كان العرض الذي شاهدته لك الأسبوع الماضي في مسرح الطليعة بالقاعة الكبري التي تحمل اسم زكي طليمات. العرض من المسرحيات الكبيرة التي من الواضح أنه تم الاعداد له جيدا وأما المخرج هنا فهو الشاب الفنان هشام عطوه الذي شاهدته مخرجا في أكثر من عمل بمسرح الشباب الذي أداره لفترة وهي من أكثر فتراته ازدهارا وشاهدته أيضا ممثلا وهنا أشاهد له واحدا من أكبر الأعمال التي أخرجها وهي مسرحية الحيتان التي ترجمها محمود علي مكي عن نص سمك عسير الهضم لمانويل جالنيش. النص هنا يتناول مآسي السلطة والمال والأحداث تقع في روما عاصمة إيطاليا فترة تولي القيصر الذي كان الهتاف له قويا من الشعوب المقهورة والتي يحركها القس الواعي بائع السجل اليومي للأخبار وممثل الإعلام ليصبح بعد ذلك الذراع الأيمن لا للسلطة ولكن للمال متمثلا في القوي الذي يمتلك الكثير والوفير منه. لكن لا تستمر الأمور علي هذا التحويل يستطيع الإعلامي أن يتحول من عبد للمال ولصاحبه إلي إثارة الشعب ضده وبالفعل ينجح في هذه المهمة التي تنتهي بالقضاء علي صاحب المال. إنه في النهاية الصراع بين صاحب السلطة وصاحب المال وكيف لصاحب المال أن يزيف إرادة الشعب ويشتري الناخبين بأمواله ولكن الأمور لا تستمر علي هذا النحو الخاطئ مهما يكن هذا ومهما طال الزمن. مسرحية من تلك المسرحيات التي تؤكد أن ثمه مسرح حقيقي مازال ينبض بيننا وأن الفنان الحقيقي مازالت عروقه تنبض بالجيد والرفيع من الفن فالإخراج لهشام عطوه أكد لي أنه بالفعل مخرج متميز يحمل رؤية بديعة. قدم العرض بواسطة مجموعة كبيرة من الفنانين من خلال ديكور رائع وأيضا ملابس مناسبه لوائل عبد الله. وكانت الموسيقي عاملا مساعدا لطارق مهران التي تخفت تماما لتقدم للحوار حظه في أن يبرز للمشاهد. واستطاع محمد عبد الصبور ان يقدم حركة متميزة للغاية برغم صعوبتها أحيانا علي البطل الذي يمثل الإعلامي وأما الديكور فلم يتغير هو أحد مناظر إيطاليا الشهيرة بأعمدتها العملاقة. وإذا جئت للتمثيل فأقول أن لدينا أكثر من موهبة في هذا العرض الكبير وأذكر منهم أو علي رأسهم رامي الطمباري الذي قام بدور صاحب المال والحوت الكبير وأمامه عملاق آخر هو سامح بسيوني الذي شاهدت له أكثر من عمل مسرحي كمخرج.. هنا تحول إلي ممثل يحمل كل مواصفات ممثل المسرح من صوت وأداء وفهم للدور وأيضا حركة. لن أتحدث عن الإعداد والإخراج لهشام عطوه بأكثر من أنني سعدت بوجود مخرج مسرحي يحمل رؤية متطورة وواحد ممن ينتظر منهم المسرح المصري الكثير.