كنت أتحدث مع صديقي د.أحمد زويل بعد يوم حافل ما بين المحكمة الدستورية العليا وآداء اليمين الدستورية ولقاء جامعة القاهرة وهذا الحشد المهيب واحتفالية قواتنا المسلحة وتسليم متحضر للسلطة كل ذلك في يوم واحد إحتفالا برئيس مصر الجديد د. محمد مرسي.. قلت للدكتور زويل انت تحدثنا دائما عن الجينات الوراثية وعلاقتها بالحضارة لقد إتضح ذلك في حياة المصريين في يوم واحد رغم كل ما ظهر في حياتنا من سلبيات في الشهور الماضية يلوح لنا سلوك حضاري رائع.. رئيس جمهورية منتخب بإرادة شعبية وانتخابات حرة.. يمين دستورية امام أعلي سلطات القضاء.. إحتفالية عسكرية رائعة تسلم فيها قواتنا المسلحة بكل الشموخ رئاسة الدولة لرئيس جديد بدون إنقلابات عسكرية أو طمع في السلطة أو إصرار علي البقاء.. قال د. زويل هذه هي ثوابت ومكونات الإنسان المصري تاريخ حضاري عميق.. وعي بأهمية اللحظة.. إدراك للمسئولية والدور والانتماء الحقيقي..هذه هي مصر التي يظهر معدنها دائما في الظروف الصعبة والاختيارات القاسية كان المشهد رائعا وقادة الجيش المصري وعلي رأسهم المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري يسلمون السلطة للرئيس الجديد بكل الوقار والشموخ هذه هي العسكرية المصرية العظيمة.. كانت كلمة المشير طنطاوي وهو يرحب بالرئيس الجديد شهادة إنتماء حقيقية للوطن وكانت كلمة د. محمد مرسي الرئيس المدني شهادة عرفان لجيش مصر وقد تحمل الكثير منذ قامت الثورة وكان وفيا لعهده.. قليلة جدا تلك الجيوش التي وصلت إلي السلطة وتركتها عن زهد واقتناع وولاء للوطن.. وقليلون هم القادة العسكريون الذين حافظوا علي البقاء وسط جنودهم وبين رفاق السلاح دفاعا عن الأرض وإيمانا بأن مسئولية الجيوش هي حماية الأوطان وليس دهاليز السياسة.. إن ما حدث في مصر يوم30 يونيو يكتب صفحة جديدة في تاريخ شعب متحضر واع هذا الشعب هو الذي قدم للوطن هذه النخبة العسكرية الرائعة وهذا الرئيس الجديد بكل ما لديه من حماس ورغبة في خدمة هذا الوطن..إن ما حدث بين المجلس العسكري والرئيس الجديد في تسليم السلطة درس يليق بمصر الوطن والتاريخ والشعب العظيم. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة