ضمن حملة مناهضة العنف ضد المرأة التي بدأت يوم25 نوفمبر الماضي وتستمر حتي يوم10 ديسمبر الحالي, رفعت الأممالمتحدة شارة اللون البرتقالي رمزا لمواجهة ظاهرة العنف ضد المرأة, والتي تنتشر في مصر في جميع المستويات. حيث سجلت مصر ضمن عشر دول ينتشربها العنف في صور متعددة, ما بين الضرب والاغتصاب والتشريد والطرد من المنزل, أو الطلاق ظلما, والحرمان من الأبناء, والتسبب في الإجهاض برغم وجود قوانين حماية المرأة من العنف بأشكاله, ونصوص حقوق الإنسان منذ عام1994 التي تصون حق المرأة, إلا أن الظاهرة مستمرة نتيجة في الوقت الذي كشف فيه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاءعن أن تكلفة العنف ضد المرأة المصرية تزيد علي6,2 مليار جنيه سنويا.. ............................................................................ الدكتورة آية ماهر أستاذ التنمية البشرية بالجامعة الألمانية أكدت أن ثقافة العنف يجب مقاومتها بداية من المدرسة وتصحيح مفاهيم الأجيال الجديدة التي يجب أن تتعلم كيف تحترم المرأة, فإن ثقافة العنف يكتسبها الطفل من أسرته فإذا شاهد والده يضرب أمه يشب علي عدم احترام المرأة, كما أن الخطاب الديني المعتدل يجب أن يركز بدرجة كافية علي احترام وحماية حقوق المرأة وتجريم الاعتداء بكل صوره عليها, وكذلك فإن الأعمال الدرامية عليها دور مهم لصون كرامة المرأة, حيث تعرض صورة غير حقيقية لمعاناة المرأة المصرية, متجاهلة دورها الخطير في تنشئة الجيلوأفراد المجتمع, ومن هنا يجب الحرص علي توفير الحماية للمرأة والتمكين الاقتصادي لها, من خلال توفير فرص العمل لها وفرص الدخل المستقل, ولتصبح عنصرا فعالا في العمل والإنتاج. مشيرة إلي أن الدولة من خلال وزارة التضامن خصصت8 مراكز إغاثة لحماية المرأة بالتعاون مع الأممالمتحدة, يمكن من خلالها أن تتيح الدعم القانوني والنصح والإرشاد والتأهيل والرعاية النفسية لحماية السيدات والبنات, بعد أن ثبت أن06% من المعرضات للعنف أميات, ومع ذلك فإن نسبة مرتفعة من السيدات المصريات التي سجلها جهاز التعبئة بالمسح كشفت تعرض50% من السيدات المطلقات للضرب الجسدي أو الإهانة اللفظية, وأكدت أن نسبة العنف تزيد أكثر مع السيدات ربات البيوت والفقيرات, وأقلها للمرأة المتعلمة والتي تعمل, بينما نصوص القوانين التي تجرم هذا العنف والاستغلال موجودة ولا ينفذها أحد. أربعة أسباب وفي احتفالية الجمعية العامة للأمم المتحدة باليوم العالمي للقضاء علي العنف, طرحت الأسبابالحقيقة للعنف الذي تعانيه المرأة المصرية, وتتمثل في أربع أسباب, الأول: الختان: حيث أظهر مسح أجراه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاءأن9 من كل10 نساء تعرضن لعملية الختان, وأن11% من النساء أجبرن علي الزواج, وأن ما يزيد علي ربع النساء تزوجن قبل بلوغهن سن18 سنة. والسبب الثاني وهو العنف قبل الزوج: فالمسح كشف عن تعرض نحو46% من النساء السابق لهن الزواج لعنف بدني و12% تعرضن لعنف جنسي وأن10% منهن عانين من العنف البدني والنفسي والجنسي من قبل الزوج. وامتد هذا العنف ضد المرأة إلي الخطيب حيث تعرضت حوالي17% من البنات لشكل من العنف من قبل الخطيب. أما السبب الثالث فهو العنف الأسري: فأظهر المسح تعرض حوالي18% من النساء لعنف بدني أو جنسي منذ بلوغهن سن18 سنة من قبل أفراد العائلة أو البيئة المحيطة, ويعد الأب هو المرتكب الرئيسي للعنف البدني ضد المرأة خاصه عند بلوغها سن18 سنة وبنسبة(50%). أما السبب الرابع فهوالعنف في الأماكن العامة: فالمسح يكشف تعرض13% من النساء لأي شكل من أشكال العنف أو التحرش في الأماكن العامة سواء في مكان العمل أو المؤسسات التعليمية أو في المواصلات العامة أو في الشارع, وتعرض10% من النساء للتحرش في الشارع, والأسواق, والميادين خلال العام السابق للمسح. وأن7% من النساء تعرضن للتحرش في المواصلات العامة وحدثت غالبية حالات التحرش في الميكروباص(60%), وأن نحو1% من الفتيات اللاتي يدرسن تعرضن للتحرش الجنسي في المؤسسات التعليمية. لذلك ينظم المجلس القومي للمرأة ندوات ولقاءات تعريفية لطلاب المدارس والجامعات المصربة, والجامعة البريطانية بالقاهرة, والذين سيتعاونون مع المجلس في نشر الوعي بقضايا المرأة وكيفية النهوض بها. كما تقيم المنظمات الحقوقية النسائية عددا من الأنشطة منها ندوات توعية واحتفالات في أماكن عامة ومارثون وسباق دراجات, وورش حوار حول قضية العنف ضد المرأة وخطورتها علي المجتمع. وأضافت أن الدستور نص علي كثير من الضمانات التي تكفل حرية المرأة وحمايتها ضد العنف الموجه لهاكما أن الإسلام منح المرأة كل حقوقها المشروعة.