أيا كان مرتكبو جريمة رفح فإنهم إرهابيون, مجرمون, خونة بكل المقاييس لو تسموا بأسمائنا او تسللوا من غزة او حتي تخرجوا من جامعات إسلامية. فإنهم أبعد الناس عن الإسلام الذي يؤكد أن الجهاد هو ذروة سنامه, أي قمة الشرف والعقيدة والمروءة فيه, لهذا فأني لهؤلاء المجرمين أن يكونوا مسلمين إنهم فضلا عن جهاديين- حين يستبيحون دماء أناس جلسوا في رياض الصائمين وعلي موائد الإفطار, تلهج ألسنتهم بالذكر والدعاء, ثم يدخل عليهم هؤلاء غدرا, لينفذوا جريمتهم النكراء ويقتلوا ويصيبوا, أكثر من عشرين ضابطا وجنديا مصريا. إن هذه العملية الإجرامية قد نفذت بتخطيط عال وتآمر خارجي أكبر مما نتصور وكان علي( العقل الوطني) أن ينصرف إلي أن إسرائيل ضالعة, في هذه الجريمة, بشكل أو بآخر, كاختراق صفوف الجماعات الارهابية, لا أن ينصرف إلي الجهاد والجهاديين والعناصر الجهادية, خاصة إن أول من استخدم هذا المصطلح العناصر الجهادية هو الإعلام الإسرائيلي ومن أسف أن ينساق وراءه الإعلام المصري, وحتي يزيد من شق صفوف المسلمين يقول إنها تسللت من غزة, كذلك يجب ألا يغيب عنا أن ظهور راية الجهاد في القرن العشرين في أفغانستان بعدما غابت لعدة قرون, يعد علامة من علامات اليقظة الإسلامية مما سبب قلقا لأعداء الإسلام, وعلي رأسهم إسرائيل, ولهذا فمن مصلحتها أن تشوه هذه الراية, وأن تجعل من الجهاد- قمة هرم الإسلام- صورة مشوهة, ومدمرة, ومنفرة في الذهنية الإسلامية, من خلال إعلامها, والذي كثيرا ما يغرقنا وينساق وراءه إعلامنا العربي. من مصلحة إسرائيل ايضا وأعداء الإسلام, أن يربطوا ويؤكدوا العلاقة بين الإرهابيين العناصر الجهادية , وبين المقاومة الشريفة الجهادية في غزة لأنها بلا شك المقاومة تقض مضاجع إسرائيل ومن مصلحتها أن تقطع هذه العلاقة, التي بدت تتحسن في المرحلة الأخيرة مع مصر, بعد الثورة. وفي نفس السياق تلعب قوي التآمر علي مصر, في الداخل والخارج, علي نفس الوتيرة, فتربط بين رئاسة مصر وحكومتها وبين المقاومة في غزة, وبين الإرهابيين أو ما أسموه العناصر الجهادية في محاولة لتشويه صورة الحكم في مصر, بإعتبار أن له مرجعية إسلامية, تتضمن الجهاد بمعناه الراقي في سبيل الله وضد أعداء الله, فرأينا كيف إنساق البعض وراء دعاوي التضليل, والإثارة, وأن تحسن علاقات الحكم مع حماس, وفتح معبر رفح كان وراء ذلك, وتلك دعوه ينقصها التعقل, ومردود عليها, لأن المبدأ القرآني يقول( ولا يجرمنكم شنئآن قوم علي ألا تعدلوا, إعدلوا هو أقرب للتقوي), أي لا يدفعكم ظلم جماعة محدودة أن تظلموا الجميع, وكذلك إيضا قول الله( كل نفس بما كسبت رهينة) وهذا علي افتراض أن هذه الجماعات الإرهابية قد تسللت من غزة, ولا ننسي أن أهل غزة وقادتها قد تكبدوا الكثير من الويلات والدماء, بسبب قلة من الخونة, ولا أدل علي ذلك من إستشهاد المجاهد أحمد يس, الزعيم الروحي للمقاومة الفلسطينية, والذي جاء استشهاده بسبب خائن فلسطيني, عميل لإسرائيل, قام بزرع الشريحة الممغنطة في الكرسي الذي كان يستخدمه الشهيد. من الحقائق المؤكدة إيضا أن هناك تقصيرا, واضحا, من قبل المسئولين عن حماية الحدود المصرية خاصة رفح, حيث أعلنت إسرائيل أن عملية( جهادية) سوف تحدث, ولم يستقبل هذا التحذير علي محمل الجد, فحدث ما حدث مما يلقي باللائمة, والمسئولية, والتقصير, علي المسئولين عن حماية حدودنا, وأحسب ان هذه العملية تفتح بابا علي خطر أشد حيث أنها تعد العملية الإرهابية الأولي التي نالت من الجيش المصري مباشرة وهي رسالة وبالونة اختبار للقيادة المصرية السياسية والعسكرية, واختبار حقيقي لهما سيترتب عليه حجم وقدر وهيبة الدولة المصرية, وهل يمكن السكوت علي انتهاك هذه الهيبة؟ أم أنها خط أحمر يستوجب إستنفار الجميع, قادة, ومسئولين, عسكريين, ومدنيين, حكومة, ومعارضة, التيارات المصرية كافة. يجب أن تتعاون وتنسي كل خلافتها لإعداد الرد اللازم لردع هؤلاء الإرهابيين أيا كانوا, وذلك لاستعادة هيبة الدولة المصرية. من المؤسف ومما يزيد من خطورة الموقف, ويجرنا إلي ويلات لا يعلم مداها إلا الله, أن يحاول اعداء الثورة شق الصف المصري إلي فريقين, العسكري والمعارضة في جهة, والرئاسة والحكومة في جهة أخري, وذلك حين قام البعض بعدم تمكين رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل, من المشاركة في الجنازة والصلاة علي الشهداء, من خلال هتافاتهم وسبابهم الممقوت, والمرفوض, والذي بدوره جعل رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي, يربأ بمقام الرئاسة والرئيس ويستجيب لنصائح الأمن بعدم المشاركة إيضا, مما جعله يغير وجهته إلي مستشفي القبة لزيارة المصابين. هذه الحالة التي تسبب فيها بعض الرعناء, والحمقي, إنما تدخلنا في خطر أشد, وهو شق الصف المصري, وصرف الأنظار عن القضية الأساسية, وهي ردع المجرمين والإرهابيين, في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة فيه إلي رأب الصدع, ووحدة الصف, وتناسي الخلاف, لمواجهة هذا الخطر الإرهابي, والتآمر الخارجي والداخلي, لإستعادة هيبة مصر والمصريين. [email protected] المزيد من مقالات إسماعيل الفخراني