دائما ما يربت الله على قلوبنا دون أن ندرى،ومن كرمه علينا يمنحنا الفرصه مرة ومرات لكى نرصد حكمته لكننا نلهو عنه ونحيد ،فاذا تأخرنا عن موعد ذهابنا للعمل عشر دقائق لعنا اليوم ونعتناه بالسواد وأسدلنا الستائر السوداء على باقى ساعاته،وحكمنا عليه أنه لن يمر بسلام ولم نمنح أنفسنا فرصة للتفكر فى حكمة التأخيرلعشر دقائق ربما كانت نجاة لنا من حادث مروع، و قد نكون جنبتنا شرا لا نقدر عليه ،وأن الله قد غير لنا مسارنا اليومى لينقذنا من ورطة كبرى ،إننا فقط نمضى قدما بلا تفكير فى رحمة الله،فإن تعثر بنا الحال كنا قانطين وإن يسر لنا رددنا كلمة الحمد صما عن ظهر قلب،ولكنها ليست من عمق القلب،أنها خاليه من الامتنان والعرفان، لأنها لم تأت بتفكر وتأمل فى رسائل الله لنا وتحذيراته ونصائحه التى قد تأتينا فى اشكال عدة ،تأتينا فى شكل امرأة عجوز لازالت قادرة على ارتياد الشارع، فى شكل طفل يبتسم لك من نافذة سيارة ،فى شكل طائر اختارك لكى يسقط علي كتفك فضلاته فتضطر أن تنظر الى السماء التى تمشي تحتها دون ان تدرك قدرتها عليك،ليذكرك أن تذكر الله ذهابا وعودة ، أن تلتفت اليه من وقت لآخر،كيف نشعر اذن برسائل الرب الا اذا استفقنا من ثباتنا ولهونا ومنحنا انفسنا فرصه للتأمل؟! انه المرض يا صديقى الذى يمنحك فراغا وألما وهما كافيا للتأمل والتفكر ولاداعى ان تنتظر حتى تمرض لكى تتفكر فى الله فقط ساعد نفسك ان تلتقط اشارات الرب، فقد قضيت اثنين وعشرين يوما على فراش المرض فى غرفه بيضاء شاحبه صماء ذات نافذة زجاجيه تطل على حوائط اسمنتيه ذات نوافذ مصمطه كنت أحاول كل ليله وأنا وحيدة اناجى الله لكنى شعرت بأنه بعيد ،وأن تلك الحوائط الاسمنتيه تقف عائقا أمامى ، وأن يد الله لن تصل الى ،فهى قابعة خلف تلك الحوائط، حتى أراد الله بى خيرا وأنار بصيرتى واكتشفت أن النافذة المقابله لنافذتى يحج اليها كل صباح اليمام والعصاقير لأن أحد الرحماء كسر زجاجها ليضع اطباق الطعام والماء لمخلوقات الله الطائرة ، ولم اكن أراها أو اسمعها لانى منشغله بحالى متقوقعه على مرضى ولم اتفكر فى حكمة الله، وبالتالى لم تكن مناجاتى إلا ترديدا أجوف، لم أخلص للدعوات ولم أترك قلبى يثق بالله ،كانت مناجاة سطحيه فحسب ،هكذا احتميت بيد الله التى منحتنى القدرة على الاحتمال والاطمئنان طالما أنه موجود يربت على وجعى، فلن أخاف شيئا قضى الله أن يكون مفعولا. لمزيد من مقالات ناهد السيد;