◙ الأمناء يبحث الرد على الإطاحة به .. ورئيس الحزب يتخذ مقرا جديدا ◙ أعضاء بالهيئة العليا يتهمون خليل بالتخريب ويطالبون باستقالته
يشهد حزب «المصريين الأحرار» حالة طواريء ، بعد اتساع رقعة الخلافات الداخلية ، التى وصلت إلى مرحلة الذروة بسبب القرار المفاجيء الذى اتخذه المؤتمر العام الطاريء برئاسة الدكتور عصام خليل رئيس الحزب بإلغاء مجلس الأمناء الذى يضم فى عضويته المهندس نجيب ساويرس مؤسس الحزب. ويعتزم مجلس الأمناء وهو سلطة عليا بالحزب عقد اجتماع طاريء خلال ساعات لبحث الرد المناسب على القرار الذى وصفه ب «الباطل» ، بينما يصر خليل وأنصاره من نواب البرلمان على صحة الإجراءات ، واتخذ من مدينة «مصر الجديدة» بالقاهرة مقرا جديدا للحزب بدلا من المقر الرئيسى بوسط العاصمة. وعبر ساويرس عن غضبه مما حدث فى تدوينة له على حسابه الشخصى على شبكة التواصل الاجتماعى «تويتر» . وقال أحد أعضاء الهيئة العليا إن عصام خليل كان الطفل المدلل لساويرس ، وحذره أعضاء كثيرون من سياسات خليل الذى أدار الحزب وفقا لأهوائه الشخصية ، وأغلق باب العضوية فى الحزب إلا لأنصاره وأقاربه ومعه نواب الحزب بالبرلمان وأقاربهم ، موضحا أن ساويرس ابتعد عن الحزب الفترة الماضية بعد إحباطه من الوضع المتردى الذى وصلت له شعبية الحزب . وأضاف للأهرام أن خليل أوهم ساويرس قبل الانتخابات البرلمانية بأن الحزب سيحصد أكثر من 150 مقعدا بالبرلمان ، لكن ذلك لم يحددث ، ولم يحصد الحزب سوى 64 مقعدا . وكان مجلس الأمناء قد حذر من الدعوة التى أطلقها خليل بعقد مؤتمر طاريء ، موضحا أن المادة 59 من لائحة الحزب تنص على أنه يجوز لأعضاء مجلس الأمناء حضور اجتماعات المستويات التنظيمية واقتراح بنود للمناقشة على جدول الأعمال ويكون حضورهم كمراقبين دون أن يكون لهم صوت معدود، ولا يتم تعديل اللائحة إلا بموافقة مجلس الأمناء ، و أنه لم يرد للمجلس تعديل اللائحة، والنص المقترح تعديله والتصويت عليه . كما أصدر نحو 50 عضوا من أعضاء الهيئة العليا والأعضاء المؤسسين وأمناء المحافظات بيانا أمس رفضوا فيه سياسات رئيس الحزب وأنصاره، وطالبوا بإنقاذ الحزب من الانهيار وإفساد سيناريو الانشقاقات الذى يتسبب فيه خليل ، وأوضحوا أن هدف الدعوة لمؤتمر عام تمرير تعديل «مشوه» وتجاوز سافر لاختصاصات مجلس الامناء . وقال الأعضاء إن المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال ومؤسس الحزب ضاق ذرعا بسياسات خليل وأصيب بإحباط بعد تدهور شعبية الحزب الذى لا يملك فى أنحاء الجمهورية سوى 800 عضو فقط هم عدد أعضاء الجمعية العمومية وذلك بعد أن أوقف رئيس الحزب العضوية وترك المحسوبيات تعربد فى «المصريين الأحرار» ، موضحين أن ساويرس بدأ يتخذ خطوات جادة لوقف النزيف داخل الحزب الذى يتسبب فيه خليل وأنصاره. كما رفض أعضاء الهيئة العليا البيان الصادر من الحزب على لسان امين الاعلام شكلا وموضوعا لما يحتويه من مغالطات واكاذيب لا ترتقى لمستوى الرد عليها وتفنيدها والتشكيك فى الاعضاء المؤسسين وقيادات الحزب فى محاولة فجة لقلب الحقائق. وقال الأعضاء ان الصبر قد نفد وآن الأوان للمضى قدما فى تطهير الحزب من الفساد الادارى والديكتاتورية ، وانهم لن يتراجعوا خطوة واحدة عن طريقهم فى انقاذ الحزب من التدمير داخليا، وطالبوا بإلغاء المؤتمر العام وباستقالة رئيس الحزب وتحويل أمين الإعلام للتحقيق فيما نسب اليه من اعتداء لفظى على أعضاء مجلس الامناء . ومن جانبها أصدرت رئاسة الحزب بيانا وصفت فيه بيان مجلس الأمناء بأنه محاولة لترويج الشائعات ، وخلق حالة بلبلة حول انعقاد المؤتمر ، موضحة أن رئيس الحزب هو وحده دون غيره صاحب الحق فى دعوة المؤتمر العام للانعقاد، وفقا للائحة النظام الأساسي. وذكر البيان الذى تلاه نصر القفاص عضو المكتب السياسى ل «المصريين الأحرار» وأمين لجنة الإعلام - : «يبدو أن مجلس الأمناء يعتبر نفسه وصيا على الحزب، ويعتقد أعضاؤه أنهم فوق الحزب ومؤسساته ولائحة نظامه الأساسي، والمثير للسخرية أن ما تم نشره على أنه بيان صدر مجهلا ومجهولا، لا يحمل توقيعات لأى من أعضاء مجلس الأمناء، لذلك نتعامل معه على أنه نوع من الشائعات، التى ننفيها شكلا وموضوعا، مؤكدًا أن الكلمة الفصل فى كل ملفات وأمور الحزب، يملكها المؤتمر العام الذى سيعقد فى موعده اليوم ، وهو السلطة التى تعلو على الجميع». ومنعت رئاسة الحزب وسائل الإعلام من تغطية المؤتمر بزعم أنه مؤتمر مغلق مما أثار استياء الزملاء الصحفيين والإعلاميين. ومن جانبه ، ذكر راجى سليمان عضو مجلس الأمناء أن المجلس سينعقد خلال ساعات لبحث الموقف ، وأن المجلس لا تحركه الأهواء الشخصية وإنما يحركه الكيان المؤسسى للحزب ، وأن مهمة المجلس هو حماية «المصريين الاحرار» من تغول أى سلطة على أخرى . وأضاف ل «الأهرام»- أن المجلس لاحظ فى الآونة الأخيرة انخفاضا فى شعبية الحزب ، و«تقزيما» لدوره حتى أن عضويته لم تزد ، وأن المجلس لا يتحرك إلا بناء على صلاحياته التى منحتها له لائحة «المصريين الأحرار» . جدير بالذكر أن «المصريين الأحرار» لديه الأكثرية فى البرلمان حيث يبلغ أعضاؤه نحو 64 عضوا ، وتأسس فى عام 2011 على يد المهندس ورجل الأعمال نجيب ساويرس وخاض الانتخابات البرلمانية وقتها بعد تزعمه للكتلة المصرية التى ضمت حزبى «التجمع» و»المصرى الديمقراطي» وحصد المركز الثالث .