سنتكوم تعلن تدمير مسيّرتين ووحدة قيادة تابعة للحوثيين في اليمن    نصر الله: لدينا ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا    حماس: تأكيد جديد من جهة أممية رفيعة على جرائم إسرائيل في غزة    «نرجس ونورهان» تودعان تشجيع «الأهلى» على الطريق السريع    طقس اليوم الخميس 20 يونيو.. حر شديد في أول أيام الصيف    «الهجرة» تتابع أوضاع المفقودين وعودة جثامين الحجاج    حرب الاتهامات تشتعل بين مندوبي السودان والإمارات في مجلس الأمن (فيديو)    سعر البطيخ والبرقوق والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 20 يونيو 2024    يورو2024، إنجلترا تسعى لتسجيل اسمها كأحد المنتخبات القوية المرشحة للقب أمام الدنمارك    تقارير: «الشناوي» على رادار الوحدة السعودي    الآلاف في رحاب «السيد البدوى» احتفالًا بعيد الأضحى    ارتفاع عدد ضحايا الانهيارات الأرضية إلى 10 أشخاص في بنجلاديش    مصرع 16 وإصابة 42 فى حوادث طرق ب 9 محافظات    العطلة الطويلة جذبت الكثيرين إلى المصايف| أين قضى المصريون الإجازة؟    كشف ملابسات تضرر أحد الأشخاص من رجال الشرطة    تصل إلى 200 ألف جنيه.. أسعار تذاكر حفل عمرو دياب في الساحل الشمالي في يونيو    هيئة الداوء تحذر من 4 أدوية وتأمر بسحبها من الأسواق    أسرع مرض «قاتل» للإنسان.. كيف تحمي نفسك من بكتيريا آكلة اللحم؟    بوتين: روسيا ستواصل تعزيز العلاقات وتطوير التعاون مع فيتنام    وفاة عروسة أثناء حفل زفافها بالمنيا    yemen exam.. رابط الاستعلام عن نتائج الصف التاسع اليمن 2024    التخزين الخامس خلال أيام.. خبير يفجر مفاجأة بشأن سد النهضة    بعد بيان الأبيض.. اتحاد الكرة يبحث عن حكم أجنبي لإدارة قمة الأهلي والزمالك    إيقاف قيد نادي مودرن فيوتشر.. تعرف على التفاصيل    تشييع جثامين أم وبناتها الثلاث ضحايا حادث انقلاب سيارة في ترعة بالشرقية    الركود يسيطر على سوق الذهب وإغلاق المحال حتى الإثنين المقبل    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    «آخرساعة» في سوق المدبح القديم بالسيدة زينب| «حلويات المدبح»    انفجارات واشتباكات مسلحة مع الاحتلال بالضفة الغربية    بعنوان «قلبي يحبك يا دنيا».. إلهام شاهين تُعلن عن فيلم جديد مع ليلي علوي وهالة صدقي    بعد نجاح زراعته في مصر.. هل الكاسافا هو البطاطا؟ الزراعة تجيب    "تاتو" هيفاء وهبي وميرهان حسين تستعرض جمالها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    حمدي الميرغني يوجه رسالة ل علي ربيع بعد حضوره مسرحية "ميمو"    تامر حسني يشعل حفله بكفر الشيخ رابع أيام عيد الأضحى (صور)    خاص.. موقف الزمالك من خوض مباراة الأهلي بالدوري    قمة أوروبية.. جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    تحت سمع وبصر النيابة العامة…تعذيب وصعق بالكهرباء في سجن برج العرب    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 20 يونيو 2024 في البنوك    المركزي الكندي يدرس الانتظار حتى يوليو لخفض معدل الفائدة    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 20 يونيو.. «وجه تركيزك على التفاصيل»    وفاة الناقد الأدبي محمود عبدالوهاب    فرقة أعز الناس.. سارة جمال تغني "ألف ليلة وليلة" في "معكم منى الشاذلي"    معظم الحجاج المتوفين خلال موسم حج هذا العام من المخالفين    وزير الرياضة ينعي مشجع نادي الزمالك    كندا تبدأ بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية    ارتفاع رصيد الذهب فى الاحتياطى الأجنبى لمصر إلى 456 مليار جنيه    مشروبات صحية يجب تناولها عقب لحوم العيد (فيديو)    تعرف علي المبادرات التي أطلقتها الدولة المصرية لتدريب الشباب وتأهيلهم وتمكينهم    إحالة مديرى مستشفى "ساقلتة" و"أخميم" للتحقيق لتغيبهما عن العمل فى العيد    بخطوات سهلة.. طريقة عمل كفتة داود باشا    بعد انتهاء أعمال الحج.. علي جمعة يكشف عن آداب زيارة مقام النبي والمسجد النبوي    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة (الشعبة الفرنسية) جامعة الإسكندرية    إجازات شهر يوليو 2024.. تصل إلى 11 يومًا    هل ينتهي الغياب المتكرر دون إذن إلى فصل الموظف من العمل؟    