يوميا وبلا مبالغة، حادث يومى على الأقل، يشهده ميدان المحكمة فى مصر الجديدة، وهو من أكبر الميادين فى حى مصر الجديدة والنزهة، ففى هذا الميدان يتقاطع أكبر الشوارع اتساعا، وهما: شارع الحجاز الممتد من ميدان روكسى وحتى مستشفى هليوبوليس ثم إلى نادى الشمس، وشارع عمر بن الخطاب الممتد من منزل كوبرى المطرية والحلمية مرورا بميدانى التجنيد والمحكمة وحتى تقاطع ش. صلاح سالم المتجه من وإلى مطار القاهرة، وكان يتخلل الشارعين مترو مصر الجديدة الشهير، والذى شاهدناه فى الأفلام القديمة أيام فاتن حمامة ولها محطة باسمها، وماجدة ورشدى أباظة وشكرى سرحان، وغيرهم من عمالقة الفن المصرى الذى كان يمثل القوة الناعمة، والتى ضاعت وسط أفلام المقاولات، وغياب دور الدولة. الدولة قررت أخيرا، إعدام هذا المترو التاريخى، والذى لم أجد له مثيلا فى العالم، بعد أن قررت أيضا مد خطوط «المترو» فى أنحاء مصر الجديدة (الأندرجراوند)، وكان هذا المترو (الترام) فى مصر الجديدة يشغل مساحة فى منتصف الشارع بقضبانه ومحطاته، وبعد قرار الحكومة بإعدام ترام مصر الجديدة، قررت إعادة تخطيط الميادين، ونفذت بالفعل تطويرا لميدان المحكمة، فقامت بتوسعة الميدان بطريقة لا يقال عنها إلا أنها الأسوأ، وأدت إلى حوادث يومية. أزالت مكان المترو وقضبانه، ورصفته، لتضيف شارعا إضافيا فى الذهاب وآخر للعودة، ليصبح (شارعين فى كل أنحاء اتجاه) ويصبان فى ميدان المحكمة الذى اتسع بطبيعة الحال، وهو أسلوب ندر أن يوجد فى أى مكان، لأنه من المتعذر أن يسير طريقان فى كل اتجاه بجوار بعضهما، ويصبان على ميدان واحد، فالحتمى أن يؤدى إلى حوادث، وقد حدث ذلك فعلا، فقد اتخذ المخططون خيار الشارعين، بدلا من زراعة مكان المترو، وجعله حديقة تتفق مع طبيعة مصر الجديدة، وظهر هؤلاء باعتبارهم معادين للخضرة، وقد تكون الحجة عند هؤلاء التوسعة للشوارع، إلا أنها حجة تستلزم إلغاء الشارع الإضافى وزراعته كحديقة تصبح متنفسا لجماهير المنطقة، بديلا عن التلوث، وبديلا للحوادث التى تقع يوميا بلا مبالغة للمرة الثانية.. فما هو سبب الحوادث إذن؟ مع اتساع الميدان، تم تركيب إشارات عندما ينتهى اللون الأحمر، تظهر علامة اللون الأصفر (التحذير) بأرقام ثلاثة (3 - ثم -2- ثم -1) وهى تسمح للسيارات باستكمال العبور، إلا أن السيارة لا تستطيع استكمال عبور الميدان، حيث تجد الإشارة العكسية، قد فتحت، فتقع الحادثة، وشاهدت ذلك أمامى وبنفسى، وبحكم مرورى اليومى من نفس المكان، أى أن هناك خطأ فى الإشارات تسبب فى الحوادث اليومية، وهناك تخطيط خطأ لهذا الميدان يستدعى مراجعته فورا حرصا على أرواح الناس. وأقترح أن يتم تغيير منظومة الإشارات، وإلغاء الشارع الإضافى وتحويله إلى حديقة خضراء ، وأن يحدث ذلك فى كل أماكن المترو، بعد إزالة القضبان.. وللأمانة فإن توسعة الشارع من منزل كوبرى المطرية والحلمية حتى إشارة كوبرى التجنيد، كان ضروريا، مرورا بميدان الحلمية أمام نادى 6 أكتوبر للقوات المسلحة، بينما المسافة من كوبرى التجنيد وحتى ميدان المحكمة، كان المكان يحتاج إلى حديقة مكان قضبان المترو وليس شارعا إضافيا أدى إلى حوادث لا حصر لها راح ضحيتها مواطنون، وأصيب آخرون، وتحطمت موتوسيكلات وسيارات بلا حصر. حذرت المنفذين للميدان، فى أثناء عملهم، حيث تابعت عملهم باهتمام، وتخيلت ما يمكن أن يحدث، وقلت لهم: أنتم تنفذون أسوأ ميدان فى مصر، راجعوا الأمر، وقد أثبتت التجربة سلامة وجهة نظرى، وكلما شاهدت حادثا وطرقعة سيارة مع موتوسيكل، وجثثا فى الهواء، فى هذا المكان، أتذكر ما قلته لهم وأقول: ياليتهم يستمعون لآراء الآخرين، بدلا من التمسك بآرائهم الخاطئة!! إننى أطالب وزير النقل، ومحافظ القاهرة، بزيارة الميدان على الطبيعة، ولدى الاستعداد لمصاحبتهما لتبيان حقيقة هذا الميدان فى مواجهتهم حرصا على أرواح الناس وممتلكاتهم، ولا نكون كالدبة التى أرادت الخير لصاحبها فقتلته. من أعطى وزارة الأوقاف ترخيصا لعمل سور حديدى حول المبنى من كل جانب خارج الرصيف، ويضم الرصيف إلى الوزارة، ويؤدى إلى تضييق شارع شريف، بوسط القاهرة، أكثر مما هو ضيق بطبيعته؟! ومطلوب من محافظ القاهرة إزالته فورا، وكفى عبثا بالمال العام ومصلحة المواطنين، فالمواطنون يضطرون للسير فى الشارع لعدم وجود رصيف!! ويعرضهم للحوادث. لمزيد من مقالات د.جمال زهران