يبدو أن الفساد لم ينته بعد من الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، فخبر القبض على كونستانت أومارى رئيس الاتحاد الكونجولى لكرة القدم وعضو مجلس الفيفا ونائب رئيس الاتحاد الإفريقى (كاف)، بسبب الفساد واختلاس مليون دولار، يشير يقينا إلى أنه مازالت هناك نفوس مريضة تتربح من وجودها داخل هذه المؤسسة الدولية، وأن استبعاد بعض العناصر الفاسدة، لا يعنى أن البيت تم تنظيفه بالكامل. وهذا ما يجعلنا نشعر بالقلق نحو حظوظ المغرب فى تنظيم مونديال 2026، فهذا البلد الشقيق عانى كثيرا فساد الفيفا عبر سنوات طويلة، وتحديدا منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، حين تقدمت المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 94 و98 و2006 و 2010، ورغم ذلك مازالت تمتلك الشجاعة بحثا عن تحقيق الحلم الذى تستحقه، ولم تخش التقدم بملفها فى مواجهة تنظيم مشترك بين أمريكا وكندا والمكسيك.. ووسط قرارات مريبة ابتكرها مسئولو الفيفا فجأة، باعتماد نظام تقييم جديد يدعى (تاسك فورس)، وهو ما تم تفسيره بأنه حيلة اللحظات الأخيرة، التى تمنحهم أو تمكنهم من الاستبعاد (التلقائي) لأى ملف يرونه غير كاف قبل التصويت النهائى المقرر 13 يونيو المقبل، وهذا ما يعكس أن هؤلاء مازالوا يتحكمون فى مصير تنظيم كأس العالم، رغم تغيير طريقة التصويت ومنحها للاتحادات الأعضاء، بدلا من لجنتهم التنفيذية التى باعت تنظيم مونديال 2022 إلى قطر. وقد توقفت عند التحليل السياسى لاستضافة مونديال 2026، الذى كتبه باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية فى باريس، الذى يرى أن المغرب تمثل ترشحا مسالما، مقارنة ب(لوبيات) أمريكية تمثل قوة اقتصادية وسياسية ستعمل بضراوة مستخدمة كل الطرق، ضاربا المثل بأن الولاياتالمتحدة التى ترغب فى بناء جدار على حدودها مع المكسيك، لم تخجل من جعل المكسيكيين شركاء لها! إن المغرب تواجه قارة بكاملها هذه المرة (أمريكا الشمالية)، وتعمل بشرف كعادتها، وتحظى بدعم رفيع المستوى فى محيطها العربى والإفريقي، وتجذب كذلك دعم كثير من الدول التى تأثرت بالخطاب العدوانى للرئيس الأمريكى ترامب، ورغم ذلك يجب أن نقول بصراحة: احترسي.. عزيزتى المغرب.. فمازال هناك فساد فى الفيفا! لمزيد من مقالات حسن خلف الله