كانت وحدتنا من وحدات الموجة الأولى للعبور الكبير. فقد كان واجبنا هو عبور قناة السويس واقتحام مواقع القوات الإسرائيلية شرق القناة والقيام بعد ذلك بعمل رؤوس جسور للموجات التالية من قوات الهجوم. لقد تم اقتحامنا للقناة وفق الخطة الموضوعة، وكنت فى قارب الاقتحام الأول. وعلى الرغم من مباغتتنا لقوات العدو المحصنة داخل الدشم فقد استطعنا الاستيلاء على رأس جسر بصعوبة شديدة وقتال دام استغرق ساعتين ولقد خسرنا العديد من الرجال. كان الرقيب حسن من أقرب رجال الوحدة إلى نفسي.. لكفاءته وشجاعته التى لم أكتشفها على حقيقتها إلا تحت وطأة النيران. لقد ازدادت ثقتى به.. وكلما أعطيته مزيداً من الثقة كان يثبت لى أنه يستحقها. كان شجاعاً شجاعة فائقة ومثلاً رائعاً لجنوده وما ان انتهينا من تطهير الموقع من بقايا قوات العدو حتى بدأنا فوراً فى تأمين رأس الجسر الذى حصلنا عليه بعمل موقع دفاعى ضد أى قوات للعدو تحاول مهاجمتنا للاستيلاء على الموقع من جديد. كان سباقاً مع الزمن وبين الموت والحياة، فرغم إرهاق المعركة وصوت قصف المدفعية الثقيلة المتبادل على جانبى القناة والشظايا المتطايرة.. رحنا نحفر بأيدينا وأسناننا الموقع الدفاعى الجديد.. وكلما زاد العدو من قصفه لنا ازداد إصرارنا على استكمال الموقع. كانت موجة العبور التالية قد بدأت تعبر. بدأ سلاح المهندسين المصرى يقيم الكبارى على القناة، وكعادة الحرب تحدث المفاجآت غير المتوقعة لتقلب كل الخطط والموازين. لقد فوجئنا بنيران كثيفة من دشم محصنة فى خط الدفاع الثانى للعدو. لقد كانت كل المعلومات التى لدينا أنها دشم مهجورة لا تحتلها أية قوات فى ذلك الوقت. لقد احتلتها قوات العدو المنسحبة ودعمتها قوات أخرى قادمة من الخلف فى محاولة لاسترداد مواقعها التى استولينا عليها. كانت الدشم تحتل بالفعل موقعاً حيوياً.. وراحت تقصف قواتنا بنيران – كثيفة مفاجئة.. ولم نكن قد استكملنا استحكاماتنا بعد أن زادت الخسائر على طول خط وحدتنا. وازداد الموقف خطورة، لم يكن أمامى إلا تكليف إحدى المجموعات بالهجوم عليه.. وطلبت من القيادة تمهيداً من نيران المدفعية الثقيلة.. وعندما بدأ قصف مدفعيتنا يزداد.. بدأت المجموعة المكلفة بالهجوم فى التحرك بإطلاق نيرانها على الدشمة. وقمنا كلنا بصب نيران كافة أسلحة الموقع على الدشمة بهدف تشتيت انتباهها و ظل الاشتباك عنيفاً بكافة أنواع الأسلحة. ومن حين لآخر كنا نسمع صرخة ألم سرعان ما تضيع وسط صوت المعركة. صوت الرشاشات والقواذف الصاروخية والمدفعية المضادة للدبابات. فجأة .. وجدت المجموعة المكلفة بالهجوم تتوقف وهى تطلق نيرانها على الموقع المعادى بكثافة شديدة. لقد واجهها العدو بنيران كثيفة لم تكن متوقعة.. ظلت وحدتنا واقفة مكانها لا تتحرك.. إن فى