استضافت جمعية الشبان المسيحية ندوة رابطة الأدب الحديث وجمعية شعراء العروبة التى خصصتها لمناقشة رواية «رئيس التحرير.. أهواء السيرة الذاتية» للكاتب والشاعر أحمد فضل شبلول. أدار الندوة الأديب فايز جعفر نيابة عن رئيس الرابطة الشاعر محمد على عبدالعال. بدأت الندوة بكلمة الناقدة د. ثريا العسيلى حيث تحدثت عن جماليات الرواية، وأوضحت ما يقصده المؤلف من كلمة «أهواء» التى جاءت بالعنوان، مبرزة الفارق بينها وبين «أصداء» التى عنون بها الكاتب الكبير نجيب محفوظ أحد أهم كتبه وهو «أصداء السيرة الذاتية» وكيف كان المؤلف «شبلول» دقيقا فى استخدامه كلمة «أهواء» التى تكشف عن جوانب كثيرة من الرواية وعلاقة السارد العاطفية ببطلة الرواية المصرية «منى فارس» وبطلة الرواية الخليجية «الجوهرة إبراهيم» فضلا عن علاقة تلك الأهواء بمدينته الإسكندرية موطن المؤلف. وأشارت ثريا العسيلى إلى الزجاجة المملوءة بمياه بحر الشاطبى التى حملها السارد معه فى غربته، ووضعها على مكتبه فى المجلة «فى الغربة» قبل أن يشرع فى العمل، وقرأت الجزء الذى يقول فيه المؤلف: «أمسكتُ بزجاجة الماء الموجودة على طرف مكتبي، فتحتها وشممتها، فحضرت الإسكندرية كلها، وهاجرت معى ببحرها ورمالها، شمسها وناسها، ازدحامها ومقاهيها، بنات لياليها، وعماراتها الشاهقة التى شوهت الكورنيش، وكتبتُ: غنيتُ غربتى/ من منكمو ..غنّى لضيعةِ الأحلامِ والطريق/ لضيعةِ الصديق/ من منكمو..؟/ البحرُ فى فمى/ واسكندريةُ المهاجرةْ / تبيتُ فى دمى/ وتستحمُّ فى ضلوعى/ وترتمى على رمالِ غربتي!». ثم تعرضت الناقدة إلى الأزمنة المتعددة والأماكن المختلفة التى تدور فيها أحداث الرواية، ما بين يناير 1977 حيث انتفاضة 18 و19 يناير، ويناير 2011 حيث ثورة 25 يناير، مع الإشارة إلى استخدام تقنية الاسترجاع والتقدم إلى الأمام، بينما تعددت الأماكن ما بين الإسكندرية والقاهرة وأبوظبى وبغداد والبتراء الأردنية، والخليج بصفة عامة، حيث لم يحدد السارد اسم مكان بعينه فى الخليج تدور فيه معظم أحداث الرواية. وأشارت إلى مقاطع الشعر المختلفة التى استعان بها المؤلف فى بعض فصول الرواية، سواء كان هذا الشعر من تأليفه تأليفا سابقا على الرواية، أو تأليفا فى أثناء كتابته الرواية، أو كان الشعر لغيره من الشعراء مثل شعر على الجارم أو جميل صدقى الزهاوى أو جليل البيضانى فى أثناء حديثه عن مؤتمر ثقافى حضره السارد فى بغداد. وقد اعترض الكاتب والناقد السورى محمد غازى التدمرى مؤكداً أن هذا يعيب الرواية، وأنه كان يجب على المؤلف أن يضع مثل هذه الأشعار فى هامش الرواية وليس فى متنها. كما يرى أن هناك خلطا فى عنوان العمل نفسه بين مصطلح «الرواية» ومصطلح «السيرة الذاتية» وأنه لا يجوز الجمع بينهما فى عمل واحد، وقال إنه كان يفضل أن يكتب على غلاف العمل «متوالية سردية» بدلا من «رواية». واختلف الكاتب الروائى أحمد محمد عبده مع آراء الناقد السورى التدمري، قائلا إن الرواية الجديدة تتحمل أشكالا مختلفة من الإبداع، وأنه لا يوجد كتالوج محدد يسير عليه الكتاب والمبدعون.