مايا مرسي تستقبل رئيس الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي    ما هي علامات قبول الحج؟.. عالم أزهري يجيب    علي جمعة ينصح: أكثروا في أيام التشريق من الذكر بهذه الكلمات العشر    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم الدكتور مصطفى السيد رئيس مجلس أمناء مدينة «زويل»:مطمئن على مستقبل مصر.. و«زويل» ستنقلنا لمصاف الدول المتقدمة

لا تتحقق النهضة الحقيقية لأى دولة بدون منظومة ناجحة للبحث العلمى والتكنولوجيا. وفى مصر أصبح ملف البحث العلمى يطرح نفسه بقوة على ساحة النقاش، فى ظل الاتجاه إلى استعادة قيمة العلم ودوره فى دفع الاقتصاد إلى الأمام ، والاهتمام بالعقول المصرية فى الداخل والخارج على السواء للمشاركة فى بناء الوطن،
والمساهمة فى مشروعاتها القومية. الأمر الذى يثير مجموعة من التساؤلات المهمة فى مقدمتها إلى أين وصل البحث العلمى فى مصر؟ وما هى متطلبات النهوض به؟ وهل لنا أن نطرح قضية البحث العلمى فى ظل تدهور منظومة التعليم ؟ متى تمس نتائجه الحياة اليومية للمواطن البسيط الذى أصبح يخشى أن يتحول الإنفاق على التجارب والأبحاث العلمية عبئا إضافيا «ترفيهيا» على الدولة بلا مردود سريع ومباشرعلى مستوى معيشته ؟ إلى أين وصلت مدينة زويل مشروع مصر القومى للعلوم والتكنولوجيا التى تبرع لها المصريون بالملايين، والتى تقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الآن ببناء مقر جديد لها مجهز بأحدث الأجهزة العلمية؟، وهل يمكنها أن تقدم مخرجات بحثية تعود بالنفع على الاقتصاد والمجتمع ؟!
......................................................................
طرحنا هذه الأسئلة على العالم الدكتور مصطفى السيد الأستاذ بجامعة جورجيا الأمريكية للتكنولوجيا، والحاصل على جائزة بريستلى لعام 2016 لإنجازاته المتميزة فى مجال الكيمياء ، والحاصل أيضا على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التى تعتبر أعلى وسام أمريكى فى العلوم لإنجازاته فى مجال النانو تكنولوجى، والذى تولى دفة قيادة مدينة زويل كرئيس مجلس أمناء للمدينة بعد رحيل العالم المصرى أحمد زويل حيث أكد فى حواره ل «الأهرام» أن ثمة اهتماما متناميا فى مصر بالبحث العلمى من حيث التمويل، ومن حيث النظر فيما يقدمه علماء مصر من دراسات ورؤى علمية ،وأن الدولة بدأت تلتفت لنتائج الأبحاث وتسعى لاستثمارها ب «قلب جامد» وأن البحث العلمى من شأنه أن يدر دخلا للوطن يفوق ما تقدمه السياحة حتى بعد أن تتعافى، وأن على رجال الأعمال والمواطنين أن يدركوا أن المسافة أصبحت قصيرة أمام التقدم العلمى، وذلك يمنحهم الأمل والإصرار على استكمال دعم الأبحاث ومدينة زويل حتى تكون منهم ولهم ، موضحا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يساند «زويل» بقوة لمعرفته أنها تضم علماء عظماء وعقولا قادرة على الابتكار، كما كشف لنا الدكتور مصطفى السيد وهو واحد من أفضل عشرة علماء فى الكيمياء فى العالم عن أحدث مستجدات مشروعه الخاص باستخدام جسيمات الذهب النانومترية فى علاج السرطان مؤكدا أنه من الممكن أن تكون مصر مركزا مرجعيا دوليا لعلاج الأورام.
