لا تزال الحقيقة غائبة في شحنة للحوم الأسترالية الموجودة حاليا في السويس, ولا أحد يستطيع أن يتكهن بمصير تلك الشحنة, بالرغم من المفاجأة التي فجرها الدكتور لطفي شاور المشرف العام علي مجازر السويس بعد تفتيش اللحوم, والذي أرسل فاكسا لوزير الزراعة يطلب فيه التصدي لخطة يتم تدبيرها من بعض المسئولين للتخلص من هرمونات النمو التي تم اكتشافها برسالة العجول الأسترالية التي وصلت إلي ميناء العين السخنة للتحايل علي عدم ظهور تأثير الهرمونات ووجودها في دم العجول خلال فترة التحاليل التي طلبها رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية من معهد بحوث صحة الحيوان للتحليل, وقال الفاكس إن الخطة تشير إلي تأخير إعلان نتيجة تحاليل العينات رغم تسليم الكبسولة الجيلاتينية المزروعة داخل أذن العجول. يكشف الفاكس المرسل لوزير الزراعة عن وجود أكثر من كبسولة مزروعة بالأذن تم التحفظ عليها داخل ثلاجة خاصة مدون بها الرقم الدولي للحيوان كما ان الخطة تتضمن انتزاع الكبسولات من الحيوانات بالمشارط لتسهيل التخلص منها وان يتم التئام الجروح خلال فترة ظهور نتيجة التحاليل, كما أشار الفاكس إلي أن تأخير صدور نتيجة التحاليل يؤدي إلي تخلص الحيوانات( العجول) من الهرمونات, وخفض معدلها بالجسم من خلال العرق والبول والبراز, وطلب شاور من وزير الزراعة التدخل لوقف اي خطط للتلاعب بهذه الشحنة حفاظا علي صحة المواطنين. وكان لطفي شاور قد تقدم بمذكرة يوم29 يوليو الماضي إلي اللواء أسامة سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية أوضح فيها انه أثناء متابعة أعمال مجزر العين السخنة لعمليات ذبح العجول الاسترالية القادمة إلي السخنة علي الباخرة ندي, فقد تلاحظ علي بعض العجول عدة ظواهر منها اختفاء القرون التي تشير إلي اختفاء هرمونات الذكورة, ووجود ضمور وتلاشي للخصيتين بدرجات متفاوتة بين العجول وتأكل شديد في الأسنان اللبنية, وعدم ترسيب الكالسيوم والفسفور, ووجود اتساع بعظام الحوض متشابها مع عظام حوض الأنثي من العجول, ووجود لون وردي فاتح بالعضلات نتيجة عدم تشبعها بالميلوجين وهي المادة المكونة للعضلات, مما يشير إلي أن هذه العجول معالجة بالهرمونات للتأثير علي النمو, وزيادة الأوزان, وتحقيق أرباح خيالية علي حساب صحة المواطنين وطلب في المذكرة وقف غش المواطنين ومنع وصول اللحوم التي تؤدي إلي إصابتهم بالأمراض, الأمر الذي دفع رئيس هيئة الخدمات البيطرية لإصدار قرار عاجل للإدارة المركزية للمحاجر بإيقاف الذبح مؤقتا لتلك الشحنة التي تحتوي علي16 ألف رأس من العجول لحين التأكد من محتويات الكبسولة وتحليل عينات من العجول. في الوقت نفسه تستند إدارة الشركة المستوردة للعجول إلي أن اشتراطات تصدير العجول الاسترالية والصادرة من حكومتهم تشير إلي جواز استخدام الهرمونات للعجول المصدرة إلي إفريقيا. وتشكل الهرمونات خطورة علي الإنسان, من حيث التأثير علي رجولة الذكور و التأثير السلبي علي الأعضاء التناسلية للإناث وإصابتهم بالإمراض الخطيرة والأورام وتقوم سلطات أمنية بتعقب نزول ألف رأس تم ذبحها من الرسالة خلال فترة تداول قرار وقف الذبح. و كانت التحاليل البيطرية لشحنة الأبقار الاسترالية القادمة إلي ميناء العين السخنة بالسويس قد كشفت عن وجود3 هرمونات للنمو بنسبة أعلي من المسموح به دوليا وذلك في رسالة حيوانات وصلت إلي مصر تضم16 ألف رأس ماشية وذبح800 رأس منها, كما أن هيئة الخدمات البيطرية قد قررت وقف الذبح بعد التقرير الذي تقدم به الدكتور لطفي شاور مدير المجازر بالسويس بوجود كبسولة أسفل أذن الأبقار. شحنة جديدة وقد أرسلت الحكومة الأسترالية بعثة فنية للقاء المسئولين بهيئة الخدمات البيطرية لبحث الرسالة وسبل العلاج وفحصها من جديد قبل الذبح والطرح بالأسواق, وقد أدت نتيجة التحاليل إلي أزمة داخل مشروع الثروة الحيوانية بميناء العين السخنة نظرا لانتظارهم رسالة جديدة خلال4 أيام من استراليا تضم16 ألف رأس. طوارئ في الميناء من جانبها, أعلنت هيئة مواني البحر الأحمر حالة الطوارئ بالتنسيق مع السلطات البيطرية والرقابة علي الصادرات وذلك بعد أن تلقت إدارة ميناء السخنة إشارة بإبحار شحنة ثانية من العجول الاسترالية قادمة إلي مصر رغم عدم حسم الموقف في الرسالة الأولي الموجودة حاليا داخل ميناء السخنة بمشروع الثروة الحيوانية والتي تبلغ16 ألف رأس, وتقوم هيئة الخدمات البيطرية بتحليلها بعد إصدار لجنة التفتيش بالمجازر تقريرا يفيد بالعثور علي كبسولات لهرمونات النمو خلف أذن بعض الأبقار الموجودة بالسخنة حاليا, وان وصول الشحنة الثانية سيؤدي إلي تكدس العجول بميناء العين السخنة لحين إصدار القرار النهائي بشان التحاليل التي يتم إجراؤها الآن بالمعامل المصرية لبيان مدي صلاحية العجول للذبح وطرحها بالأسواق المحلية. ويؤكد مصدر مسئول بهيئة مواني البحر الأحمر أن هناك اتجاها داخل مشروع الثروة الحيوانية لتوجيه الرسالة الثانية القادمة في البحر إلي إحدي المحطات للثروة الحيوانية بميناء العقبة او ميناء جدة تجنبا لتكدس33 ألف رأس بالسخنة.