مهنة «الدلالة» عمل بها بعض المصريين زمان فى القرى خاصة النساء، حيث تقوم ببيع الأقمشة أو منتجات الألبان المصنوعة يدويا أو الحلي، وتطور الأمر فى بعض الأوقات خاصة السبعينيات من القرن الماضى بدلا من الوقوف فى طابور الجمعية لبيع السلع النادرة مثل الفراخ أو اللحمة أو الصابون وغيره، وتعتمد هذه التجارة على ذهاب الدلالة للمنزل لعرض بضاعتها وممكن أن يكون البيع بالتقسيط، وتغير نظام البيع والشراء عن طريق ريا وسكينة حيث يتم استدراج السيدات للشراء من منزل السفاحتين ثم قتلهن ليقوم بعدها عبد العال بدفن الجثث. تطور الأمر بعد سنوات كثيرة لتتحول «الدلالة» لسوق كبيرة ولكن على الكمبيوتر وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فالكل يدلل على بضاعته ويتم الاتفاق على مكان وزمان التسليم لأشخاص لا يعرفون بعضهم، ليتم اللقاء ومعاينة البضاعة وإتمام الصفقة فى الحال. هذا ماحدث مع طالب الهندسة والذى قتل على يد مراهقين استدرجاه لمكان بعيد بحجة بيع لاب توب بسعر رخيص ولكن نيتهم كانت السرقة والقتل، فهو من وجهة نظرهم لا يعرفهم ولن يستطيع التعرف عليهم فى حال نجاح عملية السرقة وعدم قتله. الجيل القديم كان يشترى من «الدلالة» وهو مطمئن فهو يعرفها جيدا، كما تذهب إليه لعرض بضاعتها، ولكنه عندما ذهب المشترى إليها كما حدث من ريا وسكينة فقد حياته، أما الجيل الحديث فهو يلهث وراء ما تقدمه مواقع التواصل دون ضوابط أو قوانين ويذهب لإتمام صفقة معلومة مع أشخاص مجهولة ليكون فى النهاية مصيره القتل كما حدث لطالب الهندسة. لمزيد من مقالات عادل صبرى