لم يكن أحد يتصور أن تتجه حشود الإرهابيين وهى ترفع راية الإسلام إلى اقتحام مسجد الروضة فى سيناء وقتل هذا العدد الرهيب من الشهداء الذين بلغ عددهم 305 شهداء بينهم 27 طفلا بجانب 128 مصابا مازالوا يتلقون العلاج فى المستشفيات .. هذا العمل الإجرامي يؤكد أن الإرهاب بلا دين وأن الذى هدم الكنائس واعتدى على المصلين فيها هو نفسه الذى اقتحم المسجد وقتل مئات المصلين حتى لو كان منهم الأطفال الصغار وكبار السن .. إن هذه العملية الوحشية تؤكد أننا أمام متغيرات جديدة فى أساليب الجماعات الإرهابية لأن الهدف هنا يختلف تماما عن كل الأهداف السابقة التى نفذتها حشود الإرهاب فى أكثر من مكان يضاف لذلك أن عدد الضحايا يعكس حالة من الجنون التى اجتاحت عقول الجماعات الإرهابية حتى لو رفعوا ألف راية للإسلام .. وقبل هذا كله فإن روح الانتقام التى ظهرت فى اقتحام مسجد وقتل المئات فيه وتدمير السيارات بل ومتابعة الهاربين والمصابين بسيل من النيران هذا يؤكد إننا أمام ظاهرة وحشية تخلت عن كل الأديان والمبادئ والأخلاق وأننا أمام عصابات إجرامية لا هدف لها غير القتل.. إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعودة إلى ملف التنمية فى سيناء مازال هو الطريق الأمثل من اجل مواجهة الإرهاب فى سيناء إن هذه الخفافيش السوداء التى ملأت سماء سيناء ظهرت حين تخلت الدولة سنوات طويلة عن دورها فى الاهتمام بأهالى سيناء وتركت فراغا رهيبا تسللت منه حشود الإرهاب أمام العنف والقتل وتجارة المخدرات وعمليات التهريب وسلسلة من الجرائم سكتت عنها الحكومات المتعاقبة طوال ثلاثين عاما بلا عمل أو إنتاج أو رعاية .. إن سيناء مازالت فى حاجة إلى مشروعات لتنمية كل مواردها وانتقال ملايين الشباب إليها لزراعة أراضيها واستثمار خيراتها وطرد حشود الإرهاب التى وصلت بها الجرائم وحب الدماء إلى اقتحام بيوت الله وقتل المصلين فيها .. مازالت سيناء تنتظر يد التنمية والبناء لتعود أرضا للفيروز كما كانت وسوف تسقط حشود الإرهاب أمام حشود البناء والتنمية. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة;