فى أول مواجهة إيرانية إسرائيلية مباشرة تنذر بتطورات إقليمية خطيرة، شن الجيش الإسرائيلى فجر أمس سلسلة من الغارات الجوية ضد عشرات الأهداف الإيرانية فى سوريا، ردا على إطلاق صواريخ على مواقعه فى هضبة الجولان المحتلة، وذلك وسط التوتر الحالي بين الولاياتالمتحدةوإيران. وبينما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان بأن هذه الغارات أسفرت عن مقتل 23 مقاتلا، بينهم 5 من قوات النظام السورى و18 عنصرا من القوات الموالية من جنسيات سورية وغير سورية وإصابة العشرات، ذكر التليفزيون الحكومي أنها أدت الي مقتل 3 وإصابة شخصين على الأقل. وأكد مدير المرصد رامى عبد الرحمن أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت عدة مواقع إيرانية وتابعة لحزب الله اللبنانى فى جنوب البلاد ووسطها وفى محيط دمشق ،كما استهدفت «مواقع يعتقد أنها تابعة لحزب الله جنوب غرب مدينة حمص، وأخرى تابعة للحزب فى المثلث الواصل بين ريف دمشقالجنوبى ومحافظتى درعا والقنيطرة» جنوباً. بينما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلاً عن مصدر عسكرى أن الضربة استهدفت «كتائب الدفاع الجوى والرادار ومستودع ذخيرة» من دون تحديد موقعها. وفى أول رد فعل من دمشق، أكدت وزارة الخارجية السورية أن الهجوم الإسرائيلى الأخير «يؤشر إلى أن مرحلة جديدة من العدوان على سوريا قد بدأت». وكشفت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الإسرائيلى استخدم 28 طائرة من طراز إف 15 وإف 16وأطلق 70 صاروخاً موضحة أن الدفاعات الجوية السورية اعترضت ودمرت نصف تلك الصواريخ. وفى تل أبيب، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان خلال جلسة أسئلة وأجوبة بمؤتمر هرتزيليا الأمنى: إن إسرائيل قصفت «تقريبا كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا...وآمل أن ننتهي من هذا الفصل وأن تكون الرسالة وصلت للجميع». ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن ليبرمان، قوله مهددا طهران: «إذا أرادت إيران أن تمطرنا (بالصواريخ) فإننا سنغرقهم بطوفان». وأضاف أن إسرائيل لن تسمح لإيران بتحويل سوريا إلى «قاعدة أمامية» ضدها . واتهمت إسرائيل قائد فيلق القدسالإيرانى اللواء قاسم سليمانى بأنه دبر وقاد الهجوم الصاروخى على قواعد الجيش الإسرائيلى فى هضبة الجولان. وقال المتحدث العسكرى جوناثان كونريكوس للصحفيين: «قاسم سليمانى (قائد فيلق القدس) هو من أمر بتنفيذه وقاده ولم يحقق غرضه». [تفاصيل أخرى ص5]