يأتي يوم السادس من أكتوبر كل عام ونحن لا نملك سوي الذكريات وسرد الأحداث وعرض الأفلام والمسلسلات التي تعبر عن الحدث الجلل، ولما لا، فهو اليوم الذي غير مجري الاحداث ليس في مصر وإنما المنطقة العربية كلها، وأعاد للعرب مكانتهم، واثبت انهم قوة لايستهان بها كل ذلك معروف ومفهوم، لكن غير المعروف أو مفهوم وضع الأمة بعد سنوات النصر الطويلة كيف كنا واصبحنا فالأمة التي كانت تمثل قوة ضاربة ودولا تعد الأقوي اقتصاديا في العالم حالها «لا يسر عدوا او حبيبا» نترحم علي العراق الممزق وليبيا التي يحاول الارهاب النيل منها، وسوريا العروبة التي تقف تدافع عن وحدتها، حال الامه العربية والاسلامية لا يمكن أن يعبر باي حال من الأحوال عن روح اكتوبر الحقيقي، فالنصر الذي صنعه أبناء مصر بقيادة الزعيم السادات جاء لكي يخلق واقعا افضل يعيد الامجاد ويصنع النجاحات ويحقق الطموحات، بنصر يوجد جيلا جديدا اسطورة في العلم والمعرفة، والتضحية والفداء والاخلاص والتفاني في العمل ببطولات وانجازات حقيقية وليست وهمية، بطولات لا تقل عما فعله ابطال ايلات وعظماء كبريت، علينا أن ندرك أن بداية استعادة امجاد الأمة تأتي من مصر بقوتها في اقتصادها وعزم أبنائها للقضاء علي مشكلاتها ،قبل اكتوبر كانت الصورة قاتمة واشد المتفائلين لايحلم سوي بتوفير احتياجاته اليومية الان نحن في وضع افضل كثيرا فقط ينقصنا الارادة والثقة بالنفس والايمان، اننا نستطيع عبور كل الازمات مثلما نجحنا في عبور المستحيل باقتحام قناة السويس وتخطي خط بارليف، اكتوبر الحقيقي الذي نحلم به في عبور الصعاب وتخطي المحن وهذا يتطلب 100 مليون مقاتل يدركون أن النصر يحتاج الي تضحيات لكي نستعيد امجاد اكتوبر من جديد. لمزيد من مقالات طارق إسماعيل