رحلوا في صمت

موسي شاهين

في قرية أسنيت مركز بنها بمحافظة القليوبية في السادس من إبريل عام‏1920‏ م كان مبتداه‏,‏ وعلي فراش المرض بمنزله الكائن بمدينة نصر بمحافظة القاهرة في السادس من يناير عام‏2009‏ م كان منتهاه عن عمر يناهز تسعة وثمانين عاما‏.‏ إنه العالم العامل الثبت, والأديب اللوذعي, والفارس الأول للمركز الدولي للسيرة والسنة بوزارة الأوقاف المصرية, وعضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية, ومجمع البحوث الإسلامية أيضا المترجم له الشيخ الدكتور موسي شاهين لاشين رحمه الله رحمة واسعة. كان دائرة معارف تمشي علي قدمين, كان جل همه الانتصار للقرآن والسنة بصفة خاصة, وللشريعة الإسلامية بصفة عامة حتي آخر رمق في حياته. محدثا متمكنا, ومفسرا لا يباري, ومثقفا ثقافة إسلامية وعربية عالية ومتنوعة, قدم النصح خالصا للراعي والرعية علي سواء, وتصدي لأصحاب الفكر الشارد عن الإسلام بشجاعة العالم مهما تكبد من معاناة, وكياسة السياسي الفطن لبواطن الأمور; لأن طبيعته ترفض الباطل أي باطل- ولعل ذلك من مفاتيح شخصيته رحمه الله. نشأ عالمنا الدكتور موسي شاهين لاشين في أسرة مستورة الحال, وحفظ القرآن الكريم كعادة أبناء القري المصرية في كتاب القرية( مكتب سيدي سالم الذي كان جدا له من جهة أمه), وتولاه بالحفظ أخوه الأكبر جودة.
سلك موسي شاهين سنوات التعليم بالمعاهد الأزهرية, وكان أول طالب يدرس في الأزهر من هذه القرية( بعد خال له أخذ الابتدائية من معهد طنطا) إلي أن حصل علي شهادة الثانوية الأزهرية التي أهلته للالتحاق بكلية أصول الدين فحصل علي الشهادة العالية( الليسانس) من كلية أصول الدين عام1946 م. كما حصل علي شهادة العالية مع إجازة التدريس( الماجستير) من كلية اللغة العربية عام1948 م. كما حصل علي( الدكتوراه) في التفسير والحديث من كلية أصول الدين عام1965 م. اختارته إدارة المعاهد الأزهرية مدرسا للتفسير والحديث لمدة عشرين عاما تقريبا(1948 م-1965م).
للدكتور موسي شاهين العديد من المؤلفات أشهرها:تيسير تفسير النسفي في تفسير القرآن الكريم اللآلئ الحسان في علوم القرآن- المنهل الحديث في شرح أحاديث البخاري, فتح المنعم في شرح صحيح مسلم.
حصل الدكتور موسي شاهين علي العديد من الجوائز, أبرزها حصوله علي درع وزارة الداخلية وشهادة تقدير منها عام1982 م لجهوده في تصحيح المفاهيم المغلوطة لدي شباب جماعات التكفير والهجرة, وبقية الجماعات الأخري. وحصوله من رئيس الجمهورية علي وسام جمهورية مصر العربية للعلوم والفنون والآداب من الطبقة الأولي في عام1997 م.