.وإلى نص الحوار :
كيف ترى البحث العلمى فى مصر بعد ثورة 25 يناير ؟.
أرى تطورا ملحوظا ، كنت فى الماضى أندهش من نظرة الدولة القاصرة تجاهه إلى حد أن البعض كان ينظر إليه كما لو كان شيئا ترفيهيا أو كأنه عبء على الدولة !! وأتذكر أننى زرت مصر بعد فترة انقطاع طويلة وتألمت كثيرا على ما وصل إليه ،واندهشت لماذا لا تهتم الحكومة بتوفير الدعم الكافى له ولماذا لا تلتفت حتى إلى ما تصل إليه الأبحاث من نتائج لتطبيقها ، أما الآن فإننى أرى اهتماما متناميا بالبحث العلمى من حيث التمويل، ومن حيث أيضا النظر فيما يقدمه علماء مصر من دراسات ورؤى علمية ،كما بدأت من جهة أخرى تلتفت لنتائج الأبحاث وتسعى لتطبيقها واستثمارها «بقلب جامد» ،وذلك بالنسبة للعلماء المقيمين فى الداخل وفى الخارج على السواء، ومن خلال ما رأيته بنفسى فإن كل عالم مصرى يأتى لزيارة مصر يهتم رئيس الجمهورية بالتحدث معه، والاستماع إلى رؤيته للنهوض بالمجال الذى يتخصص فيه هذا العالم ،وبمجرد زيارتى لمصربعد توليه الحكم استدعانى للتحدث ،وتحاورنا فيما يمكن تحقيقه لمصلحة الوطن، فلأول مرة أجد أن هناك اهتماما بالبحث العلمى فى مصر إلى هذا الحد، صحيح لم نصل بعد إلى ما تقدمه الدول المتقدمة من دعم كامل وميزانية ضخمة للأبحاث، لكن هناك وعيا واهتماما فى حدود الإمكانات، ولذلك فإن مصر تسير على الطريق الصحيح علميا.
لكن يريد المواطن البسيط أن يشعر بنتائج ملموسة فى حياته اليومية فكيف يمكن للبحث العلمى أن يساهم فى تخفيف العبء لا أن يمثل عبئا إضافيا عليه من خلال ما يقتطع من ميزانية الدولة لتمويله؟!.
البحث العلمى يدفع بالاقتصاد إلى الأمام ،وما يحقق التقدم لأى دولة فى العالم هو البحث العلمى، والمواطن هو المستفيد الأول من ذلك ،فهناك الفوائد المباشرة التى يحققها البحث فى مجال الصحة على سبيل المثال، وما يترتب على ذلك من التوصل إلى أدوية محلية الصنع ،مثلما حدث فى مجال علاج فيروس سى، وما نحاول تحقيقه من خلال مشروع علاج السرطان باستخدام جزيئات الذهب، كما أن الصناعة أيضا على سبيل المثال تتلقى نتائج الأبحاث وتقيم صناعات جديدة بناء علي هذه الأبحاث ،ونتيجة لذلك تفتح المصانع وتقدم منتجات جديدة وتشغل الملايين من شعبها وهكذا، الى حد أنه فى أمريكا هناك مايمكن أن نطلق عليه «الوسيط» بين الباحث العلمى أو الجهة البحثية من جهة، وبين رجال الأعمال وأصحاب المصانع من جهة أخرى، لتسويق الأبحاث العلمية التى تصل الى نتائج جديدة تفيد فى تحسين صناعة ما أو زيادة انتاجها، أو تؤدى إلى تصنيع منتج جديد، وقد لا يعرف البعض أنه من الأساس غير مصرح للحكومة الأمريكية بإقامة مصنع واحد،إنما هى فقط تمول البحث العلمى، والمواطنون هم من يقيمون المصانع، وتحصل هى فيما بعد على حقها من خلال الضرائب، لتقوم فيما بعد من ضمن ما تقوم به بتمويل المزيد من الأبحاث الأخرى وهكذا..فإن البحث العلمى الطريق الوحيد لنهضة الصناعة فى العالم كله، وبالإضافة إلى ذلك فإن البحث العلمى يعمل على إيجاد حلول علمية لمشاكل عديدة تواجه أى دولة، وهو ما يعود على المدى البعيد على المواطن، فلدينا على سبيل المثال العديد من الملفات التى تحتاج إلى حلول علمية تناسب بيئتنا ومشاكلنا ومن ذلك تحلية المياه، واستخدام الطاقة الشمسية وغير ذلك .
هل لنا أن نتحدث عن تقدم البحث العلمى فى ظل ما يواجه التعليم المصرى من مشاكل متراكمة ومتشابكة؟!.
التعليم هو ما يغذى الإبداع ،والمصريون لديهم القدرة على الإبداع منذ الفراعنة، وما ينقصهم هو التعليم الصحيح الذى يغذى ذلك الابداع، ولذلك بالتأكيد من الضرورى أن نهتم بتطوير التعليم فى جميع المراحل الدراسية، دون الاقتصار على مرحلة دون أخرى، فأحيانا أسمع من ينادى بالاهتمام بالتعليم الأساسى فى مصر، وفى الواقع ان كل مراحل التعليم غاية فى الأهمية، وأتذكر من خلال تجربتى الخاصة أنه أثناء دراستى فى جامعة عين شمس كان عددنا حتى السنة الثانية حوالى سبعين طالبا ،وبعد ذلك قرروا أخذ الثلاثة الأوائل على الدفعة، ليتم التدريس لهم وحدهم،وكأنه فصل للمتفوقين،وبقينا هكذا حتى التخرج،ويدل ذلك كله على نظام تعليمى دقيق يهتم برعاية الطلبة إلى أقصى حد حتى فى الجامعة، لكن جانبا مهما من معوقات تطوير التعليم الآن هو الأعداد الضخمة، وما يتطلبه ذلك بالتبعية من تمويل ضخم. وعلى البحث العلمى أن يسير بالتوازى مع تطوير التعليم .
برغم ازدحام جدول أعمالك بمتابعة مشروعك المهم على جسيمات الذهب النانوية لعلاج السرطان، وافقت على تولى دفة القيادة بمدينة زويل ما لذى دفعك إلى قبول هذه المهمة الصعبة ؟.
بالتأكيد لم يكن من الممكن أن أتأخر عن خدمة بلدى، فشرف كبير لى أن تكلفنى القيادة السياسية بذلك، ومهما كانت الصعوبات وازدحام وقتى كان لابد أن أستكمل مدينة زويل التى تمثل مشروع مصرالقومى للنهضة العلمية.لقد كانت علاقتى بالعالم د.أحمد زويل على المستوى الشخصى عميقة جدا، وكانت مدينة زويل هى حلمه الأهم والأكبر، وكثيرا ما تناقشنا على مدى سنوات طويلة حول الوصول إلى منظومة متكاملة للبحث العلمى والتكنولوجيا، وانعكاس ذلك على تحقيق النهضة الشاملة لمصر بل كشرط أساسى لتحقيقها، وكان يقول لى دائما أن مصر تستحق مدينة علمية بحجم وقيمة المدينة التى كان يريد أن يراها عليه، وكان من الصعب أن يتم ملء الفراغ الذى تركه بكل حماسه وخططه العلمية، وهو ما يعد قدوة للجميع شباب الباحثين والعقول المهاجرة والعلماء فى الخارج ، فعلى الجميع مسئولية تجاه وطنهم ،ولذلك كله كان قرارى بقبول تولى هذه المهمة، وأكرس خبرتى ووقتى وعلاقاتى لكل ما يفيدها ، وسأستمر هكذا.
كيف وجدت المستوى العلمى للمدينة ولأبحاثها ولطلابها ؟.
على أعلى مستوى علمى، خاصة أنها نجحت فى جذب الكثير من العقول المصرية المميزة فى الخارج لكى تعود للوطن، وتكمل مشروعاتها البحثية فى مصر ،وتصل أبحاث مدينة زويل إلى نتائج تصل إلى درجة عالية من الدقة العلمية، وكأنه تم إجراؤها فى أمريكا،وأكثر الدول تقدما من الناحية العلمية،،وبعضها ينشر فى أهم الدوريات العلمية العالمية، ولذلك هناك تقدير عالمى لما تصل اليه أبحاث مدينة زويل من نتائج، أما عن مدى التميز العلمى لطلابها فيكفى أن 7 طلاب من شعبة العلوم والذين لم يتخرجوا بعد خاضوا امتحانات الGRE والتى تتم لمن يريد خوض التقييم لمرحلة الدكتوراه ووجدنا أنهم حصلوا على درجات من860 إلى 990، وهو ما يؤكد تميزهم ،وهم يدرسون الآن تخصصات نادرة يتم تدريسها لأول مرة فى مصر.