الأمر شيئاً.. لقد أصبح فى غاية الخطورة تلقيت إشارة من قائد المجموعة تفيد بأن المجموعة قد دخلت فى حقل ألغام وأنه لم يعد باستطاعته التقدم.. طلبت منه أن يقاوم بكل ما يملك.. وسأطلب زيادة مساعدة نيران المدفعية الثقيلة من الخلف حتى نستطيع مواصلة الهجوم. ازداد الموقف صعوبة عندما صب العدو وابلاً من نيران مدفعيته الثقيلة على وحدتنا المتورطة فى حقل الألغام، وازدادت الخسائر فى المجموعة وأصبحت عودتها مستحيلة بفعل القصف الشديد من المدفعية الذى خلق منطقة عازلة من شدة النيران. كان من المستحيل أن نقوم بهجوم شامل فى هذه اللحظة فى وجود مثل هذه الدشمة، فبالإضافة إلى الخسائر الفادحة المنتظرة فإن الخطر المتوقع من تعرض الجانب الأيمن لهجوم مضاد مباغت.. هو الخطر الأكبر وفى هذه اللحظة سينهار خط الهجوم وتسهل إبادتنا بسهولة. تلقيت إشارة من قائد المجموعة. لقد أصيب هو شخصياً. ازداد الموقف صعوبة لم يكن هناك أى أمل مادامت هذه الدشمة المحصنة تطلق نيرانها.. لم يكن هناك سوى حل واحد. هجوم انتحارى تقوم به مجموعة قليلة من الجنود لا تزيد عن خمسة أو ستة جنود تتمتع بالشجاعة الفائقة وحسن التقدير.. تقوم بالزحف والالتفاف حول الدشمة، وتباغت العدو من الخلف فى هجوم لتقتحم الدشمة ذاتها وتفجرها بمن فيها مستخدمة القنابل اليدوية والسلاح الأبيض.. كنت أتابع ميدان المعركة أمامى من نقطه ملاحظة تم إنشاؤها بسرعة. كان الوقت يزداد سوءاً كل لحظة تمر، وخسائر الوحدة المحاصرة زادت على النصف وأصبح أمل عودتها معدوماً، فهى معرضة لخطر الإبادة. لم يعد أمامى إلا قرار واحد. المجازفة بكل شيء.. كان الرقيب حسن بجوارى فى هذه اللحظة الدقيقة.. فإما كسبنا كل شيء أو خسرنا كل شيء ولكن بشرف.. وبعد أن نكون أدينا واجبنا كاملاً. حسن.. قلت وانا أنظر بعيداً: لابد من اقتحام هذه الدشمة لفتح الطريق لقواتنا القادمة. سكت قليلاً.. انفجرت قذيفة على بعد أمتار من مكاننا.. رقدت داخل نقطة الملاحظة.. تهايلت الرمال حولنا.. نهضت ببطء.. لقد استرد العدو قدراته وازدادت حالة وحدتنا سوءاً. قال حسن: - إن أفضل وقت لتنفيذ عملية اقتحام ناجح هو الليل. قلت وأنا أزداد حدة : - نعم إن أفضل وقت للاقتحام الصامت هو الليل.. هذا ما تعلمناه فى وقت السلم.. ولكن.. انتظارنا لليل معناه إبادة خمسين رجلاً. - انهمرت دانات مدفعية العدو حولنا كالمطر.. لم أستطع أن أكمل كلامى لثوانى من شدة الإنفجارات. قلت وأنا راقد فى نقطة الملاحظة: - لابد من الاقتحام نهاراً.. وإلا فقدنا كل شيء سكت لحظة وقلت وأنا أصدر أمراً أنا أعرف خطورته. - لابد من الإقتحام نهاراً.. الآن.. هل أنت مستعد.. كانت عينى مثبتة فى عينه.. تلقى الأمر بروحه قبل أن يتلقاه باذنه.. قال وجسمه ينتفض: - نعم مستعد. قلت