لا شك أن الكرامة مطلوبة فى العلاقات الإنسانية، ولكن هناك بعض الآراء ترى أنه ليس هناك كرامة بين الزوجين، معللة ذلك بأن الزوجين وحدة واحدة تقود الأسرة نحو الاستقرار.. فهل يمكن أن تعيش الزوجة بدون كرامة حتى تستقيم الحياة الزوجية؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: »إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم« د. محمد المهدى أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر يقول: إن الإنسان مكرم لكونه إنسانا سواء كان رجلا او امرأة او طفلا، فتكريم الإنسان هو منحة ربانية بصرف النظر عن لونه أو جنسه او عمره او انتمائه، هذه قاعدة تنطلق منها فكرة الكرامة، ففى الماضى كانت المرأة تفتخر بانتمائها للرجل سواء كان الرجل أباها أو أخاها أو زوجها، وتستمد هويتها من بيت العائلة وكانت تنادى باسم أم او بنت او أخت فلان (الذكر) خاصة فى الريف، ولم تكن المرأة تشعر بحساسية تجاه كرامتها الشخصية، لكن مع تغير الوقت والظروف الاجتماعية والاقتصادية الثقافية نجد أن المرأة أصبحت كيانا منفصلا، ناجحا ومتفوقا فى الدراسة او العمل وربما أنجح من زوجها، وبالتالى أصبح هناك نوع من المنافسة والندية فى العلاقة وعلى قيادة الأسرة، ولم تعد تسلم نفسها او تعتمد بالكامل على الرجل لأنها تشعر بأن لها قيمة وكيانا مستقلا وبالتالى أصبحت تطالب باحترامها وتقديرها والمساواة فى الكرامة والمعاملة وبدأ الرجل يشعر بمنافستها فى قيادة الأسرة وربما محاولاتها انتزاع الكثير من السلطات التى كان يتمتع بها قديما.. والحقيقة هى أنه اذا استبصر وفكر كل طرف من الزوجين جيدا فستقل الصراعات المتمركزة حول الكرامة، وتصبح الحياة الزوجية نوعا من التكاملية، فكل منهما لديه نقاط ضعفه ونقاط قوته ولكنهما يتكاملان دون أى حسابات من الأقوى لأنهما يشكلان وحدة واحدة تدير مؤسسة الأسرة بالتفاهم والتشاور والحوار الإيجابى، وفى رعاية وتربية وتوجيه الأبناء. ولكن حقيقة فإن هناك بعض الشخصيات التى يغلب عليها حب السيطرة والتحكم والاستبداد والرغبة فى إلغاء شخصية الطرف الآخر بل وإهانتها ولا يبالى حتى أمام الآخرين، فى هذا الوضع تصبح المرأة أمام خيارين إما الاستسلام لهذه الإهانات وتلغى كرامتها وبالتالى تفقد إنسانيتها وإما محاولة الدفاع عن كرامتها فتدخل فى صراع دائم مع هذا الزوج وعليها محاولة الوصول الى منطقة التوازن والتفاهم معه إن أمكن ذلك ايضا يمكنها الاستعانة بطرف ثالث من المقربين سواء الأصدقاء او الاهل من ذوى الرأى و الحكمة لضبط ايقاع العلاقة الزوجية وفى جميع الأحوال عليها تجنب المواجهة الحادة مع الزوج المستبد حتى لا تتعرض لمزيد من الضرر النفسى خاصة اذا لم يكن لديها خيارات أخرى.