فى عودة للمواطن البسيط ماذا يمكن أن تقدم مدينة زويل له من خلال أبحاثها العلمية خاصة بعد الإعلان عن إنشاء هرم التكنولوجيا كآلية تسهم فى تحقيق ذلك ؟.
ستقدم له الكثير مما يمس حياته اليومية،وفى إطار ذلك أود أن أشير إلى استكمال منظومة العمل بالمدينة بإنشاء هرم التكنولوجيا المعنى بتحويل المخرجات البحثية إلى منتجات بالنفع على المجتمع.
بمعنى استخدام العلم فى مجالات تنفع الانسان بشكل مباشر و»فى الصميم»مثل توفير الدواء بأقل تكلفة، كما سيهتم ببلورة الأبحاث العلمية بالجامعة، والمساهمة في تطبيقها في المجتمع ،وسيمثل الهرم نقطة التقاء بين أنشطة البحث من جانب وما بين المجتمع من جانب آخر.
ما جديد مدينة زويل ؟.
تقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة باستكمال الإنشاءات الخاصة بالمقر الجديد للمدينة، وستكون من أفضل ما يمكن، وبأحدث المعامل والتجهيزات العلمية،ومن المقرر أن يتم فى أغسطس القادم افتتاح المرحلة الأولى للمدينة وانتقال بعض الكليات والمعاهد والغرف المجهزة لإجراء أبحاث النانوتكنولوجى للمقر الجديد على أن يتم انتقال سائر الكليات فى وقت لاحق ، ليتم الانتهاء منها فى 2018 وفى الوقت نفسه سيتم الاحتفال بتخريج أول دفعة وهم 100 طالب من شعبة العلوم، كما سيتم إعلان فتح الباب للدراسات العليا بدلا من التوجه للخارج ،وذلك خلال عامين على الأكثر.
لكن تبقى مشكلة التمويل، إن مشروعا قوميا بهذا الحجم وبتلك الأهداف العظيمة يتطلب بالتأكيد ميزانية ضخمة فمن أين لكم بها؟!.
كان أحمد زويل يقول لى إن تبرعات المصريين هى التى كانت وراء ظهور مدينة زويل للنور، وإنهم على درجة كبيرة من الوعى والوطنية حين فعلوا ذلك وتبرعوا من أجل بنائها، لأنهم كانوا يدركون أنها تمثل المستقبل المشرق لهم ولأولادهم وأولاد أولادهم، والآن تتعاون جميع مؤسسات الدولة.. الرئاسة والهيئة الهندسية بالقوات المسلحة والحكومة على السواء بشكل عظيم من أجل المدينة، فالمدينة «مسنودة» الآن بدعم الدولة وتمويلها، لكن لا يعنى ذلك أن يتوقف المواطنون عن التبرع أو أن يقل حماسهم فى ظل الظروف الاقتصادية ،فمن الممكن أن يكون ذلك بأقل القليل ، إن الجنيهات المعدودة التى تبرع بها حتى الأطفال ساهمت فى تحقيق الكثير للمدينة، وننتظر دعما أيضا من كبار رجال الأعمال والمجتمع المدنى، كما أن مساندة رئيس الجمهورية لنا لابد أن تكون حافزا لهم على الحماس للمدينة،لأن دعم الدولة يعنى أن هناك أملا، وأن المسافة أصبحت قصيرة أمام أن تأخذ المدينة مكانتها العلمية عالميا، ولا نفضل أن تأتى التبرعات من الخارج لكى يشعر المصريون بأنها بأموالهم وإنها منهم ولهم، وفى دعم مدينة زويل دعم للاقتصاد المصرى، والبدايات تكون دائما صعبة لكن بعد ذلك تكون النتائج مبهرة فالعائد من العلم من الممكن أن يكون أكثر نفعا لمصر واقتصادها وناسها من مصادر الدخل القومى الأخرى، بما فى ذلك السياحة حتى بعد أن تتعافى من تأثير الإرهاب والظروف الإقليمية .
