تصدر مرشحا الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون وماري لوبان نتائج الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة الفرنسية، التي أقيمت صباح أمس، حيث يخوضان الجولة الثانية في 7 مايو المقبل. وبحسب نتائج استطلاع رأي لمركز «إيبسوس»، تصدر ماكرون مرشح الوسط السباق نحو الإليزيه بعد حصوله علي 23٫7٪ ، مقابل حصول لوبان مرشحة اليمين المتطرف علي 21٫7 ٪ من إجمالي أصوات الناخبين البالغ عددهم مليون ناخب، فيما حل بالمركز الثالث مناصفة فرنسوا فيون وجان لوك ميلانشون بنسبة 19٫5 لكل منهما، وحصل بونوا هاموند علي 6٫7٪. وفي وقت سابق، أظهرت نتائج أولية - غير رسمية - تقدم ماكرون في الجولة الأولي، ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية عن قناة «آر تي بي اف» البلجيكية أن ماكرون حصل علي 24٪ من أصوات الناخبين في فرنسا، فيما صوت أغلب الناخبين الفرنسيين في كندا باستثناء مونتريال، والولايات المتحدة لصالحه، يليه فرانسوا فيون في المركز الثاني، وجان لوك ميلانشون في الثالث. ووفقا لمعطيات القناة البلجيكية فقد صوت لصالح ماكرون في كندا والولايات المتحدة 45٫35٪ من الناخبين و25٫33٪ لصالح فيون و14٫05٪ لصالح ميلانشون. وتصدر ماكرون استطلاعات الرأي من أصل 11 مرشحا يتواجهون في الجولة الأولي، تليه مرشحة اليمين المتطرف ماري لوبان، يتبعهما بفارق طفيف المحافظ فرنسوا فيون وزعيم اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون. وفي السياق نفسه، أعلنت الداخلية الفرنسية أن نسبة الإقبال علي الانتخابات الرئاسية الفرنسية وصلت 69٫42٪ عند الخامسة مساء حسب التوقيت المحلي، فيما كانت نسبة التصويت في نفس التوقيت في الانتخابات الرئاسية الماضية عام 2012، وصلت70٫52٪، بينما امتنع نحو 23٪ من الناخبين البالغ عددهم 47 مليونا. وأغلقت مراكز الاقتراع الساعة الثامنة مساء بتوقيت القاهرة. وقال المعلقون علي الانتخابات إن انخفاض نسبة المشاركة عززت من موقف لوبان، التي كان أنصارها أكثر حماسة وإصرارا علي الإدلاء بأصواتهم من أنصار المرشحين الآخرين. ومع فتح أبواب مراكز الاقتراع، أدلي المرشحون ال11 للانتخابات في الجولة الأولي بأصواتهم بمناطق مختلفة في فرنسا، فيما اتجه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلي معقله السياسي في تول بمدينة كوريز جنوب غرب البلاد للإدلاء بصوته. وصوت ماكرون -39 عاما- برفقة زوجته في مدينة لوتوكيه الساحلية شمال البلاد في حين اعتقلت الشرطة الفرنسية ستة نساء من الحركة النسائية «فيمن» تظاهرن ضد مرشحة اليمين المتطرف أمام مركز الاقتراع المقرر أن تصوت بداخله المرشحه حيث ارتدت المحتجات أقنعة للوبان وللرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وعرض ماكرون - وزير الاقتصاد السابق وأصغر المرشحين سنا- برنامجا ليبراليا سواء في الاقتصاد أو المسائل الاجتماعية، حيث بني حملته علي خط مؤيدة لأوروبا. في المقابل، راهنت لوبان -48 عاما- رئيسة حزب الجبهة الوطنية، علي الموجة الشعبوية التي حملت الرئيس دونالد ترامب إلي البيت الأبيض ودفعت بريطانيا إلي اختيار الخروج من الاتحاد الأوروبي، للفوز في الانتخابات. ووصفت نفسها بأنها «وطنية»وترغب في سحب بلادها من اليورو واتفاقية شينجن للتنقل عبر الاتحاد الأوروبي حيث تعتبر هذه الاتفاقية سببا في أن فرنسا أصبحت محطا للمهاجرين وهي خطوة تمثل - إذا تم تنفيذها - ضربة قاضية إلي الاتحاد الأوروبي الذي بات في وضع هش بعد «بريكست». وكانت الحملات الانتخابية قد شهدت عدة مفاجآت حيث تراجع المحافظ فرنسوا فيون الذي كان الأوفر حظا بعد فوزه الكبير في الانتخابات التمهيدية لحزبه، في استطلاعات الرأي بعد الكشف في نهاية يناير الماضي عن فضيحة وظائف وهمية في البرلمان استفادت منها زوجته واثنان من أولاده، إلا أن فيون يراهن علي خبرته السياسية حيث قضي سنوات رئيسا للوزراء. وشهد الشوط الأخير من السباق مفاجأة أخيرة كانت تقدم مرشحا آخر هو جان لوك ميلانشون، الاشتراكي السابق الذي أصبح ممثلا ل»فرنسا الآبية»، والذي نجح في تخطي الفارق مع فيون في استطلاعات الرأي. أمنيا، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية إعادة فتح مركز اقتراع في شرق فرنسا بعد أن تم إخلاؤه لفترة بسبب سيارة مشبوهة كانت تقف أمام المركز. وقال المتحدث أن خبراء المفرقعات فحصوا السيارة ولكنهم أكدوا عدم وجود مواد خطرة. جاء ذلك في الوقت الذي انتشر فيه 50 ألف شرطي وسبعة آلاف عسكري في جميع أنحاء البلاد لتأمين أكثر من 67 ألف مركز انتخابي علي مستوي البلاد خاصة وأن عملية الاقتراع تجري بعد ثلاثة أيام من اعتداء في شارع الشانزليزيه بقلب باريس تبناه تنظيم داعش الإرهابي وأدي إلي مقتل شرطي. ويشار إلي أن فرنسا شهدت منذ مطلع 2015 سلسلة اعتداءات إرهابية أوقعت 239 قتيلا، وهي أول انتخابات رئاسية تجري في ظل حال الطوارئ التي تم فرضها بعد اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس.