فى الوقت الذى وصلت القوات التركية وما يعرف باسم الجيش الحر إلى أطراف مدينة عفرين تمهيدا لمحاصرة المدينة، يبحث مسئولون محليون اتفاقا لإجلاء مدنيين من أحد أجزاء الغوطة المحاصرة، بينما تهز المعارك العنيفة بين الجيش السورى والفصائل المعارضة أرجاء هذه المنطقة المقسمة وتنتشر عشرات الجثث لضحايا سقطوا فى القصف تحت أنقاض مبانيها. وكان الجيش السورى قد عزل مدينة دوما، بعدأن تمكن من تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً، وحرستا غرباً، وبقية المدن والبلدات التى تمتد من الوسط إلى الجنوب.وتدور فى محيط كل من هذه المناطق اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة يرافقها قصف عنيف. يأتى ذلك فى وقت، نقل موقع «سكاى نيوز «عن المرصد السورى لحقوق الإنسان أنه تم إحباط هجوم بطائرات دون طيار مفخخة، استهدف قاعدة حميميم العسكرية الروسية فى سوريا. وكان هجوم مشابه ضرب المطار فى يناير الماضى، مما أدى أى تدمير عدد من الطائرات الحربية الروسية. وأفاد المرصد السورى أن «المعارك تتركز فى محيط بلدة مديرا (غرب) التى تتوسط الأجزاء الثلاثة، حيث تواجه قوات النظام مقاومة شرسة من الفصائل المسلحة «.وقد ضيق تقدم الجيش السورى الخناق أكثر على الفصائل المعارضة ،كما ضيق الخناق أيضا على 400 ألف مدنى محاصرين منذ العام 2013. وارتفعت حصيلة القتلى جراء القصف منذ بدء الحملة العسكرية فى 18 فبراير إلى نحو 1102 مدنى بينهم 227 طفلا.ومن جانبه ،حذر جيم ماتيس وزير الدفاع الأمريكى سوريا من استخدام «أسلحة الغاز»، مشيرا إلى أنه سيكون «أمرا غير حكيم». وقال ماتيس -فى تصريحات للصحفيين على متن الطائرة قبل وصوله إلى سلطنة عمان أمس -إنه من «غير الحكمة أن تستخدم القوات الحكومية السورية أسلحة الغاز»، مشيرا إلى التقارير التى تزعم أنه «سيكون هناك هجمات بالكلور فى الغوطة الشرقية». كما انتقد الوزير الأمريكى ما أسماه «الدعم الروسى لدمشق»، وذلك بحسب وكالة «رويترز». وقد بحث مسئولون محليون فى الغوطة الشرقية خلال اجتماعهم أمس اتفاقاً لإجلاء مدنيين ومقاتلين من أحد أجزاء هذه المنطقة المحاصرة بهدف ايقاف الحملة العسكرية المستمرة للجيش السورى. وكانت لجنة من مسئولين محليين فى مدينة حمورية ممثلين عن الحكومة السورية للتفاوض قد التقت. وقال مصدر مفاوض فى اللجنة إن اللجنة ناقشت عرضاً للمصالحة يتضمن خروج المدنيين والمقاتلين الراغبين من حمورية إلى مناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المعارضة» بينها إدلب أو درعا. وأشار إلى أن اللجنة ستأخذ قرارا خلال ساعات ، وفى حال لم يتم التوافق، ستستكمل العملية العسكرية» لتشمل حمورية. ويأتى ذلك رغم نفى كل من «جيش الإسلام» و»فيلق الرحمن»، أبرز فصائل المسلحين فى الغوطة الشرقية التفاوض مع الحكومة السورية وإصرارهما على رفض سياسة الإجلاء.