ضبط ألف طن متفجرات بقيمة 400 مليون دولار وتدمير من 10 إلى 20 مثلها فى سيناء أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن مصر تخوض حربا قاسية ضد الإرهاب على مدى الأربعين شهرا الماضية، وأن العالم أجمع يدرك إننا نخوضها بمفردنا بشجاعة وشرف. وأوضح الرئيس - خلال كلمته أمس بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لعيد الشرطة - أنه فى رده على استفسار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال اتصاله الهاتفى الأخير حول الاقتصاد المصرى، قال إن مصر منذ 40 شهرا تحارب بمفردها بكل ما تعنيه الكلمة، وإن المصريين قادرون وصامدون. وأكد الرئيس السيسي أن المصريين عندما خرجوا يوم 26 يوليو للتفويض كانوا يعلمون تماما حجم التحدي الذي أقدمنا عليه، والذى استمر منذ أكثر من 40 شهرا نخوض معه معركة شريرة وخبيثة من جانبهم، وشريفة وشجاعة ونبيلة من جانبنا. وأضاف أن المصريين عندما خرجوا في 30 يونيو و3 يوليو تحدوا الجميع، وكانوا يعلمون أن هذا التحدي له ثمن كبير، مشددا على أن رجال الجيش والشرطة على مدى ثلاثة أعوام ونصف العام يتلقون الرصاص ويقدمون أنفسهم بدلا من المصريين، وموضحا أن الجيش والشرطة من أهل مصر وهناك من ضحى بأبنائه من أجل خاطر مصر، لافتا إلى أن الجميع يضحي من أجل مصر. وأعرب عن تقديره لكل المصريين الذين يؤكدون في كل وقت أنهم شعب عظيم وعريق وقادر وواع، لأنه يشارك في المعركة بصبره وتحمله وفهمه للتحدي الموجود. وقال السيسي إننا لم نستدع فكرة الحرب القائمة بالفعل سواء في سيناء أو مناطق أخرى، لافتا إلى أننا نعيش حربا أسوة بالحرب التى عاشتها مصر منذ عام 1967 إلى 1970 وانتهت عام 1973 بشكل مختلف. واستعرض الرئيس عما دار فى اجتماع مجلس الدفاع الوطني الأخير الذى كشف عن حجم الأموال والمتفجرات التي تم ضبطها، ما يعتبر نسبة ضئيلة من الموجود، مشيرا إلى أننا نتحدث حتى الآن عن ضبط ألف طن من المتفجرات، ثمن الطن الواحد يبلغ 400 ألف دولار، ما يعني 400 مليون دولار للألف طن، ويوجد مثلهما 10 أمثال أو 20 مثلا تم تدميرهما في سيناء. واضاف أن هناك أسلحة وذخائر تم ضبطها فضلا عن المتفجرات، وأنه تم ضُبط 30 مليون جنيه مع مهرب واحد، وأننا نتحدث عن مئات الملايين التى تم القبض على أصحابها إنما الأخطر والأكبر هو ما يستخدم ضدنا. كان الرئيس السيسى قد وجه فى بداية كلمته التحية والتقدير والاحترام لرجال الشرطة وأسر شهدائها باسم كل المصريين، قائلا أن يوم الاحتفال بعيد الشرطة صعب عليه، ولكنه يعرف أن رجال الشرطة قدموا الكثير لأجل خاطر مصر. وقال إننا نحتفل اليوم بذكرى عزيزة على نفوسنا نستحضر فيها بطولات رجال صدقوا الوعد وبذلوا كل غال ونفيس من أجل أن يحيى هذا الوطن كريما أبيا مرفوع الرأس» وأشار إلى ان رجال الشرطة رفضوا الاستسلام واثروا المقاومة والاستشهاد بشرف وبسالة، ضاربين المثل لمن أتى بعدهم من أجيال، مؤكدين أن مصر الحرة الكريمة تستحق كل التضحية وكل الفداء. وأضاف أن احتفالنا بالذكرى الخامسة والستين لعيد الشرطة هي مناسبة نستدعي فيها من ذاكرة الوطن التي لا تنضب المعاني والقيم التي ضحى أبطالنا من أجلها بأرواحهم الغالية، وعلى رأس هذه القيم والمعاني تأتي قيمة الكبرياء الوطني الذي يحمل بداخله عظمة هذا الشعب ورصيده الحضاري العميق، وصبره على مشاق الحياة بحكمة متصالحة مع الزمن، وانتفاضه ضد الظلم والطغيان بقوة وعنفوان حتى ترد الحقوق لأصحابها. وأكد أن هذا الكبرياء الوطني الذي ألهم أبطال الشرطة البواسل للمقاومة والصمود في معركة غير متكافئة منذ 65 عاما في الإسماعيلية هو ذاته الذي قاد ويقود مسيرة الوطن وأبنائه نحو مستقبل أفضل». وأشار الرئيس إلى أننا وإذ نستذكر بطولات الشرطة في الماضي، فإننا نتوجه بأسمى عبارات التحية والتقدير والاحترام لبطولاتهم في الحاضر، فمع تغير طبيعة التحديات التي