربي وأن تتوافر لهم نسخ مصورة من أهم هذه الكتب بل وملخصات لها حتي تبقي حية في ذاكرتهم ولكي ننمي لديهم الفضول نحو استكشاف ما بأعماق هذه الكتب وحب البحث كخطوة أساسية للتقدم. المزيد من أعمدة نهال شكري