رحب الأمين العام للأمم المتحدة بالاتفاق الذى توصلت إليه روسياوإيران وتركيا فى آستانة عاصمة كازاخستان بخصوص إنشاء مناطق آمنة فى سوريا، تهدف إلى إرساء اتفاق وقف إطلاق النار المعلن منذ نهاية العام الماضى. وأكد أنطونيو جوتيريش فى بيان له أن «الأممالمتحدة تقف إلى جانب أى اتفاق هدفه وضع حد لاستخدام كل الأسلحة، وخصوصا الوسائل الجوية، والتعهد بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة». وأعرب جوتيريش عن الأمل فى مساهمة الاتفاق بين موسكووطهران وأنقرة فى وقف العنف، مشيرا إلى ضرورة التزام جميع أطراف الأزمة فى سوريا فى تطبيقه. من جانبه، وصف ستافان دى ميستورا المبعوث الدولى إلى سوريا الاتفاق بأنه «خطوة مهمة وفرصة قوية»، وقال «أعتقد أن ما حدث هو خطوة مهمة مع فرصة قوية لتوفير تأثيرات إيجابية بشأن تخفيف تصعيد الأزمة». وأضاف المبعوث الدولى لسوريا أن «3 دول لديها قدرات عسكرية فى سوريا، قررت أن تلزم نفسها بذلك عبر التوقيع، فى محاولة لجعل هذا الاتفاق فعالا على الأرض»، معربا عن أمله فى أن يعطى التوقيع على اتفاق «آستانة 4»، دفعة إيجابية لمحادثات جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة. وفى برلين، رحبت الحكومة الألمانية بالاتفاق، وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة إن «إقامة مناطق تهدئة من الممكن أن يكون خطوة على الطريق السليم. الأمر يتوقف الآن على ما إذا كان سيتم تطبيق هذا الاتفاق فعليا». وقال زايبرت إنه يتعين على روسيا على وجه الخصوص ضمان التزام الحكومة السورية بالاتفاق، موضحا أنه إذا تم النجاح فى إقامة مثل هذه المناطق التى ستتيح الفرصة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، فإن ذلك سيكون «خطوة مشجعة». وفى باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس أخذت علما بالاتفاق الذى تم التوصل إليه فى آستانة، وقال رومان نادال المتحدث الرسمى باسم الوزارة إن بلاده تنتظر أن تترجم هذه الالتزامات إلى واقع وتسمح بايصال المساعدات بدون عائق إلى كل الأراضى السورية بما فى ذلك فى المناطق المحاصرة. وأضاف أن الانتقال السياسى الفعلى وفقا لقرار مجلس الأمن 2254 هو السبيل الوحيد لانهاء الأزمة السورية ودحر الإرهاب. وفى السياق نفسه، أبدت وزارة الخارجية الأمريكية تحفظ إدارة الرئيس دونالد ترامب على الدور الإيرانى باعتبارها ضامنا لاتفاق الآستانة. وأكدت الوزارة فى بيان لها أن الدور الإيرانى فى الأزمة السورية ساهم فى تصاعد أعمال العنف، وليس تهدئة الأوضاع وحل الأزمة، مشيرة إلى أن مساندة طهران للرئيس السورى بشار الأسد ساهم فى تعميق مأساة الشعب. وأوضح البيان أن فشل كل الجهود السابقة فى حل الأزمة السورية، يزيد من تحفظ واشنطن على الدور الإيراني، معربة فى الوقت نفسه عن أملها فى نجاح تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع. جاء هذا فى الوقت الذى كشفت فيه مصادر إعلامية عن أن لقاء قريبا سيعقد ما بين ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكى ونظيره الروسى سيرجى لافروف فى ولاية ألاسكاالأمريكية لمناقشة بنود الاتفاق وكيفية تنفيذه. وعلى صعيد متصل، ذكرت المعارضة السورية المسلحة أنها لا تستطيع قبول الخطة الروسية لإقامة مناطق آمنة فى سوريا لأن ذلك يهدد وحدة الأراضى السورية، وأشارت إلى أنها لن تعترف بإيران دولة ضامنة لأى خطة لوقف إطلاق النار. وقال أسامة أبو زيد عضو وفد المعارضة بالآستانة إن «المعارضة تريد أن تحافظ سوريا على وحدتها»، وأضاف «نحن ضد تقسيم سوريا. أما بالنسبة للاتفاق فنحن لسنا طرفا فيه وبالطبع لن نؤيده أبدا طالما توصف إيران بأنها دولة ضامنة». من جهته، قال إلكسندر لافرينتيف رئيس الوفد الروسى إلى مفاوضات الآستانة إنه «يحظر على طيران التحالف الدولى بقيادة واشنطن العمل فى أجواء المناطق التى تم تحديدها فى سوريا منذ التوقيع على المذكرة الخاصة بإنشائها». وأوضح لافرينتيف أن هذا الحظر ليس مسجلا فى الاتفاق، ولكن هذه المناطق مغلقة منذ الآن أمام طلعات التحالف الدولي، مضيفا أن الدول الضامنة ستتابع عن كثب عمليات التحالف فيها. وأشار إلى أن الأهداف التى يسمح للتحالف الدولى بضربها فى سوريا هى مواقع «داعش» فى منطقة الرقة وفى عدد من البلدات قرب الفرات، وفى دير الزور. وعن نظام الرقابة على وقف إطلاق النار، كشف لافرينتيف أن العمل على صياغته لم يكتمل بعد، حيث إنه لم يتم حتى الآن تحديد الدول التى سترسل مراقبيها إلى مناطق وقف التصعيد.