انتشر الحجاب نهاية السبعينات وكان عنوانا للفتاة والسيدة المحتشمة والملتزمة دينيا، وكانت بدايته زيا متكاملا يعتمد علي الملابس الواسعة وغطاء للرأس، ثم تطورت الفكرة لإرتداء بنطلون جينز واسع وقميص فضفاض يغطي البنطلون حتي مابعد الركبتين، وتطورت الأمور حتي وصلت لما نحن عليه وهو وضع إيشارب يغطي الرأس ثم ألبسي ما يحلو لكي من بنطلون جينز ضيق جدا أو قصير او ممزق ويعلوه قميص يادوب يصل للبنطلون كاشفا كل مفاتن الجسم. وخلال هذه الرحلة بدأ ظهور النقاب ردا علي ما وصل إليه حال الحجاب فهو يغطي الرأس والوجه والكفين والأهم من كل ذلك هو إرتباطه بملابس فضفاضة وواسعة لا تظهر أي ملامح للجسم، ثم بدأت المقارنات بين مؤيد ومعارض أو محلل أومحرم للحجاب والنقاب ولكن ظل الحجاب يستر الرأس فقط بينما عند بعضهن يكشف بقية الجسم ولا حرج، بينما حافظ النقاب علي شخصيته في إرتداء الملابس الفضفاضة. ولكن وفي الفترة الأخيرة لاحظت تغيرا كبيرا في بوصلة النقاب، فوجدت فتيات يرتدينه مع الإيشارب العادي مع تغطية الوجة والكفين ولكن الملابس تحولت لملابس ضيقة أو حزام في وسط الجسم أو الملابس المعتادة مثل التونيك أو جونلة وجاكيت جينز قصير وجميع الألوان متاحة دون التقيد باللون الإسود ، وهناك من يضعن الماكياج في العيون والمانكير في الأظافر، أيضا وجدت بعض الفتيات يرتدين النقاب بنفس الموديلات الحديثة والسير بجوار "البوي فريند" مع تشبيك الأيدي وهي ترتدي الجوانتي الأسود، أو يضع يده علي ظهرها دون مبالاة فلا أحد يستطيع التعرف عليها، وهناك بعض السيدات أحترفن مهنة الشحاذة مع وضع نقاب علي الوجه حتي لا يتعرف عليهن أحد، والطامة الكبري هي إرتداء بعض الرجال النقاب لإخفاء جنسهم الذكوري وملامحهم للقيام بعمليات سرقة أو إرهاب أو تحرش أو خطف أطفال تحت ستار النقاب. النقاب تحول لإسلوب جديد ليس للتقوي أو الإلتزام ولكن لإخفاء شخصية من يرتديه سواء ذكر أو أنثي ليقوم بعدها بأي عمل إجرامي أو غير أخلاقي. هل هناك خطة ممنهجة لهدم مبادئ الإسلام فبعد تدهور سلوك بعض المسلمين وأخلاقهم، ظهر هاكرز الحجاب وكانوا سببا في تدهور طريقة لبسه، ليعود الآن هاكرز النقاب ويقومون بتغيير شكل وهوية النقاب سواء اتفقنا أو اختلفنا علي ارتدائه وتفريغه من شكله ومضمونه . فبعد أن كانت المنقبة هي نموذج للمسلمة القدوة والمتفقهة بأمور الدين تم تفريغ هذا الشكل من مضمونه لتجد كثير من المنقبات لا تعرف أي شئ عن الدين لنجدها علي ما هي عليه الآن . وقبل أن يعارض البعض هذا الرأي فلينتظر قليلا، فكنا لا نصدق من يحكي لنا أنه رأي فتاة محجبة ترتدي البنطلون الضيق أو الممزق أو كشف جزء من شعرها، أصبح واقعا يراه الجميع الآن، كذلك النقاب الذي يتم تغيير ملامحه وسلوكه من بعض الفتيات والنساء وهن قليل ولكن بمرور الوقت سيتحول النقاب إلي موضة مثل الحجاب لتظهر له ألوانا وربطات جديدة . لمزيد من مقالات عادل صبري;