فاز الفيلم الامريكى مونلايت او ضوء القمر بجائزة الاوسكار لافضل فيلم وهى الجوائز الاشهر فى العالم رغم انها للافلام الامريكية او الناطقة بالانجليزية فقط باستثناء جائزة واحدة وهى اوسكار افضل فيلم اجنبي. والفيلم الذى تدور احداثه فى عالم السود بأمريكا او الامريكيين الافارقة امتاز بحساسية سينمائية عالية وقدرة مذهلة على السرد القصصى السلس. يتابع الفيلم ثلاث مراحل من عمر رجل اسود (شيرون) من طفولته لمراهقته حتى شبابه. تدور اغلب الاحداث فى ليبرتى سيتى بولاية ميامى الامريكية عندما يعثر تاجر المخدرات الكوبى خوان (يلعب دوره الممثل ماهرشالله وحصل على جائزة افضل ممثل مساعد فى هذا الفيلم) على طفل يلقب بالصغير مختبئا فى ركن بالشارع لهروبه من عنف اقرانه. خوان يكتشف ان الطفل خجول ويعيده لامه التى تبدو عصبية و عنيفة. تنشأ صداقة بين الديلر مع الطفل ويعطى له الكثير من الحنان. يعلمه خوان العوم وامور اخرى كثيرة ليكتشف طريقه فى الحياة. تصطدم ام الطفل مع خوان عندما ينهرها عن شرب المخدرات علنا فتتهمه انه السبب فى بيعها من الاساس. يعترف شيرون لخوان انه يكره امه ويقول له الاخير انه لديه حق. وعندما يعايره الاطفال يقول له انه ليس عليه ان يخجل اذا كان مثليا و يعلمه الا يجعل احدا يسخر منه. ثم يسأل الطفل خوان عما اذا كان بائع مخدرات فيصمت الكوبى خجلا. فى سنوات المراهقة، يحاول شيرون ان يتجاهل عنف الصبية السود حوله. ويقضى وقتا كثيرا مع تيريزا حبيبة خوان الذى يبدو انه توفي. ويعانى من الابتزاز المالى لأمه المدمنة . لا يرتاح شيرون لصديق الا « كيفن» ويكتشف معه ميوله المثلية. بعدها يدفع الصبية كيفن لضرب شيرون هو وعدد من الاقران وشيرون لا يرد عليهم لانه يعرف ان الصبى تيرول هو الذى دفعهم لذلك. يسألهم المحققون عمن ضربه فيرفض الافصاح ويذهب للانتقام من تيرول بنفسه ويحطم الكرسى على رأسه من الخلف. فيقبض عليه. فى سن الشباب نرى شيرون وقد اصبح تاجرا للمخدرات فى اطلانطا. و بناء على الحاحها يذهب لزيارة امه المقيمة فى احد مراكز علاج الادمان. و هناك يعترف لها انه لا يشعر بالتعاطف معها تقريبا فتبادره الاعتراف انها تتأسف لكونها تخلت عنه وقتما كان محتاجا لها وانها تحبه لانه من دمها. يرتاح شيرون لسماعه ذلك ويسامحها. ويذهب بعدها لميامى لمقابلة صديقه القديم كيفن. يتعجب الاخير من مظهر شيرون الذى اصبح مفتول العضلات عابس الوجه فى صورة نمطية للمجرمين السود.ويعترف كيفن ان الحياة ايضا ذهبت به بعيدا جدا عما كان يحلم به لكنه سعيد على اى حال بحياته. يبدو ان الحب مازال قائما بينهما رغم السنوات عندما يقول له شيرون انه لم يرتح لاحد مثلما ارتاح معه. فيلم صادم لكنه مصنوع بحرفية شديدة وعذوبة فى الحكي. و بالاضافة لاوسكار افضل فيلم حصل على اوسكار افضل سيناريو معد عن نص سابق. وهو مستند على مسرحية للكاتب الاسود تاريل ماكرينى الذى كتب السيناريو مع مخرج الفيلم بارى جينكنز عن احداث حقيقية مر بها. وحصل الفيلم على اوسكار افضل ممثل مساعد لماهرشالله على كأول مسلم يحصل على جائزة اوسكار فى التمثيل. وهو كذلك افضل فيلم عن حياة المثليين يحصل على مثل هذا التقدير. والحق ان هذا النوع من الافلام بدأ يعرف طريقه للجوائز العالمية من عدة سنوات واهم الامثلة حصول فيلم ازرق هو ادفأ الالوان لعبد اللطيف كشيش على السعفة الذهبية لمهرجان كان منذ عامين. والذوق الغربى فى المهرجانات وعالم السينما عموما اصبح متسامحا ومتقبلا لاظهار حياة المثليين بل ويعتبر تقديمها شجاعة. رغم ان الغرب نفسه كان يدينها ويصنفها ضمن جيتوهات منذ سنوات قليلة. ويأتى فوز فيلم ضوء القمر بالأوسكار ردا على اتهام الاوسكار طوال سنوات وخاصة العام الماضى انها جوائز يحتكرها البيض. فتم ضم نسبة ضئيلة من السود هذا العام ضمن اعضاء الاكاديمية المصوتين للاوسكار. لكن لأن التصويت للجوائز تراكمى فيبدو ان ضوء القمر اختاره شبه اجماع فى مرتبة ثانية فجعله حساب النقاط هو الفائز. لكن الفيلم حصل كذلك على اجماع نقدى لجودته من اكثر من 300 ناقد عالمي. وقال دافيد رونى من هوليوود ريبورتر ان التصوير ساحر وملىء بالمشاعر الدافئة وان الفيلم سيلمس قلوب الكثيرين لتفهم مشاعر البطل فى البحث عن هويته. ان اقوى ما فى الفيلم حقا ان البطل يشعر انه وحيد فى هذا العالم. وقال دافيد رونى من تايم اوت نيويورك ان الفيلم متكامل لانه يعيدنا لوظيفة السينما الحقيقية التى تساعدنا على الفهم والاقتراب اكثر من البشر. بينما قال جوستين شانج من لوس انجلوس تايمز ان الفيلم ملئ بالحكمة. واضاف مايكل وود من لندن ريفيو اوف بوكس ان الفيلم تراجيديا عظيمة عن حيرة البشر. لمزيد من مقالات احمد عاطف;