إلى أين وصلت مستجدات الأبحاث الخاصة بجسيمات الذهب النانومترية لعلاج السرطان ؟
العمل يسير بسرعة كبيرة خاصة فى مصر، ويعمل معى 3 فرق بحثية، أحدها فى أمريكا والآخران فى مصر، وهما من المركز القومى للبحوث وجامعة القاهرة، والفريقان المصريان من أفضل ما يكون الباحثون والعلماء، ولولا جهودهما ما سار العمل فى هذا المشروع بهذه السرعة فيعملان بوطنية وبحماس شديدين، ونحن الآن فى مرحلة التجارب على الحيوانات الكبيرة مثل الحصان والكلب والقطة وقد نجحنا فى التخلص من السرطان لدى جميع الحيوانات، تمهيدا لإجراء وزارة الصحة التجارب على الإنسان، ولقد توصلنا لنتائج بالغة الأهمية فى التقنيات الجراحية لعلاج الأورام بأقل ضرر ممكن للمريض يعتمد فى الأساس على تصميم واستخدام الجسيمات النانومترية للذهب، وكذلك العلاج الضوئى الديناميكي، وأثبتنا أن أى خلية سرطانية يمكن علاجها بهذه الطريقة العلمية ،التى تتجنب الأضرار الجانبية للعلاج الإشعاعى والكيماوى، وما نشتغل عليه الآن هو أن الخلايا التى لا تموت لا تنتقل إلى مكان آخر بالجسد لأن مايتسبب فى موت الإنسان هو انتقال هذه الخلايا إلى مكان آخر مثل الكبد أو الرئة، وأؤكد أننا لو نجحنا فى وضع معايير لتقنية العلاج الضوئى الديناميكى وجسيمات الذهب للتغلب على الأورام ودربنا الأطباء لممارسة هذه التقنيات العلاجية فإنه من الممكن أن تكون مصر مركزا مرجعيا دوليا لعلاج الأورام.
«علاج السرطان بالذهب «ربما يكون هو كل ما يعرفه غير المتخصصين عن مشروعكم العلمى هل يمكن أن يقوم العالم الكبير د. مصطفى السيد بتبسيط فكرة المشروع حتى نستطيع فهمه بعمق ؟!.
ببساطة شديدة كل ما نعمله هو استخدام جزيئات الذهب الصغيرة بعد إضافتها فى محلول تم تجهيزه، وبإبرة دقيقة نحقن المريض بالمحلول الذى يحتوى على جزيئات الذهب الصغيرة، وننتظر قليلا إلى أن يصل المحلول إلى جميع أجزاء الخلية المريضة أو الورم، ثم نعرض الخلية للضوء،فتمتص الجزيئات الصغيرة من الذهب الضوء وتحوله الى حرارة شديدة ، الأمرالذى يؤدى إلى أن الخلايا نفسها «تسيح» وتتدمر ،وقد تذوب أيضا بعض الخلايا السليمة ،لكن الأمر لن يكون خطيرا لأن الخلايا السليمة ستتجدد ،بعد أن نكون قد تخلصنا من الخلايا السرطانية، وبعد حوالى أسبوع أو أسبوعين، ينتهى السرطان، واذا لم ينته فإننا نعيد الحقن بالمحلول المزود بالذهب ثم نعرض الورم للضوء فيجد قطع الذهب التى تمتصه وتتحول الى قطع ساخنة تسيح الخلايا السرطانية، وهكذا يتم القضاء عليه فى خلال 3 مرات كحد أقصى.
لكن ما يثير حيرة الكثيرين بمجرد ذكر كلمة الذهب هو التكلفة المرتفعة للعلاج من ناحية والخوف من ترسب جزيئات الذهب فى الجسم من ناحية أخرى ؟!.
العلاج ليس مكلفا إطلاقا ، فما يتم استخدامه من جزيئات الذهب متناهي الصغر فوحدة «النان» هى عبارة عن جزء واحد من 15 ألف وحدة تتكون منها الشعرة الواحة من المعدن وهى وحدة تفقد خواص الذهب الرئيسية وتكتسب خواص جديدة ومن مميزاتها انها قادرة على الامتصاص الهائل للحرارة، ولذلك تم اختيارها للعلاج، ولا توجد آثار سلبية على الأعضاء المسئولة عن التخلص من الأجسام الغريبة وهى الكلى والكبد بعد ترسب خلايا النانو بها بعد التخلص من السرطان فى الأبحاث حتى الآن، أما عن التكلفة فعلى سبيل المثال نحن فى أمريكا نحضر قطعة ذهب صغيرة لا يتعدى ثمنها 80 دولارا تستمر معنا فى الأبحاث سنتين لأن القطع المستخدمة صغيرة جدا والكمية التى نحتاج إليها محدودة جدا، لكن المهم والذى ينبغى أن يشغل الناس وتلتفت إليه الدولة حقا، هو أن تقوم الحكومة بتصنيع الدواء لضمان أن يتم ذلك وفقا للمعايير التى قمنا بوضعها وتوصلنا اليها فى أبحاثنا وتجاربنا، لأنه ما لم تكن سليمة ومطابقة للمواصفات فإنها لن تكون مجدية، وأنا لدى الاستعداد لمساعدة الحكومة فى إقامة مصنع الأدوية دون أى مقابل. لأن واحدا من أربعة فى العالم يموت بالسرطان، أى ربع العالم يموت بالسرطان! وهو رقم ضخم للغاية، كما أنه مرض قاس للغاية، ويؤثر على الأسرة كلها ولى تجربة ذاتية مع زوجتى التى توفت بهذا المرض، ورأيت كيف كان مرضها مؤلما لنا جميعا .
كثير من العلماء المصريين سافروا بسبب المصاعب التى تعرضوا لها فى مصر ، فهل كان ذلك أيضا وراء سفرك الى أمريكا منذ الخمسينيات من القرن الماضى ؟.
يضحك ثم يواصل مؤكدا :
نعم المصادفة وجريدة الأهرام كانتا وراء هجرتى العلمية لأمريكا ! لم أكن أتعرض لصعوبات بالغة ، بالعكس كنت معيدا بجامعة عين شمس، وكنت مولعا بالبحث العلمى، وذات يوم زرت صديقا لى فى بيته لأننا كنا على اتفاق مسبق للخروج، إلا أن صديقى طلب منى انتظاره قليلا فى غرفة الجلوس لأنه لم يكن جاهزا بعد للخروج ،وأثناء ذلك التقطت جريدة الأهرام من على الطاولة لأقرأ الجريدة، وإذا بى أقرأ خبر حول تقديم أحد الأساتذة الأمريكيين منحة لطلبة مصريين فقط ،للحصول على الدكتوراه فى أمريكا وكانت الشروط تنطبق علىّ، وتم اختبارى ثم قبولى، المهم أننى بعد سفرى استغرقت فى الأبحاث العلمية حتى الآن .
هل أبناء العالم المصرى الدكتور مصطفى السيد أيضا أحب العلم ؟.
نعم ابنى أحمد طبيب جراح فى مجال السرطان، وطارق حاصل على الدكتوراه فى الهندسة الكيميائية ونجح فى ان يوظف علمه فى مشروعات اقتصادية مربحة وهو يعد نموذجا لاستثمار العلم فى الاقتصاد، أما المفاجأة فهى حفيدى 10 سنوات الذى يعشق العلوم وخاصة الكيمياء، ومنذ كان فى السادسة يحفظ المواد الكيمائية!وأتوقع له مستقبلا مبهرا فى العلم، وأسعد بأسرتى كثيرا ، وأعتبر أنه من الانجازات التى حققتها فى حياتى، هى أننى رسخت داخلهم أن مصر هى الوطن، ونجحت أن أربطهم به.
هل تهتم بالفنون والثقافة وتجد وقتا لهما وسط ازدحام يومك بالأبحاث والتجارب العلمية؟
أحب الاستماع إلى أغانى أم كلثوم، وأحببتها أكثر بعد سفرى لأمريكا، مع حبى لفتاة أمريكية هى زوجتى الراحلة، كما أعشق أغانى عبد الوهاب وحتى الآن أسمعه بعد انتهاء عملى .
وهل هناك هواية ما تحبها ؟.
أحب كرة القدم ، وساهمت فى نشرها هنا فى أمريكا فعندما كان أبنائى صغارا ،وكنت أول من أدخلها فى المنطقة التى كنت أقطنها فى كاليفورنيا ،وأسست فريقا لكرة القدم ،حيث كنت الأب الوحيد الذى يعرف هذه اللعبة، وانضمت إلينا أعداد كبيرة من الأطفال والآباء ،وهكذا ساهمت فى نشر كرة القدم فى منطقتى السكنية بكاليفورنيا ، وفى التعريف بقوانينها ومهاراتها، وقد انتشرت الآن كثيرا .
ماذا تقول عن مصر ؟
مطمئن على مستقبل مصر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.