نواجهها لم تتغير وطنية وصلابة وعزم رجال الشرطة، ومع تنامي ظاهرة الإرهاب البغيض كان رجال الشرطة كعادتهم في الصفوف الأولى من المواجهة، بجانب إخوانهم البواسل من رجال القوات المسلحة وخلفهم أجهزة الدولة ومؤسساتها ممن يعملون في هدوء وصمت ليضربوا جميعا المثل أن في مصر رجالا آلوا على أنفسهم توفير الأمن والأمان للمصريين وحماية هذا الوطن والزود عنه. وأكد أن تحقيق ما نصبوا إليه من تقدم وازدهار في جميع المجالات يحتاج أولا إلى بيئة أمنة وأرض ثابتة، لا سيما ان التطوارات التي عايشناها في منطقتنا خلال الأعوام الماضية أعادت اكتشاف قيمة الأمن والأمان الذي طالما اعتبرناه من المسلمات. وقال إن الحفاظ على الأمن والأمان في بلد كبير بحجم مصر يتطلب جهدا كبيرا وإنكارا للذات وتضحيات جساما، وفي هذا المجال فإن رجال الشرطة يبذلون العطاء دون انتظار أو مقابل سوى الاطمئنان على أمن وسلامة هذا الشعب الكريم الذي يعي خطورة التحديات التي يواجهها وتواجهها مصر، ويقف في ظهر شرطته ومؤسسات دولته، مقدما لهم كل العون والدعم والمساندة. وشدد الرئيس السيسى على أن مصر دولة مؤسسات وينبغي الحفاظ على مؤسسات الدولة، وهو ما يعني الحفاظ على مصر، وأنه دائما ما يكرر أن كل التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهنا خلال السنين الماضية سهلة، إنما الصعب هو وحدة مصر، مشيرا الى أن هناك من يهدف إلى احداث انقسام واختلاف. وقال: كنت أتحدث عن أن الإجراءات التي اتخذت للإيقاع بين الشرطة والجيش، وبين الجيش والشعب في 2011 وبين الشرطة والشعب في 2011، الهدف من ذلك أن القضاء على أي دولة يأتي بالتقسيم ويجعل شعبها ومؤسساتها تصطدم مع بعضها البعض، مشيرا إلى أنه يؤكد دوما على احترام جميع مؤسسات الدولة والحفاظ عليها، وأنه ينبغى على الجميع أن يحترم تلك المؤسسات والحفاظ عليها، مؤكدا أن مؤسسات الدولة هي الضمانة الحقيقة للحفاظ على الدولة المصرية، وأنه ينبغي وجود برامج تنفذها المؤسسات لزيادة تلاحمها بين بعضها البعض وأيضا بين المؤسسات وشعبها. ووجه الرئيس تحية تقدير لشهداء الشرطة الأبرار لبطولاتهم الخالدة، واستطرد قائلا: أقول لأبنائهم وعائلتهم إننا لم ولن ننساكم، وإن مصر ستظل كما هي عهدها بارادة أبنائها الكرام الذين جادوا بأرواحهم الغالية من أجلها، وأن كل شهيد ومصاب يسقط هو من أبنائي، وأعتقد أن هذا شعور كل المصريين، وأنا أرى وأشعر بكل بيت حينما يسقط شهيد. وطالب المصريين بزيارة المصابين في المستشفيات كما كان يحدث إبان الحرب، مناشدا الجامعات ووزارتى الشباب والثقافة بالذهاب إلى أولادنا، حتى يرى الناس الروح المعنوية العالية للمصابين، وكيف يريد المصاب العمل رغم فقد جزء من جسده. وأضاف الرئيس: «نحن نشعر بحجم الألم على شهدائكم، مطالبا الإعلام بتغطية معاناة المصابين وذويهم بشكل أو بآخر، من أجل استدعاء صورة الصمود والتضحية من أجل الوطن. ووجه الرئيس تحية تقدير وعرفان للمصابين من رجال الشرطة، مؤكدا أن الوطن يرعاهم حتى يكتب الله لهم الشفاء الكامل، وأن تضحياتهم محل تقدير واحترام من جميع أبناء شعبنا الأصيل، كما توجه بالتحية والشكر لرجال الشرطة الذين يشاركون في بعثات حفظ السلام خارج البلاد لإرساء الاستقرار والسلام في دول صديقة، وذلك جنبا إلى جنب مع أخواتهم من رجال القوات المسلحة، ليرفعون اسم مصر عاليا على الصعيد الدولي» كما توجه بالتقدير والاعتزاز لعناصر الشرطة النسائية لدورها المهم في المجتمع، لإشعار الشعوب بالأمان والاطمئنان لدى المرأة المصرية التي تستحق كل الاحترام والمعاملة الطيبة في الشارع المصري. وقال: كل السيدات اللاتي حضرن أمس يعكسن صورة قوية وعظيمة ومشرفة، مضيفا أن المعاملة الطيبة في الشارع ليس فقط بالجهد الأمني وإنما من خلال جهد مجتمعي أيضا يحترم نفسه ويحترم نساءه احتراما حقيقيا، وقال: «خلوا بالكم يا مصريين على سيدات