مخاوف من اندلاع صراع إقليمى إسرائيل تقصف عشرات الأهداف الإيرانية فى سوريا ومقتل 23 شخصا وإصابة العشرات دمشقالقدسالمحتلة وكالات الأنباء: وسط مخاوف من اندلاع صراع إقليمى شهد الملف السورى تصعيداً خطيراً فجر أمس حين أعلن الجيش الاسرائيلى تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية ضد عشرات الاهداف «الايرانية» فى سوريا، ردا على اطلاق صواريخ ليلا على مواقعه فى هضبة الجولان المحتلة وذلك فى تطور غير مسبوق بين البلدين العدوين. وهذه هى المرة الأولى التى تتهم فيها إسرائيل ايران باستهدافها انطلاقاً من الأراضى السورية، كما أنه يأتى وسط التوتر القائم بين الولاياتالمتحدةوايران. وفى أول رد فعل من دمشق، أكدت وزارة الخارجية السورية أن الهجوم الإسرائيلى الأخير «يؤشر إلى أن مرحلة جديدة من العدوان على سوريا قد بدأت». وفى وقت ذكر فيه المرصد السورى لحقوق الانسان المعارض أن الضربات اسفرت عن مقتل 23 مقاتلا على الاقل بينهم 5 من قوات النظام السورى و 18 عنصرا من القوات الموالية من جنسيات سورية وغير سورية وإصابة العشرات، ذكر التلفزيون السورى أن موجة الهجمات الصاروخية أسفرت عن مقتل 3 وإصابة شخصين على الأقل. و أكد مدير رامى عبد الرحمن أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مواقع عدة ايرانية وتابعة لحزب الله اللبنانى فى جنوب البلاد ووسطها وفى محيط دمشق.وأضاف أن «الصواريخ طالت مواقع عدة فى محيط دمشق، بينها فى بلدة معضمية الشام حيث يتواجد حزب الله والايرانيون»، كما استهدفت «مواقع يعتقد أنها تابعة لحزب الله جنوب غرب مدينة حمص (وسط)، وأخرى تابعة للحزب ذاته فى المثلث الواصل بين ريف دمشقالجنوبى ومحافظتى درعا والقنيطرة» جنوباً. بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلاً عن مصدر عسكرى أن الضربة استهدفت «كتائب الدفاع الجوى والرادار ومستودع ذخيرة» من دون تحديد موقعها. وأوضح مصدر من القوات الموالية لدمشق أن «بعض الصواريخ استهدف مواقع فى ريف دمشق بينها فوج الدفاع الجوى قرب الضمير» فى القلمون الشرقي قرب دمشق. من جهتها، كشفت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الإسرائيلى استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخاً خلال الضربات وأوضحت الوزارة فى بيان أمس ان الدفاعات الجوية السورية اعترضت ودمرت نصف تلك الصواريخ. وأضافت ان «28 طائرة إسرائيلية اف-15 واف-16 شاركت فى الضربات وأطلقت 60 صاروخ جو-أرض على عدة مناطق سورية»، وأضافت في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية أن عشرة صواريخ أخرى أرض أرض أطلقت من إسرائيل على سوريا. وفى تل أبيب، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجيدور ليبرمان خلال جلسة أسئلة وأجوبة بمؤتمر هرتزيليا الأمنى فى تل أبيب إن الصواريخ الإيرانية إما لم تصل لأهدافها أو أسقطتها الدفاعات الإسرائيلية. وقال ليبرمان إن إسرائيل قصفت «تقريبا كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا...آمل أن ننتهي من هذا الفصل وأن تكون الرسالة وصلت للجميع». وفى تل أبيب قال ليبرمان إن إسرائيل لا تسعى لتصعيد الوضع على الجبهة السورية لكن تساحى هنجبى حذر من مزيد من المواجهات. وقال «لا أعتقد أن بوسعي إبلاغكم أن ضربة واحدة فعالة ومدمرة مثل تلك التى تلقاها الإيرانيون الليلة الماضية ستكون كافية لإقناع نظام متطرف جدا وعنيد». ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن ليبرمان القول، مهددا إيران، :»إذا أرادت إيران أن تمطرنا (بالصواريخ) فإننا سنغرقهم بطوفان». وأضاف أن إسرائيل لن تسمح لإيران بتحويل سوريا إلى «قاعدة أمامية» ضد إسرائيل. وقال :»لقد أهدرت إيران 13 مليار دولار فى الحرب الأهلية السورية ومستمرة فى إنفاق ملياري دولار سنويا هناك. إيران تضيع جيلها القادم بجهودها التوسعية». وقد اتهمت إسرائيل قائد فيلق القدسالإيرانى اللواء قاسم سليمانى بأنه دبر وقاد الهجوم الصاروخى على قواعد الجيش الإسرائيلى فى هضبة الجولان. وقال المتحدث العسكرى جوناثان كونريكوس للصحفيين «قاسم سليمانى (قائد فيلق القدس) هو من أمر بتنفيذه وقاده ولم يحقق غرضه». وأضاف أن إسرائيل ردت بتدمير عشرات المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا بالإضافة إلى وحدات سورية مضادة للطائرات حاولت إسقاط طائرات إسرائيلية لكنها فشلت. ومضى قائلا «لا نعرف بعد عدد الخسائر البشرية (الإيرانية)». وأضاف «لكن يمكنني القول انه فيما يتعلق بغرضنا فإن تركيزنا على الأفراد كان محدودا بينما ركزنا أكثر على الإمكانيات والعتاد... لإلحاق ضرر طويل الأمد بالمؤسسة العسكرية الإيرانية فى سوريا. وفى هضبة الجولان فتحت المدارس الإسرائيلية أبوابها كالمعتاد أمس بعد أن دفعت صفارات الإنذار السكان إلى الاحتماء فى الملاجئ خلال الليل. وفى طهران، نفى نائب رئيس لجنة الأمن القومى الإيرانى أبو الفضل حسن بيجى أن تكون بلاده هى من نفذت ضربة صاروخية على مواقع في هضبة الجولان، أمس الأول مؤكدا أن الجيش السوري هو من قام بالضربة الصاروخية، قائلاً لو كانت إيران من قامت بذلك لأعلنا فورا». وفى موسكو، قال رئيس لجنة الشئون الدولية فى مجلس الدوما ليونيد سلوتسكى إن الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية فى سورية هي عمل مخطط له بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووى.