هذه السطور ليست فى فقه خلع الحجاب أو حرمته, أو جوازه، فهذا شأن العالمين بأمور الدين الحنيف، ولكنها فى مفهوم المصريين للحرية!. .. فى مصر بدت قضية خلع الحجاب لسيدات وبنات كظاهرة، يختلف فى حجمها البعض زيادة ونقصانا، وإن كانت ملفتة، ولا يمكن تفسيرها نفسيا واجتماعيا واقتصاديا، إلا من خلال أبحاث علمية، ولكن يمكن رصد آثارها، خاصة فى بلد مثل مصر «متدين بطبعه»!. .. جاءتنى عدة شكاوى من بنات وسيدات خلعن الحجاب لأسباب مختلفة، لم يكن من بينها، إنكار أنه من الفروض، ولكن معظمها مرتبط بصعوبة ايجاد فرص العمل للمحجبات، خاصة إذا كانت طالبة العمل من ذوات التعليم العالى ومن خريجات جامعات الصفوة أو اللغات..الشكاوى تلخصت - تقريبا - فى عجز خالعات الحجاب عن تغيير صورهن فى بطاقات الرقم القومى ليس لخطأ فى «سيستم» السجل المدنى ولكن لتدخل الموظفين والموظفات فى شئون البنات، مع عمل جلسات استتابة لهن، وتقديم الفتاوى والنصائح الدينية عن حرمة خلع الحجاب, وأنه لا يجوز فعل ذلك، وإذا رفضت البنت يكون جزاؤها، الدوران سبع لفات، والتعطيل، ووضع العصا فى عجلة الخدمة الحكومية المشروعة؟!. .. فى مصر يحتاج البعض إلى التذكير دائما أن الأهم من إملاء النصائح فيما يخص علاقات الناس بربهم، هو العمل بما ينادى به الإسلام من إتقان العمل، وإعطاء حقوق الناس بغض النظر عن اختلافنا معهم فى الفكر أو الثقافة أو حتى العقيدة. ..فى مصر يتوهم البعض أنه يدافع عن الله، بينما فى الحقيقة أن الله هو الذى يدافع عن الذين آمنوا، وأنه لا يعلم حكمة الله فى خلقه إلا هو، وأنه أطلق حريات الناس حتى فى الكفر. [email protected] لمزيد من مقالات ايمن المهدى;