له وأنا أنهض وأرفع رأسى بعد أن مرت عدة طلقات بالقرب من رأسى أمامك خمس عشرة دقيقة.. جهز أربعة رجال لتنفيذ هذه المهمة.. تصلب جسد الرقيب وهو يؤدى التحية وينصرف مسرعاً تحت وابل النيران مستخدماً الساتر الذى صنعناه على عجل. حاولت الاتصال بالمجموعة المحاصرة.. فشلت.. أمرت أحد الضباط بالذهاب تحت القصف العنيف والاتصال بالوحدة.. وتولى القيادة مكان الضابط الذى جرح.. عاد حسن بعد خمس عشرة دقيقة. كان شخصاً آخر تماماً.. رجل استعد للموت. تغيرت ملامحه التى أعرفها طوال شهور طويلة نظرت له طويلاً.. والرجال حوله.. تحركنا بصعوبة إلى خندق فى الخلف.. بسطت خريطة أمامي.. ورحت أشرح لهم الخطة وطريقة التنفيذ. لم أر حسن صامتاً مثل هذا الصمت.. أبداً لم يكن خوفاً.. ولكن نوعاً من التوحد فى المهمة. لقد أصبحنا جميعاً.. أنا وهو.. والرجال الذين تم اختيارهم لهذه المهمة.. وكل الموقع.. كلنا.. كلنا.. روح واحدة وأمل واحد. وقبل أن يتحرك حسن طلبت موافقة القيادة على العملية.. تمت الموافقة على الفور، وطلبت بالتالى أقصى معاونة ممكنة من نيران المدفعية الثقيلة لتمنع وصول أى امدادات لقوات العدو. تحرك حسن تحت النيران مستتراً بالقنيات الأرضية وبالدخان والغبار الذى يملأ المكان بفعل الاشتباكات العنيفة.. وقفت فى نقطة الملاحظة أراقب أرض المعركة.. تلقيت إشارة من القائد الجديد للمجموعة المحاصرة يخبرنى بأن الضابط الجريح قد إستشهد والجرحى ينزفون دماءهم، ولا يستطيع أن ينقلهم من ميدان المعركة بسبب القصف الشديد. كانت إجابتى الوحيدة: عُلم.. وانتظر إشارة تالية مني.. كانت الإشارة التالية التى كنت أتمنى إرسالها هى إشارة الامل. ظللت أتابع موقف العدو من نظارة ميدان .. كنت أتابع موقع العدو من منظار مكبر.. كنت أتابع الثواني.. وقلبى ينبض. نسيت كل شيء حولي. لم أعد أسمع الانفجارات التى تدوى حولي. طال الوقت.. وازداد قلقى بصورة بدأت تؤثر على أعصابي.. ندمت على أنى لم أخرج مع المجموعة الانتحارية، فإن ذلك أرحم بكثير من هذه اللحظات.. ازداد الوقت طولاً.. بل وعرضاً.. ما الذى جرى .. لقد ازداد الوقت أطول مما هو محسوب؟.. هل جبن حسن فى اللحظات الأخيرة وقرر ألا يهجم .. رد عقلى الباطن. - أبداً لا يمكن أن يتراجع حسن. ماذا جرى إذن يا رب؟ لم أعرف أن للثوانى قيمة إلا فى هذا الوقت. أنّّ الثانية الآن يمكن أن تقلب كل الموازين يمكن أن تحى رجالاً.. وتبيد رجالاً. راح الضابط المعاون لى يتحرك بعيداً ليراقب الموقف من مكان آخر لعله يرى شيئاً.. أو يسمع شيئاً.. وفجأة حدث ما كنت أخشاه.. انطلقت دفعة رشاش من دشمة العدو.. لقد اكتشف العدو المجموعة قبل هجومها، وسوف تباد كلها فى لحظة. تصورت فى خيالى منظر حسن ورجاله وهم يواجهون الرصاص المفاجئ. وقبل أن