مهما غابت شمس الحقيقة حتما ستشرق من جديد .. تصويت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو بالأغلبية لصالح مشروع قرارعربي، يعتبر القدس مدينة محتلة ويرفض سيادة إسرائيل عليها،هو بارقة امل جديدة فى الصراع الطويل مع سلطة الإحتلال الإسرائيلى ورسالة مهمة تؤكد على أهمية اليونسكو كمنظمة تمثل الضمير اليقظ فى العالم الحريص على القيم والمبادىء الأهمية فى القرار أنه جاء من أكبر منظمة عالمية تتبع الأممالمتحدة تعنى بالتربية والثقافة والعلوم وتحاول قدر المستطاع أن تبتعد عن الصراعات السياسية والإنحياز اليونسكو تهتم بإحياء التراث فى كل مكان بالعالم وتعمل من أجل الحفاظ على الكنوز الأثرية والثقافات المتنوعة . القرار التاريخى الذى حظى بتاييد 22 عضوا فى مقابل معارضة 10 دول هى الولاياتالمتحدة وإيطاليا والمملكة المتحدة وهولندا وليتوانيا واليونان وباراجواى وأوكرانيا وتوجو وألمانيا قد لا يتكرر فمنذ إحتلال القدسالشرقية عام 1967 والخوف كل الخوف من أن تتغير المعالم ويستمر الاحتلال القسرى إلى ما لا نهاية غير ان هذا القرار القوى جاء بمثابة قبلة الحياة للقدس . امتنعت 23 دولة عن التصويت وهذا معناه انه لا ثقة فى الوضع القائم . الشكر لمصر والجزائر ولبنان والمغرب وسلطنة عمان والسودان وقطر على التقدم بمشروع القرار الذى طالبن به فلسطين . ويكفى أنه أثار غضب عارم داخل إسرائبل وتعرضت المنظمة العالمية بسببه إلى الهجوم العنيف. مشروع القرار يؤكد أهمية مدينة القدس القديمة وأسوارها للأديان السماوية الثلاثة، الأسلام والمسيحية واليهودية ويذكر بأن جميع التدابير التشريعية والإدارية وغيرها من الإجراءات التى تتخذها إسرائيل والتى تغير أو ترمى إلى تغيير طابع مدينة القدس ووضعها القانونى ولا سيما القانون الأساسى الذى سنته إسرائيل بشأن القدس إنما هى تدابير وإجراءات لاغية وباطلة ويجب إلغاؤها وإبطالها فورا. ويشمل القرار أيضا الاعتراف بأن المقابر فى مدينة الخليل وببيت لحم مقابر إسلامية. ويطالب بضرورة إيفاد بعثة اليونسكو للرصد التفاعلى إلى مدينة القدس القديمة وأسوارها. وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكي، أشاد بنتائج تصويت المجلس التنفيذى التابع لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، باعتماد القرارين الخاصين بفلسطين وهما: فلسطينالمحتلة، والمؤسسات الثقافية والتعليمية. وشكر المالكى - فى بيان صحفى الدول التى صوتت لصالح هذه القرارات ودورها فى الحفاظ على المقدسات فى فلسطين، مؤكدا أنه «رغم محاولات الحكومة الإسرائيلية اليائسة لتقويض قرارات فلسطين فى اليونسكو، إلا أن العالم صوت لصالح قراراتنا، مختارا أن يقف بجانب الحق فى وجه الظلم والاحتلال وسياساته غير الشرعية». وردا على ذلك أمر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو باقتطاع مليون دولار من الأموال التى تحولها «إسرائيل» إلى الأممالمتحدة وحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة، فإن نتنياهو قال «إن المعاملة السيئة للأمم المتحدة تجاه إسرائيل تكلف ثمنًا».. ووصف قرار اليونسكو بأنه «عبثى وخطوة من قبيل الهذيان، وأن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدى حيال محاولات الأممالمتحدة لإنكار سيادة اسرائيل فى القدس».