حرصت مصر خلال السنوات الأخيرة على توطيد علاقاتها الدولية والإقليمية فى إطار استعادة الدور الخارجى المؤثر فى مختلف القضايا العالمية، والمرتبط فى الوقت نفسه بمصالح البلاد العليا. فى هذا السياق، تأتى جولة الرئيس عبدالفتاح السيسى الجديدة لزيارة الصينوفيتنام.. فقد شهدت العلاقات المصرية الصينية تقدما مهما خلال الفترة الأخيرة على جميع المستويات، وتكثفت الزيارات بين المسئولين على مستويات مختلفة مما أسهم فى تعزيز التعاون التجارى والاقتصادي. وسوف تشهد زيارة الرئيس السيسى للصين الشهر المقبل المشاركة فى اجتماعات ملتقى التجارة والصناعة لدول البريكس، الذى يشهد تعاونا مهما بين الأسواق الناشئة والمتقدمة، حيث أكد سفير الصين بالقاهرة سونج أيقوة أهمية مصر كدولة عربية وإفريقية وإسلامية نامية وأكبر دولة من حيث عدد السكان تربط بين الشرق الأوسط وإفريقيا، ولديها قدرة كبيرة للنمو. إلى جانب بحث التعاون الثنائى بين البلدين فى جميع المجالات والتى شهدت تطورا ملحوظا أخيرا، فهناك اتفاق مالى لتبادل العملات ومنطقة صناعية صينية بمحور قناة السويس، ومباحثات حول مشاريع جديدة فى العاصمة الإدارية والعين السخنة، إلى جانب الارتفاع الملحوظ فى نسبة السياحة الصينية لمصر، وغيرها من أوجه التعاون الكثيرة. وستتضمن الجولة أيضا قيام الرئيس السيسى بزيارة العاصمة الفيتنامية هانوي، وهى أول زيارة رسمية من نوعها يقوم بها رئيس مصرى إلى فيتنام فى تاريخ العلاقات بين البلدين. وقد شهدت هذه العلاقات مهما أخيرا، حيث تم تفعيل اللجنة المشتركة المصرية الفيتنامية التى لم تنعقد منذ عام 2008، وفتح المجال أمام دخول استثمارات وخبرات فيتنامية إلى مصر خلال الفترة المقبلة خاصة فى محور قناة السويس والاستزراع السمكي. وهناك اتفاق بين الدولتين على توقيع مذكرتى تفاهم للتعاون فى مجالى الاستثمار والبورصة، وإقامة منتدى أعمال مصرى فيتنامى قريبا وتوقيع 3 مذكرات تفاهم بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ووزارة النقل الفيتنامية للتعاون فى مجال المواني. إن زيارة السيسى لهانوى ستفتح المجال واسعا أمام تعزيز العلاقات بين البلدين سياسيا واقتصاديا، لتشهد حقبة جديدة من العلاقات المتميزة التى تعود بالنفع على شعبى البلدين. لمزيد من مقالات رأى الاهرام