نحذر من مغبة تسييس اليونسكو والتورط فى تنفيذ أجندة دول بعينها صرح المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن وزارة الخارجية أحيطت علما باعتزام منظمة اليونسكو منح المدعو محمود أبوزيد الشهير ب»شوكان» جائزة دولية لحرية الصحافة، معرباً عن الأسف الشديد لتورط منظمة بمكانة ووضعية اليونسكو فى تكريم شخص متهم بارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية، منها جرائم القتل العمد والشروع فى القتل والتعدى على رجال الشرطة والمواطنين وإحراق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة. وأضاف أن وزارة الخارجية كلفت مندوب مصر الدائم لدى اليونسكو فى باريس بتسليم سكرتارية المنظمة ملفا كاملا حول مجمل الاتهامات المنسوبة إلى المذكور، وهى تهم ذات طابع جنائى بحت ليست لها أى دافع سياسى بعكس ما يدعى البعض، ولا تمت بصلة إلى ممارسته مهنة الصحافة أو حرية التعبير، بل هى أبعد ما تكون عما يجب أن يتحلى به أى صحفى حر وشريف يحترم مهنته. وذكر أبوزيد أن اتصالات الوزارة المستمرة تشير إلى أن ترشيح المتهم شوكان لهذه الجائرة قد جاء بدافع من عدد من المنظمات غير الحكومية من بينها منظمات تحركها دولة قطر المعروفة بمساندتها جماعة الإخوان الإرهابية ومحاولتها المستمرة الدفاع عن تلك الجماعة، مشيراً إلى أنه من غير المتصور أو المقبول أن تقع منظمة اليونسكو أسيرة لفخ التسييس والمحاباة والتورط فى تنفيذ أجندة دول بعينها، والانجراف بعيدا عن ولايتها ورسالتها السامية كونها الواجهة الحضارية والنافدة الثقافية للعالم أجمع. وأشار أبوزيد إلى أن هذا المشهد المؤسف يعيد إلى الأذهان ما سبق أن أثير حول تسييس اليونسكو، والبيان الذى صدر عن وزير التعليم العالى ومندوب مصر الدائم لدى اليونسكو يوم 9 أبريل الحالى فى هذا الشأن، والذى حذر من مغبة إقحام اليونسكو فى موضوعات وقضايا سياسية تتنافى مع المبادئ والمقاصد التى أنشئت من أجلها، خاصة فى ظل التساؤلات المتزايدة حول طبيعة التعاون القائم بين سكرتارية المنظمة وكيانات غير حكومية بعضها مدرج على قوائم المنظمات الإرهابية، دون موافقة الدول الأعضاء ودون التدقيق فى هوية هذه الكيانات. وأضاف المتحدث أن هذه التطورات تذكرنا أيضا بما شهدته عملية انتخاب مدير عام المنظمة فى أكتوبر الماضى من ممارسات لا تليق باسم ومكانة منظمة أممية تتخذ من مبادئ التربية والعلوم والثقافة منهجا وسبيلا. واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته مشيراً إلى أن منح المتهم شوكان الجائزة الدولية لحرية الصحافة، يمثل استخفافا بدولة القانون وما يتم اتخاذه من إجراءات قضائية ضد متهم بجرائم جنائية محضة، منوها إلى أنه لن يكون أمام مصر بدورها وثقلها الحضارى والثقافى إلا أن تدقق فيما هو مطروح من مقترحات وأفكار لإصلاح آليات العمل به، مشيراً إلى أن اليونسكو تحتاج إلى مراجعة شاملة وجادة لأساليب عملها خلال المرحلة المقبلة تحت الرئاسة الجديدة للمنظمة.