أغرق فى أفكارى دوى انفجار مكتوم.. ارتعدت أوصالي.. وكل كيانى قبل أن أسمع الانفجار الثانى ثم الثالث.. ثم كرة لهب تخرج من فتحة الدشمة على أثر انفجار هائل زلزل الأرض وتوالت الانفجارات .. كأنى خلقت من جديد.. لقد نجح حسن إذن.. كان لابد أن أستغل لحظات الارتباك التى ستصيب العدو .. فلابد من الهجوم الشامل بأسرع ما يمكن .. قبل أن يحاول العدو محاولة ثانية بعد أن يستجمع قوته.. أصدرت أمراً بالاستعداد للهجوم.. وأرسلت إشارة لاسلكية إلى المجموعة المحاصرة .. أرسلت إشارة الأمل.. أصدرت أمر الهجوم الشامل..من الموقع وتحركنا على الفور لاستغلال الموقف واقتربنا. كان حسن ورجاله يطاردون جنود العدو الذين نجوا من الموت.. قفزنا داخل الخنادق المحيطة بالدشمة، وفى لحظات أصبحنا نسيطر عليها وعلى الخنادق المحيطة بها كلها. أما المجموعة المحاصرة. فقد نهضت من رقدتها وبدأت تنضم إلينا وأرسلت فوراً إشارة لجماعات إخلاء الجرحي. رحت أتابع حسن وخفق قلبي.. وأنا أراه يطلق نيرانه على بعض جنود العدو المحصنين خلف ثنية أرضية خلف الموقع.. انطلق أحد الجنود هارباً وسقط الآخر على الأرض جريحاً ورافعاً يديه لأعلى. نهض حسن من على الأرض واثقاً من نفسه. كدت أصرخ فيه من بعيد.. - لا تنهض الآن .. لا تنهض الآن.. هل هناك حاسة سادسة فى هذه الدنيا.. لم أكن أصدق ذلك من قبل.. ففى اللحظة التى هممت فيها لأناديه.. رأيت بطرف عينى فى أقل من اللحظة وفى أقل من رمشة العين.. خوذة تظهر من أحد خنادق المواصلات الجانبية وفوهة بندقية ودفعة نيران.. بخبرتى وبإحساسى كنت أشعر أنها طلقات منشنة تنشيناً جيداً.. وكأن الطلقات كلها قد أصابت صدرى أنا. ركع حسن على ركبتيه برهة من الزمن.. تحولت نيران المجموعة المطاردة نحو البندقية والخوذة.. وسرعان ما سكتت إلى الأبد. نهضت مسرعاً ومعى بعض الجنود.. اقتربنا منه. وقبل أن نقترب منه تمدد فى بطء على الأرض.. نظرت فى عينيه بقوة.. لم يعد ينظر إليّ.. لقد كان ينظر لما هو أبعد.. لما هو أسمي.. لما هو أخلد .. إستراح جسده فى هدوء على الرمال.. إستدرت وأمرت المجموعة بتفتيش الخنادق المحيطة وتطهيرها من قوات العدو.. أما باقى المجموعات فقد بدأت فوراً بإنشاء خط دفاعى جديد لنحافظ على الانتصار المرير الذى حققناه.. القائد الحق لا يبكى رجاله أبداً.. ترددت هذه العبارة عندما توقفت بعد سنوات طويلة مع هذه الأحداث فى نفس المكان. لم يكن الآن ميدان معركة، بل كان مزرعة.. تناثرت الأشجار فى المكان وصوتها يصدر حفيفاً محبباً للنفس بفعل اصطدام الرياح بأغصانها. أما النباتات الشوكية الصحراوية.. فقد حل مكانها مزروعات منسقة شديدة الإخضرار. شعرت بأن كل نبات.. وكل ورقة خضراء قد ارتوت من دماء حسن .. وعشرات الجنود من زملائه الذين سقطوا