16- يظل الدور العظيم الذى لعبته قوات الصاعقة فى حربى الاستنزاف وأكتوبر عنوانا لأبطال من طراز فريد لا يهابون الخطر ولا يخشون الموت ولا يعرفون المستحيل فى كل مهامهم الانتحارية التى تتضمن أجرأ عمليات الإغارة ونصب الكمائن. وربما يرجع الفضل فى الإنجازات الكبيرة التى حققها رجال الصاعقة إلى روح الإيمان العميقة فى نفوس الأفراد الذين يجرى اختيارهم بعد اختبارات دقيقة بدنيا ونفسيا كان يشرف عليها بشكل مباشر قائد السلاح الجسور اللواء نبيل شكرى المسمى بمقاتل كل العصور حيث شارك فى كل حروب مصر منذ تخرجه فى الكلية الحربية عام 1950 كضابط يؤمن بأن العسكرية طاعة والتزام وولاء وانتماء وعشق لتراب الوطن خصوصا من ينل شرف الالتحاق بالصاعقة ولا يرتدى سوى لباسها المميز ولا يطيق الجلوس فى المكاتب ولا يطمح يوما أن يكون له أى دور أو مستقبل خارج ميدان القتال وأرض المعركة. ولأن الصاعقة هى حياته فقد كان يحسن اختيار القادة المعاونين له من أفضل وأشجع الرجال والقائمة طويلة بينهم على سبيل المثال من قادة المجموعات فى حرب أكتوبر العقداء فؤاد بسيونى وعلى عبد السلام هيكل وسمير توفيق وكمال عطية وأسامة إبراهيم وسيد الشرقاوى وجمال فهمى ومن خلفهم مجموعة التخطيط التى كانت تضم المقدم أحمد شوقى والمقدم مصطفى كامل والمقدم هتلر طنطاوي... وأذكر رواية اللواء عز الدين مختار لى فى ذروة أيام الحرب عن فخره باللواء نبيل شكرى الذى انضم إلى فرع الخدمة الخاصة بالمخابرات الحربية فى الستينيات حيث لمس كقائد للفرع أن هذا الوافد الجديد لديه قدرات قيادية عالية تنبئ بمستقبل عظيم. ورغم صعوبات عديدة واجهتها مهمة قوات الصاعقة فى حرب أكتوبر بينها عدم توافر معدات الإضاءة اللازمة فى عمليات الإبرار الليلى وعدم تنفيذ الضربة الجوية الثانية حسب الخطة المقررة فإن رجال الصاعقة ذهبوا إلى مهامهم بكل جسارة واقتدار. وغدا نستكمل الحديث ونستعيد الذكريات. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;