حول تسليط الضوء من منظمة اليونسكو على الأهمية الكبيرة لمهنة التعليم فى التنمية العالمية بالإضافة إلى الحاجة الملحة لسد العجز فى عدد المعلّمين حيث تشير أرقام جديدة أنه من الضرورى توفير ما يقرب من 69 مليون معلّم إضافى من أجل ضمان تعليم إعدادى وثانوى جيدين على مستوى العالم بحلول عام 2030 وهو الموعد النهائى الذى اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويفيد معهد اليونسكو للإحصاء أن هناك حاجة ماسة لتوفير 24.4 مليون معلّم فى المدارس الابتدائية و44.4 مليون معلّم فى المدارس الثانوية فى السنوات الأربع عشرة المقبلة. من جهه أخرى تعانى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء من أكبر نقص فى عدد المعلّمين حيث أنها فى حاجة إلى 17 مليون معلّم فى المرحلتين الابتدائية والثانوية بحلول عام 2030. كما أن أعداد الطلاب تتزايد تزايداً سريعاً فى هذه المنطقة التى تشهد صعوبات كثيرة لمواكبة الزيادة على الطلب حيث أفاد معهد اليونسكو للإحصاء أن 70% من دول المنطقة تعانى من نقصا حادا فى عدد معلّمى المرحلة الابتدائيّة فى حين أن 90% من هذه الدول تفتقر بشدة لمعلمى المرحلة الثانوية. أصدرت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو رسالة مشتركة مع كل من جاى رايدرالمدير العام لمنظمة العمل الدولية وأنتونى ليك المدير التنفيذى لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة وهيلين كلارك مديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائى وفريد فان لوين الأمين العام للمنظمة الدولية للتربية لتسليط الضوء على المساهمات اللامحدودة للمعلمين حول العالم بالإضافة إلى الحاجة الملحة للعمل الفورى. «لا تتوقّف أهمية المعلّمين عند بناء مستقبل آلاف الأطفال وحسب، بل يسهمون أيضاً فى صياغة مستقبل أفضل للجميع. فكيف يمكن لنا توظيف معلمين جدد وجذبهم نحو مهنة التعليم المهمة فى حين أنه يتم اعتقال المعلّمين وعدم تقديرهم وإعطاؤهم أجورا ضئيلة فى مناطق عديدة فى العالم؟» والجدير بالذكر أن جوهر الهدف التنموى الرابع يتمثّل بتوفير تعليم شامل وعادل للجميع بحلول عام 2030، وهى ضرورة ملحة للغاية حيث يفيد بحث نشر أخيرا عن معهد اليونسكو للإحصاء أن عدد الطلاب والشباب المحرومين من التعليم الإعدادى والثانوى حول العالم وصل إلى 263 مليون طفل وشاب. هذا ويشمل الهدف التنموى الرابع دعوة خاصة لتوفير معلّمين أكثر كفاءة وحشد دعم أكبر من المجتمع الدولى من أجل تدريب المعلّمين فى الدول النامية. وفى هذا السياق قالت مديرة معهد اليونسكو للإحصاء: «تظهر جميع النظم التعليمية رغبة كبيرة فى تحقيق الهدف التنموى الرابع بحلول عام 2030. ولكن تتوقّف جودة هذه النظم وفعاليتها على مدى جودة وفعالية معلّميها. فإن التقدم العالمى يعتمد على ما إذا كان هناك معلّمون وصفوف مؤهلة لاستيعاب عدد معقول من الطلاب عوضاً عن وجود أعداد كبيرة من الطلاب فى الصف الواحد تصل إلى 60 أو 70 تلميذا أو أكثر. وإن كل ما نحتاجه لتفادى هذه الصعوبات هو التدريب وتوفير الموارد والدعم الكافى للمعلّمين لتمكينهم من إتمام عملهم على أكمل وجه.» من جهتها تشهد مناطق جنوب آسيا ثانى أكبر عجز فى عدد المعلّمين لا سيما فى المرحلة الثانوية حيث إن نسبة الشباب المتحقين بالمدارس الثانوية فى المنطقة لا تتجاوز 65% فى حين أن نسبة عدد الطلاب إلى عدد المعلّمين وصلت إلى 29 طالباً لكل معلم واحد فقط (وفقاً لتقديرات نشرت عام 2014) وتعد هذه النسبة أعلى بكثير من المعدل العالمى الذى وصل إلى 18 طالباً لكل معلّم. وعليه فإن مناطق جنوب آسيا بحاجة إلى 15 مليون معلّم إضافى بحلول عام 2030، وتحتاج المرحلة الثانوية الأغلبية العظمى من هؤلاء المعلّمين (11 مليون معلّم). أما المناطق الأخرى فى العالم، فتواجه تحديات خاصة. فعلى سبيل المثال، دمرت الحرب فى سوريا والعراق أجزاء كبيرة من نظميهما التعليميين ناهيك عن آثارها القوية على النظم التعلمية فى المناطق المجاورة التى تواجه بدورها تدفقات الأطفال والشباب المهاجرين الذين يحتاجون إلى معلّمين وفرص تعليمية فى الدول التى يتجهون إليها.