قبيل إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قراره الخاص بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدسالمحتلة متجاهلا التحذيرات العربية والدولية، أعلنت الرئاسة الفلسطينية رفضها القرار الأمريكي، وأجرى الرئيس الفلسطينى محمود عباس اتصالات واسعة بعد اتصال ترامب به مساء أمس الأول، وشملت اتصالاته الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وبابا الفاتيكان وشيخ الأزهر. وطالب رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمد الله دول الاتحاد الأوروبى أمس بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ردا على قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية نقل سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس. وقال الحمد الله ، فى بيان صحفى عقب لقائه فى مدينة رام الله قناصل وسفراء وممثلى الاتحاد الأوروبي، إن الاعتراف الأوروبى بالدولة الفلسطينية من شأنه «إنقاذ عملية السلام وحل الدولتين». وطالب الحمد الله الدول الأوروبية بالضغط نحو تنفيذ قرارات الأممالمتحدة والشرعية الدولية المتعلقة بفلسطين وفى القلب منها القدس. وقال إن إصرار الإدارة الأمريكية على قرارها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل «سيؤجج الصراع وسيؤدى إلى تنامى العنف فى المنطقة بأكملها». وشدد على أن القدس «لا تعنى الفلسطينيين فقط وإنما الشعوب والدول العربية والإسلامية التى ترفض هذا القرار». وحسب البيان ، أطلع الحمد الله ممثلى دول الاتحاد الأوروبى على محادثة عباس بنظيره الأمريكي، ورفضه إلى جانب القيادة والحكومة الفلسطينية قرار الإدارة الأمريكية بنقل السفارة إلى القدس «كونه يقضى على عملية السلام وحل الدولتين». بدوره، حذر رئيس المكتب السياسى لحركة حماس اسماعيل هنية من ان نقل السفارة من تل ابيب الى القدس سيشكل «تجاوزا لكل الخطوط الحمراء». وذكر هنية أن الإدارة التى يمثلها ترامب مقامرة وأن جموع الأمة ستفاجئ هذه الإدارة، موضحا «اتفقت مع أبو مازن على خروج جماهير الشعب الفلسطينى ضد القرار». وأكد رئيس المكتب السياسى لحركة حماس أن القرار يعنى الإعلان الرسمى عن الانتهاء من عملية التسوية، كما أنه مقامرة غير محسوبة ومغامرة لن يكون لها سقف. وأضاف «الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها هو بمنزلة عدوان على شعبنا الفلسطينى ومقدساته وعلى الأمة الاسلامية». من جهته، أكد خالد البطش القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى أن الموقف الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يثبت فشل عملية التسوية السياسية، معتبراً إياها شهادة وفاة للتسوية مع إسرائيل. وأوضح البطش أن القرار يستدعى موقفاً عربياً فلسطينياً وإسلامياً، وأن تخرج كل الدول العربية ضد القرار الأمريكى وتقطع علاقتها مع أمريكا، وتجمد كل العلاقات السرية والعلنية مع إسرائيل. وأضاف القيادى البطش: على السلطة الفلسطينية سحب الاعتراف بإسرائيل والخروج من اتفاقية أوسلو وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكداً أن الوحدة الوطنية هى الرد الأمثل على القرار الأمريكي. من جهته، اعتبر صلاح البردويل عضو المكتب السياسى لحركة «حماس»، قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية من أغبى القرارات التى اتخذتها فى تاريخها. ووصف المساس بقضية القدس، كرة اللهب التى ستصل إلى كل مكان فى العالم نصرة للقدس، مضيفاً «القدس قلبنا والاقتراب منها أمرٌ خطيرٌ جداً». وتابع قوله «القدس بالنسبة للشعب الفلسطينى ليست مجرد أرض أو مدينة، بل عمق التاريخ العربى والاسلامي، ولا يمكن بأى حال أن تمر المؤامرة الأمريكية. بدوره، شدد عضو المكتب السياسى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، على أن القرار الأمريكى يتطلّب موقفاً عربياً جاداً، ويرتقى إلى مستوى هذه الجريمة وتحويل المواقف النظرية إلى مواقف عملية».