كأننا انتهينا من مشكلاتنا الاقتصادية وصراعتنا السياسة ولم يبق للأمة إلا الدخول فى فتنة دينية جديدة لتضيف الى الساحة مزيدا من الخلافات والشقاق تفتح جرحا بتلك الاقتراحات التى أطلقها الرئيس التونسى الباجى قائد السبسي، والتى طالب فيها بإصدار قوانين تضمن المساواة بين الرجل والمرأة فى الميراث. كلنا نعلم ان الوطن التونسى يعيش ازمة اقتصادية طاحنة تهدد الأمن والاستقرار بعد ارتفاع معدلات البطالة وتراجع النمو، وانخفاض الاحتياطى من العملات الاجنبية الى مستوى غير مسبوق فى العقود ثلاثة الماضية، كنّا نظن ان هذه التحديات هى التى تمثل الاهتمام الأول والأخير للرئيس السبسي، ولكن الذى حدث انه ذهب بعيدا بعيدا ليضرب واحدة من ثوابت العقيدة التى جاءت فى القرآن الكريم ونصت عليها الآيات صراحة على المرأة تحصل على نصف ما يحصل الرجل فى الميراث. هذه الدعوة استنفرت الازهر الشريف ليدخل على الخط ويصدر بيانا يرفض هذه الاقتراحات ويعتبرها طعنة فى قلب العقيدة، ويرد عليه بعض المنتسبين لتيارات المجتمع المدنى بدعوات أكثر تطرفا، وهى أباحة الزواج للمرأة من اكثر من رجل، فهل آن الوقت ان نتوقف عن هذه الفتن حتى لا نستنزف طاقات المجتمع فى هذه المهاترات و نتفرغ للبناء والتنمية والنهوض بالاقتصاد ؟ فاصل قصير: هذه نصيحة لعمال غزل المحلة، أتمنى ان يكون الإضراب الاخير هو آخر الإضرابات، وان يكون العمل والانتاج على مدار الليل والنهار هو شعار المرحلة المقبلة ، فالعمل والعمل فقط هو طوق النجاة لنا جميعا. لمزيد من مقالات هانى عمارة