خيم أمس الملف النووى الإيرانى على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث عقدت الدول الموقعة على الاتفاق النووى الإيرانى اجتماعا فى نيويورك وسط أجواء من التوتر، إلا أنه لم يسفرعن نتائج واضحة تسمح بالخروج من الطريق المسدود لمصير ذلك الاتفاق الذى يريد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تعديله ويهدد بالانسحاب منه. كما طالب روحانى - خلال مؤتمر صحفى فى نيويورك - ترامب، بتقديم اعتذار إلى الشعب الإيرانى بعد وصف الأخير إيران بأنها تنتمى إلى «مجموعة صغيرة من الأنظمة المارقة». كما وصف طهران بأنها «دكتاتورية فاسدة»، وأنها «دولة مارقة باقتصاد ناضب». ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون عقب اجتماع مع نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف وبقية الأطراف الموقعة على الاتفاق، أنه أجرى حوارا «عمليا» مع نظيره الإيرانى ، لكن الولاياتالمتحدة لا تزال لديها «مشكلات هامة» مع هذا الاتفاق. وقال تيلرسون فى مؤتمر صحفي«كانت فرصة جيدة لأن نلتقى ونتصافح، النبرة كانت عملية للغاية، لم يكن هناك صراخ، لم نرم بعضنا البعض بأحذية».ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة تعتبر أن بعض المهل المنصوص عليها فى الاتفاق «غير مقبولة» ولا سيما ما يتعلق بسقوط العديد من الضوابط المفروضة على إيران بعد انقضاء 10 سنوات على توقيع الاتفاق. ويعد هذا اللقاء هو الأول بين الوزيرين الأمريكى والإيرانى منذ تسلم ترامب مفاتيح البيت الأبيض فى يناير الماضي. وبحث المجتمعون - ومن بينهم ممثلو كل من روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إضافة إلى الاتحاد الأوروبى - مستقبل هذه الوثيقة التى أثار الرئيس الأمريكى العديد من الشكوك حولها. وفى محاولة لإرضاء الجانب الأمريكي، عرض الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إمكانية إعادة التفاوض حول بعض استحقاقات الاتفاق ومواضيع مرتبطة به من بينها دور إيران فى الشرق الأوسط.وقال ماكرون إن الاتفاق النووى «غير كاف» بالنظر إلى الضغوط المتزايدة التى تمارسها طهران فى المنطقة. وعلى عكس الموقفين الأمريكى والفرنسي، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى أنه لا حاجة لإعادة التفاوض على أجزاء من الاتفاق الذى أبرمته الدول الكبرى مع إيران عام 2015 ، مؤكدة أن الاتفاق يسير جيدا ويؤدى عمله. وهذا ما أكدته روسيا أيضا.