أمام عينى فى هذا المكان. كنت ضمن رحلة لإحدى شركات السياحة التى نظمت رحلات إلى شواطئ صحراء سيناء الجميلة.. ومناطقها السياحية. توقف الأتوبيس بالقرب من هذه المزرعة.. وراح المرشد السياحى يشرح كيف تم استصلاح هذه الأرض.. وكيفية ريها بالماء. فكرت للحظة أن أقاطعه لأحكى لركاب الأتوبيس المسترخين قصة هذه المعركة كنت أريد أن أحكى لهم عن حسن .. وعن شجاعته واقتحامه الجريء هو وزملائه. لقد قتل حسن من أجل الأمان.. ضد الخوف.. مات من أجل الحياة.. لو قصصت قصة حسن ومجموعته.. وشجاعته الفائقة..على أفراد الرحلة. هل سيسمعونني؟ أم سيديرون وجوههم تبرماً.. ويقولون فى أنفسهم. لقد مللنا قصص الحرب تلك .. التى تتحدث عن الجنود والدماء. والدمار تلك القصص المبالغ فيها والتى لا نسمع كثيراً منها أثناء الحرب. نريد أن نسمع قصصاً مرحة..لا نريد قصصاً مملة تثير فينا الحزن.. هل لو تكلمت.. سيسمعون؟ هل لو قلت ان هناك رجالاً فقدوا أرواحهم .. لانتزاع هذا اللون الأخضر من لهب الصحراء؟ لو قلت لهم إنهم قاتلوا من أجل هذا الشعور بالأمان والسلام.. هل سيسمعون؟ أم سيفضلون سماع الأغنيات التافهة. تذكرت بسرعة بحبك يا حسن.. تذكرت تفوقه بعد ذلك فى كل التدريبات تذكر أيضاً كيف دعانى لحضور حفل زواجه فى قريته.. كيف رقصت الخيل فى قريته وأمام باب بيته..وكيف استقبلنى والده..وأخوته..وأمه..كأنى أخ أكبر له.. تذكرت وصية والده لي.. حسن أغلى أبنائي.. إنه أمانة بين يديك.. هل حافظت على الأمانة عندما أرسلته.. وأنا أعرف أنه لن يعود.. ؟ هل أحكى هذه الحكاية.. وقبل أن يبدأ الأتوبيس فى التحرك نزلت وسرت وحدى وسط المزروعات.. أنعش روحى صوت حفيف الأشجار.. وذلك الصمت الأخضر العميق. صوت المزارع الآمنة.. وسط الصحراء.. انتعشت روحي.. وشعرت بأن البذرة التى زرعتها قد أثمرت. شعرت أكثر بأنى عشت لحظات فى القمة.. قمة الوجود الإنسانى وقمة العطاء الإنسانى بأسمى معانيه.. كيف إذن يعيش فى السطح من عاش فى القمة..؟ لقد أصبت فى الحرب أثناء انتقالنا من موقع إلى موقع.. فى إحدى قصفات المدفعية المركزة.. أصبت إصابة بالغة .. ونقلت إلى الخلف للعلاج. كنا قد أدينا مهمتنا على أكمل وجه.. وتوالت موجات العبور العظيم بعد إنشاء الكبارى فوق مياه القناة. أمضيت تحت العلاج عدة شهور. ظل حسن ورجاله..رمزاً لكل ما هو جميل فى الحياة كلها.. كل عمل صادق.. كل كلمة..حتى الأغنية.. كنت أتذكر حسن والعشرات من زملائي. بعد الحرب .. وأثناء العلاج مرت بى فترة اكتئاب نفسى شديدة.. وأُحْليتُ إلى التقاعد.. وعملت بإحدى الشركات. سمعت صوت نفير السيارة يستدعينى لاستكمال الرحلة.. كنت فى حالة تشبه الصلاة. كادت تفر من عينى دمعة.. ولكننى تذكرت أول درس تعلمته. القائد الحق لا يبكى رجاله أبداً.