طلبت من قريب لى كان فى زيارة لأمريكا أن يشترى نوعا معينا من صابون سائل للاستخدام الشخصى من ماركة معينة، وبالفعل أحضرها وفوجئت به يبلغنى أن ثمنها ومعها هديتان لنظافة الجسم من نفس النوع الجيد، بعشرة دولارات فقط، أى 170 جنيها مصريا، والغريب أن ثمنها فى مصر لا يقل عن 500 جنيه .. والقضية ليست فقط فى نوع المنتج ولا جودته ولكن فى سعره الذى يعد أرخص من المنتج المحلى أو المستورد؟!. ..فى مصر ارتفعت أسعار سلع النظافة الشخصية بصورة كبيرة عقب تعويم الجنيه، حتى وصل سعر الصابونة العادية إلى نحو 7 جنيهات، وهو سعر مبالغ فيه، خاصة أن هذا المبلغ يشتري،عشرة أرغفة من الخبز السياحى أو 140 رغيفا تموينيا!. ..أيضا ارتفع سعر الصابون السائل من الماركات المعروفة المحلية،إلى ثلاثة أضعاف سعرها قبل التعويم!...نرى أيهما يشترى الناس الخبز أم الصابون؟! لم يكن توفير سلع النظافة الشخصية بأسعار مدعمة أو رمزية ترفا أو من الكماليات ،ولكنها من الأساسيات، التى تحرص عليها الحكومات فى جميع دول العالم، حرصا منها على الصحة العامة ونظافة الشعوب، وحماية من انتشار الأمراض المعدية، التى يمكن أن تحول المجتمع إلى بيئة صالحة لانتشار الأوبئة، وهو ما يحول حياة الناس إلى جحيم ويؤثر على الحالة النفسية وانتشار الروائح الكريهة، وهو ما يمكن أن يؤثر أيضا على بيئة العمل وإنتاجية العامل، وبالتالى الاقتصاد. فى مصر 30% من الناس وفق الإحصائيات الرسمية تحت خط الفقر ،فكيف يتسنى لهؤلاء أن يشتروا صابونة ب7 جنيهات؟!...فى دول العالم المتقدمة تعد منتجات النظافة الشخصية أمنا قوميا، أما عندنا -للأسف- فسلع ترفيهية!. [email protected] لمزيد من مقالات أيمن المهدى