مصر». كما وجه الرئيس التحية كذلك للعاملين المدنيين في جهاز الشرطة الذين يشاركون بجهدهم وعطائهم في إنجاح هذا الجهاز الوطني، وفي تقديم الخدمات الوطنية للمواطنين والتيسير عليهم. وشدد الرئيس على أن المعارك التي خاضتها مصر لتحقيق استقلالها وحريتها وكرامتها لم تنته بعد، وقد تغيرت العناوين وبقي المضمون، فنحن اليوم نخوض معركة لا تقل ضراوة أو أهمية من أجل تحقيق التنمية الشاملة وإثبات أن المصريين على قدر المسؤوليات العظام، وأننا قادرون على صنع المستقبل، وكما انتصرنا في معارك الأمس، فإنني على يقين بإذن الله من أننا سننتصر في معركة اليوم». وقال إن تغيرات كثيرة حدثت فى مصر خلال السنوات الستين الماضية، فقد زاد عددنا من نحو 20 مليونا ليصل اليوم إلى ما يزيد على 92 مليونا، وأمام تضاعف عدد السكان لأكثر من أربعة أضعاف ونصف ما كان عليه عام 1952 كان لزاما أن تزيد جهودنا التنموية بأضعاف هذه النسبة إذا ما أردنا تقدما حقيقيا يشعر به كل الناس. وأضاف أنه أول أمس كان هناك عرض لرئيس جهاز التعبئة والإحصاء، مشيرا إلى أننا إذا أردنا أن نبني بلدا لابد أن يكون لدينا بيانات حقيقية جدا، وتعداد السكان فرصة عظيمة للحصول على هذه البيانات، مطالبا الحكومة والمحافظين والمجتمع المصري بالإسهام في إنجاح هذا التعداد. وأوضح الرئيس أنه خلال عرض بيانات التعبئة والإحصاء، طرح على رئيس جهاز التعبئة سؤالا عن نسبة الطلاق في مصر، فأجاب أن نسبة الطلاق في مصر عالية للغاية. وشدد الرئيس على أن الدولة معنية بالحفاظ على مجتمعها، واقترح التفكير فى إصدار تشريع ليكون الطلاق أمام المأذون حتى نعطي الفرصة لمراجعة النفس وتحقيق مصلحة الأسرة، وداعب الرئيس شيخ الأزهر قائلا: «ولا إيه يا فضيلة الإمام.. أنت تعبتنى». وأكد أن هذا القانون سيحافظ على الأمة بدلا من أن تتحول لأطفال شوارع أو سلوكيات غير منضبطة، مشددا على حرصه على تماسك الأسرة المصرية. وقال الرئيس إنه لا يخفى علي أحد كيف صارت أحوالنا الاقتصادية خلال هذه السنوات حتى وصلنا إلى وضع حرج لم تعد تصلح معه المسكنات، وباتت الحاجة واجبة للتدخل الشامل من أجل إصلاح الاقتصاد وتصحيح مساره، حتى يمكن بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. واضاف قائلا: عقدنا العزم وعاهدنا الله وعاهدناكم أن نصدقكم القول والفعل في أن نفعل ما هو في مصلحة هذا الشعب أولا دون النظر إلى أية عوامل أو مصالح أخرى، فبدأنا إصلاحا اقتصاديا واسعا يستهدف جذور المشكلات الضاربة في أعماق بنية الاقتصاد، ونعمل وفق منهج شامل لتقوية صناعاتنا الوطنية وتحسين مزاياها التنافسية، ندعم الاستثمار والقطاع الخاص، نحشد مواردنا الذاتية وننفتح على العالم قاصدين توفير حياة أفضل لجميع المصريين. وأضاف: نعلم أنه لا إصلاح دون ألم ونعمل جاهدين على ضمان عدالة توزيع الأعباء والتخفيف عن كاهل الأكثر احتياجا واثقين في الله وفي أنفسنا بأن التوفيق سيكون حليفنا. وقال إنه فى خضم معركة البناء والتنمية تتضاعف أهمية الحفاظ على الأمن وتوفير مناخ آمن من الاستقرار،وتتضاعف مسئولية رجال الشرطة في حماية سيادة القانون والسهر على تنفيذه بعدالة وحيادية، وفي حماية المجتمع من أي خروج على القانون، في الحفاظ على حقوق الإنسان المصري بما يضمن كامل حقوقه في المواطنة». وأشار إلى إصراره رغم كل التحديات على احترام الإنسان المصري والحفاظ على حقوقه، مطالبا المسئولين في المصالح المختلفة بضرورة الحفاظ وحماية واحترام مصالح المصريين، قائلا: «من فضلكم حافظوا واحموا واحترموا مصالح المصريين». وشدد على ضرورة إرساء القواعد التي تتيح لنظامنا الديمقراطي أن ينمو فوق أسس راسخة، وتتيح لمجتمعنا أن يعزز من قيم المساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز بين أبناء الشعب الواحد، فالكل سواء أمام القانون لا فرق بين مصري ومصري، أو مصرية ومصرية.