حظيت القارة الإفريقية دائما، باهتمام الدولة المصرية، وذلك رغم الفتور الذي أصاب العلاقات مع دولها خلال بعض الفترات الزمنية، إلا أن القيادة السياسية المصرية عقب ثورة 30 يونيو 2013 استطاعت بحكمة إعادة الزخم لهذه العلاقات التاريخية الممتدة عبر آلاف السنين، وذلك بعد سنوات من الإهمال أحدثت جفوة بين مصر وشقيقاتها، كما استطاعت القاهرة، ومن خلال خطوات محسوبة العودة إلي حضن القارة الأم، واستعادة نفوذها وتأثيرها المفقودين. وكان لجولات الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي دول إفريقيا الدور الأبرز في إعادة اللحمة إلي العلاقات المصرية الإفريقية ووضعها علي الطريق الصحيح، كما بدا واضحا اهتمام القيادة السياسية بالشأن الافريقي خلال المؤتمرات والمنتديات التي يرعاها الرئيس السيسي، وآخرها منتدي افريقيا 2017 المنعقد بمدينة شرم الشيخ، والذي يستهدف تشجيع الاستثمار بالقارة بحضور عدد من رؤساء الدول الإفريقية، والقيادات الحكومية بها، ونحو 1500 مستثمر من إفريقيا، ومختلف دول العالم والعديد من الجهات الدولية، حيث أكد الرئيس السيسي في كلمته خلال جلسة ريادة الاعمال أهمية وضرورة دعم رواد الاعمال، خاصة من يقدمون الحلول المبتكرة للتصدي للتحديات التي تواجه القارة الإفريقية في مختلف المجالات، كالتعليم والصحة والخدمات الاساسية، وأشار إلي بذل أقصي الجهد لدعم رواد الأعمال والمستثمرين الشباب، موضحا أن شباب إفريقيا هم مستقبل القارة، وثروتها وأملها في غد أفضل، ولعل من الضرورة الاشارة إلي أن مثل هذه المنتديات يمكنها ان تسهم في دعم التكامل الاقتصادي بين دول القارة السمراء، وتذليل العقبات أمام تنشيط حركة التجارة البينية والاستثمارات المشتركة، خاصة أن المنتدي يشارك فيه عدد من أهم صناع القرار السياسي، والاقتصادي بالاضافة إلي عدد كبير من المستثمرين والهيئات الفاعلة في عملية اتخاذ القرار. وجدد الرئيس السيسى خلال جلسة ريادة الأعمال تأكيده على أهمية بناء شبكة طرق وسكك حديدية تربط بين دول القارة، الأمر الذى سيسهم بلا شك فى دعم واستمرار التواصل بين أبناء وشعوب القارة ويعمل على تشجيع التبادل التجارى واستغلال الطاقات والامكانات المتوفرة فى القارة. كما تضمن منتدي شباب العالم المنعقد بشرم الشيخ خلال الشهر الماضي العديد من التوصيات التي تضع القارة الإفريقية، وشبابها في بؤرة الاهتمام المصري، والعالمي، حيث تضمنت تكليف اللجنة المنظمة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويل المنتدي إلي مركز دولي معني بالحوار العربي الإفريقي الدولي بين شباب العالم، وإنشاء المركز الافريقي للشباب لاستيعاب طاقات الشباب الإفريقي. لمزيد من مقالات رأى الأهرام